أفادت وسائل إعلام محلية في شمال شرقي سوريا، أن أهالي قبيلة "الجبور" أعلنت دعمها للمبادرة التي أطلقتها "الإدارة الذاتية" في وقت سابق من شهر نيسان الجاري، لحل الأزمة السورية.
وقالت "وكالة أنباء هاور" المقربة من "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد"، إن قبيلة الجبور "دعت القبائل والعشائر السورية لدعم مبادرة الإدارة الذاتية، وترك الخلافات جانباً بهدف إنهاء جميع العقبات التي تواجه السوريين".
ونقل المصدر عن عضو مجلس قبيلة الجبور في الجزيرة السورية "إبراهيم السلطان"، قوله إن "مبادرة حل الأزمة السورية التي أطلقتها الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا حل إيجابي للسوريين بشكل عام، ودعوة لحوار (سوري- سوري) وعدم قبول التدخلات الخارجية".
مبادرة "الإدارة الذاتية"
وفي الـ18 من نيسان الجاري، أعلنت "الإدارة الذاتية" في مؤتمر صحفي بمدينة الرقة، عن تقديمها مبادرة للحل في سوريا، بموافقة أميركية، وبالتزامن مع انفتاح عربي وإقليمي على النظام السوري، ما يجعلها مثار اهتمام للأطراف المعنية بالمسألة السورية.
وتشتمل تلك المبادرة على 9 نقاط هي:
- وحدة الأراضي السورية ومشاركة جميع فئات المجتمع والاعتراف بالحقوق المشروعة لسائر المكونات،
- تطبيق تجربة النظام الديمقراطي المعمول به في مناطق شمال شرقي سوريا في بقية المناطق،
- توزيع الثروات والموارد الاقتصادية بشكل عادل بين كل المناطق السورية،
- استقبال النازحين والمهجرين في مناطق شمال شرقي سوريا،
- استمرار جهود مكافحة الإرهاب،
- وقف التدخل التركي في الشؤون السورية،
- مطالبة الدول العربية بلعب دور إيجابي وفعال لإيجاد حل مشترك،
- طرح المبادرة على قاعدة وطنية،
- دعوة الجميع للمشاركة والإسهام في المبادرة.
دعوة النظام السوري لدعم المبادرة!
وخلال حديثه لـ "هاور"، شدد إبراهيم السلطان على ضرورة "تعامل حكومة دمشق بإيجابية مع مبادرة الإدارة الذاتية التي تخدم الشعب السوري وتنهي الأزمة السورية"، على حد زعمه.
كما دعا "عضو مجلس الجبور" العشائر والقبائل العربية والكردية إلى دعم مبادرة "الإدارة الذاتية"، وطلب من الأخيرة "بذل المزيد من الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة من المبادرة من خلال التواصل مع السوريين"، بحسب ما نقل المصدر.
ماذا تريد "قسد" من المبادرة؟
أفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا، أن منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك يدفع الإدارة الذاتية لاستئناف الحوار مع النظام السوري، وذلك في سياق محاولات المسؤول الأميركي حماية "قسد" من عمليات عسكرية قد تنتج عن تفاهمات تركية – روسية – إيرانية بمشاركة النظام السوري.
اقرأ أيضا: النظام السوري يطالب أميركا بوقف دعم "الانفصاليين" شمال شرقي البلاد
وتقوم رؤية ماكغورك للحوار على تخفيف القيود المفروضة على تزويد النظام بالنفط، مقابل الإقرار من طرف الأخير بخصوصية الإدارة الذاتية، ومنحها نوعا من اللامركزية الإدارية في نظام حوكمة جديد.
ومن المرجح أن يشهد الأسبوع الأخير من شهر نيسان الجاري جولة مفاوضات جديدة بين الإدارة والنظام في العاصمة دمشق.
وتحاول الإدارة الذاتية استدراك الانفتاح الإقليمي على النظام السوري وحجز مكان على طاولة مفاوضات، بإعلانها ما سمته "مبادرة لحل الأزمة السورية"، أكدت فيها بشكل واضح التزامها بوحدة الأراضي السورية، وطالبت بتعميم نظام الحكم المعمول به في شمال شرقي سوريا على كامل البلاد بسبب ما حققه من نجاح وضمان للحريات بحسب وصفها.