أعلنت وكالة حماية الحدود الأوروبية "فرونتكس" عن دخول أعداد متزايدة من طالبي اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي عبر طريق جديد يسلكونه من إفريقيا إلى جزيرة "إل هييرو" الإسبانية، وهي ثاني أصغر جزيرة من جزر الكناري الواقعة في المحيط الأطلسي قبالة سواحل غربي إفريقيا.
وقالت الوكالة يوم الإثنين، إن عدد اللاجئين الذين يصلون إلى الجزيرة عبر الطريق الجديد، ازداد خمسة أضعاف بين شهري كانون الثاني وآذار 2024، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وارتفع عدد طالبي اللجوء الذين وصلوا في قوارب مكتظة إلى جزر الكناري عبر جزيرة إل هييرو، إلى أكثر من 13 ألف و500 شخص خلال ثلاثة أشهر فقط، ويأتي اللاجئون الذين يختارون هذا الطريق بشكل رئيسي من مالي والسنغال وموريتانيا.
وغالباً ما تُستخدم موريتانيا كبلد عبور أيضاً. ووفقاً لوكالة فرونتكس، فإن "شبكات مهربي البشر في هذا البلد الواقع في غربي إفريقيا تقوم بنقل المهاجرين من دول جنوبي الصحراء الكبرى إلى الاتحاد الأوروبي بشكل متزايد، وغالباً ما تُستخدم القوارب الخشبية في العبور المحفوف بالمخاطر".
ومن حيث الأعداد، ما يزال طريق البحر الأبيض المتوسط يسجل أكبر تدفق لطالبي اللجوء. ففي الشهر الماضي سُجلت 6 آلاف و738 حالة عبور غير نظامي للحدود من قبل وكالة حرس الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي. ومعظم القادمين عبر هذا الطريق يأتون من سوريا وبنغلادش وتونس.
لماذا يختار طالبو اللجوء هذا الطريق الأكثر خطورة؟
والأسبوع الماضي، صوّت البرلمان الأوروبي لصالح تشديد إجراءات اللجوء المشتركة المخطط لها منذ فترة طويلة. وبموجب "اتفاق الهجرة واللجوء" ستجري معالجة الطلبات على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، كما يمكّن الميثاق الدول الأعضاء من ترحيل الأشخاص الذين لديهم فرصة ضئيلة للجوء إلى بلدانهم الأصلية مباشرة على الحدود الخارجية أو ترحيلهم إلى بلدان ثالثة "آمنة".
وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد وقعا مؤخراً اتفاقية هجرة مع موريتانيا، ويقضي الاتفاق بأن يقدم الاتحاد الأوروبي الأموال حتى تتمكن موريتانيا من السيطرة على سواحلها بشكل أفضل. كما وقع الاتحاد الأوروبي اتفاقاً مماثلاً مع تونس.
ويقول الباحث في شؤون الهجرة جيرالد كناوس "يبدو أن المهربين يتخطون بالفعل الضوابط الساحلية ويختارون الطريق الأكثر خطورة بعيداً عن الساحل في عرض البحر، وهذا هو بالضبط السبب الذي يجعل كثيرا من القوارب ترسو في إل هييرو التي تبعد عن الساحل الإفريقي أكثر من جزر الكناري الأخرى". مشيراً إلى أن "عدداً كبيراً من الأشخاص يموتون على هذا الطريق". وفق ما نقلت شبكة (ARD) التلفزيونية الألمانية.
ويواجه الاتحاد الأوروبي ارتفاعاً في طلبات اللجوء التي تخطت المليون و140 ألفاً في عام 2023، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2016، وفقا لوكالة اللجوء الأوروبية. وازدادت أيضا عمليات الدخول "غير النظامية" إلى الاتحاد الأوروبي، لتصل إلى 380 ألفاً في عام 2023، بحسب فرونتكس.