كشفت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن هيئة تحرير الشام زودت "فرقة السلطان سليمان شاه" المعروفة باسم "العمشات" بدبابات ومدافع، ما يؤكد التقارير السابقة بعدم انسحاب الهيئة من منطقة عفرين التي دخلتها بعد معارك مع "الفيلق الثالث" في الجيش الوطني.
وقالت المصادر إن "فرقة السلطان سليمان شاه" حصلت على 4 دبابات وناقلة جند ومدفع من عيار 130 ملم ومدفع من عيار 57 ملم وأكثر من 50 دراجة نارية مركب عليها رشاشات متوسطة، ونشرت الفرقة قسماً من العتاد الجديد في ناحيتي المعبطلي والشيخ حديد.
وأوضحت المصادر أن العتاد سيشارك في استعراض عسكري تخطط الفرقة المتحالفة مع هيئة تحرير الشام، تنفيذه في ريف مدينة عفرين.
وحصل موقع تلفزيون سوريا على صور للعتاد العسكري لحظة دخوله إلى ريف عفرين قادماً من مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام.
معسكر مشترك
وأكدت المصادر أن القيادي العراقي في هيئة تحرير الشام "أبو ماريا القحطاني" والقيادي جهاد عيسى الشيخ الملقب أبو أحمد زكور ما زالا يترددان بشكل دوري على منطقة عفرين، ويخططان مع فرقتي "الحمزة" و"العمشات" لإنشاء معسكر مشترك في ناحية الشيخ حديد وهي المعقل الرئيسي لفرقة "العمشات".
لم يتخلَ قائد "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، عن أهدافه وطموحاته بالتمدد في مناطق نفوذ الجيش الوطني السوري بريف حلب الشمالي، وتسّلُم مقاليد السلطة والإدارة، غير أن الموقف التركي المعلن الرافض لفكرة دخول الهيئة إلى ريف حلب، أجبر الجولاني على تغيير سير خططه، والاعتماد على أدوات جديدة تمنحه النفوذ والسيطرة والتمدد البطيء بدون ضجيج.
وسعت هيئة تحرير الشام خلال شهر تشرين الأول الماضي بسط سيطرتها على كامل منطقة ريف حلب الشمالي، مستغلةً التوتر الذي نشب بين الفيلق الثالث وفرقة الحمزة على خلفية اغتيال الناشط "محمد أبو غنوم" في مدينة الباب، واستطاعت الهيئة - بالتعاون مع فرقتي "الحمزة" و"العمشات"- خلال فترة وجيزة الوصول إلى مشارف مدينة اعزاز (كبرى معاقل الفيلق الثالث)، إلا أن ضغوطاً دولية حالت دون دخول الهيئة إلى المنطقة والتوسع أكثر.
وأعربت تركيا خلال لقاءات مع قادة الجيش الوطني عن رفضها لفكرة دخول هيئة تحرير الشام إلى منطقة ريف حلب الشمالي، وأنها ملتزمة بإخراجها من المناطق التي دخلت إليها في عفرين، وهو ما لم يحدث حتى الآن، إذ تؤكد مصادر ميدانية متطابقة أن قوات الهيئة باتت متجذرة في منطقة "غصن الزيتون"، وتنتشر في معظم البلدات والقرى، تحت غطاء جزء من حركة "أحرار الشام"، وفرقة "السلطان سليمان شاه"، و"فرقة الحمزة".
واستعاد الفيلق الثالث منتصف كانون الأول الماضي عدداً من مقاره في بلدتي كفرجنة وقطمة بريف حلب الشمالي، بموجب اتفاق أبرمه مع الجانب التركي، عبر المجلس العسكري الاستشاري، المؤلف من وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، وقادة فيالق الجيش الوطني السوري.