البث المباشر
تواجه مدينة جرابلس شمال شرقي حلب، أزمة غير مسبوقة على مستوى القطاع الصحي، بعد تسجيل مئات حالات التسمم في المدينة، منذ مطلع الأسبوع الجاري، وسط ضعف الاستجابة من قبل المجلس المحلي في المدينة، والجهات الحكومية.
وأفادت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، بأن حالات التسمم ما زالت تتوافد إلى مشفى مدينة جرابلس، بعد حديث عن تلوث مياه نهر الفرات إثر تسرب حصل بمجرى الصرف الصحي.
ويضخ المجلس المحلي المياه إلى مدينة جرابلس والبلدات والقرى الواقعة بريفها من نهر الفرات، لكنه أعلن إيقاف الضخ ثم استئنافه بشرط عدم استخدام المياه للشرب مبدئياً.
استجابة دون المستوى
وأشارت المصادر إلى أن استجابة المجلس المحلي للأزمة وتعامله معها كانت "دون المستوى"، خاصة أنه لم يقدّم تفسيراً واضحاً لسبب حالات التسمم وعلاقة تلوث مياه نهر الفرات بذلك.
وعدد من مراجعي مشفى جرابلس، قالوا لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ الأدوية شبه معدومة في المشفى، كما أن بعض المرضى يضطرون لشراء "السيرومات" من الصيدليات على حسابهم الشخصي.
وبحسب الشهادات، فإن أقسام العيادات والإسعاف والأطفال شبه ممتلئة بالمرضى والمراجعين، مع وجود عامل صحي واحد أو اثنين بأحسن الأحوال في كل قسم.
مطالب بإعلان حالة الطوارئ
وطالب ناشطون في المدينة بإعلان حالة الطوارئ، نظراً لعجز المستشفى عن استقبال المراجعين، كما دعوا الحكومة السورية المؤقتة للتعامل بجدية مع الأزمة وتسخير كافة الإمكانيات لتجاوزها.
ودعا الناشطون المنظمات الإنسانية إلى توجيه جهودها ولو مؤقتاً للتعامل مع ما وصفوها بـ"الكارثة"، عبر دعم القطاع الطبي بالإمدادات اللازمة، وإرسال أطباء وفرق صحية إلى المدينة لتخفيف الضغط على المشفى داخل جرابلس، والذي يعاني بالأساس من شح الإمكانيات.
ما قصة حالات التسمم في جرابلس؟
وكان المجلس المحلي في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، قد أعلن عن توقف ضخ المياه للمنطقة، وذلك على خلفية إصابة أعداد كبيرة من السكان بحالات تسمم استدعت نقلهم للمشافي بسبب تسرب مياه الصرف الصحي للشبكة.
وقال المجلس المحلي على معرفاته الرسمية، إنه سيتم إيقاف ضخ المياه لمدينة جرابلس حتى يتم التأكد من نتائج التحاليل التي أجريت للمياه.
بدوره قال رئيس قسم الإسعاف في مشفى جرابلس الدكتور جاسم الإبراهيم، في تصريحات صحفية، إنهم استقبلوا عشرات المرضى خلال أول يوم، وتنوعت الأعراض بين الإقياء والألم المعدي والإسهال.
وبحسب ناشطين، فإنّ عدد المصابين تجاوز الـ500، والعدد قابل للزيادة، مشيرين إلى أن سبب التسمم ناتج عن تسرب مياه الصرف الصحي وتلوث مياه نهر الفرات.
وبعد ذلك، أعلن المجلس المحلي، عن استئناف ضخ المياه في أحياء المدينة اعتباراً من صباح الإثنين (أمس) قائلاً: "لكن يرجى استخدام المياه للغسيل والأمور الأخرى وعدم استخدامها للشرب ريثما يتم التأكد من أنها صالحة للشرب"، مشيراً إلى أنه سيتم نشر نتائج التحاليل على صفحة المجلس، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
