يسعى لاجئون سوريون إلى الاندماج في حياتهم الجديدة في المجتمع الهولندي عبر "ممارسة الرياضة" سوياً مع أقرانهم من الشبان الهولنديين، في حين تتواصل أزمة اللجوء في هولندا، الأمر الذي دفع الحكومة إلى إجبار بلديات جديدة على استقبال طالبي اللجوء ومعظمهم سوريون.
وفي التفاصيل، يحاول لاجئون سوريون عبر ممارسة الرياضة مع نظرائهم الهولنديين الاندماج في المجتمع الهولندي، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية.
وقبل ستة أشهر، دعا مجلس النواب الهولندي مجلس الوزراء بالفعل إلى ترتيب ذلك، وتقول هيلدي بالاند، عضو البرلمان عن حزب "CDA" بحسب موقع "RTL" الهولندي "أعتقد أن هذا يساعد حقاً في تحطيم الأحكام المسبقة عن القادمين الجدد ومساعدتهم على الاندماج وإيجاد مكان لهم في مجتمعنا".
والآن بعد أن زاد تدفق اللاجئين هناك إلحاح إضافي، تقول بالاندا "دعونا نتأكد من أننا حددنا إيقاع العمل وجعلناه يعمل بسرعة".
ويحاول مشروع "Wereldmeiden" في مدينة هينغلو في مقاطعة أوفرايسل دمج اللاجئين مع أقرانهم الهولنديين، حيث يملأ طلاب الرياضة في كلية "ROC Twente" وقت خدمتهم الاجتماعية بممارسة الرياضة لمدة ساعة كل أسبوع مع أقرانهم من سوريا والعراق بحسب موقع RTL نيوز الذي وصف جميع المشاركين بـ"المتحمسين".
اللاجئة السورية ماريا تعيش في هولندا منذ عام لكن لديها القليل جداً من الأصدقاء الهولنديين، وتقول ماريا إن تكوين صداقات في هولندا "صعب بعض الشيء".
وتعرفت ماريا على صديقتها الهولندية موود في هذا المشروع والآن يبدوان وكأنهن صديقات منذ سنوات، وتصف موود علاقتها مع ماريا بـ"الممتعة للغاية"، مشيرة إلى أن "الأمور تسير على أحسن ما يرام بينهما".
بيان أيضاً لاجئة من سوريا وتعيش في هولندا منذ أربع سنوات، وتقول إنه من السهل تكوين صداقات عبر هذه الطريقة، وبحسب الموقع الهولندي فإن بيان لم يكن لديها كثير من الأصدقاء الهولنديين قبل أن تشارك في المشروع.
أما بالنسبة للشباب الهولندي فهي وسيلة للتواصل مع أقرانهم الذين لم يتعرفوا عليهم إطلاقاً في السابق، وتحدثت مايكه صديقة بيان عن أهمية تلك الطريقة للتواصل، وتوافقها موود الرأي وتقول "لم أكن أعرف أن هناك الكثير من الفتيات الأجنبيات في منطقة تفينته".
بدورها تأمل النائبة الهولندية بالاند أن يتم اتباع تلك الطريقة في بلديات أخرى وتقول إنها تساعد القادمين الجدد حقاً في حياتهم الجديدة من خلال التواصل مع أقرانهم الهولنديين.
أزمة متواصلة ونداء للحكومة
في سياق متصل، ما زال طالبو اللجوء السوريون يعانون في مراكز الإيواء من طول إجراءات اللجوء في ظل تواصل أزمة إيجاد مساكن مؤقتة ودائمة للاجئين في هولندا الأمر الذي دفع الحكومة الهولندية المنتهية ولايتها إلى تحديد ثلاث مناطق أخرى ليتم إنشاء "مواقع استقبال طارئ" لاستقبال طالبي اللجوء فيها، والمناطق هي بلديات فينراي والكمار وروتردام إضافة إلى بلديتي خوريكم وإنشيده التي تم تحديدها كمواقع استقبال سابقاً.
وفي الكمار، يجري تحويل مبنى حكومي بشكل عاجل لمركز استقبال اللجوء، وكتبت وزيرة الهجرة واللجوء بروكرز نول في رسالة إلى مجلس النواب أنه لا يوجد خيار آخر بسبب "حالة الطوارئ".
وتم اختيار المواقع لأنها متاحة بسرعة، وفقًا لـ COA (الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء). وستناقش COA هذا الأمر مع البلديات المعينة.
وبحسب شبكة "NOS" فإنه يلزم 2000 مكان إضافي قبل نهاية العام، وليس من الواضح ما إذا كان سيتم تحقيق ذلك مع البلديات المعينة حالياً، وأعلنت بروكرز أنه "ربما تتلقى بلديات أخرى تعليمات في المستقبل القريب".
في الأشهر الأخيرة، رتبت البلديات آلاف الملاجئ الإضافية وخصصت أكثر من 10000 منزل للأشخاص الحاصلين على تصريح إقامة، وتصف بروكرز هذا بأنه "إنجاز عظيم" معبرة عن امتنانها الكبير، لكنها تقول إن هذا لا يكفي.
وزاد تدفق طالبي اللجوء خصوصاً السوريين خلال هذا العام بسبب رفع قيود السفر حيث يأتي المزيد من طالبي اللجوء أيضاً إلى هولندا في سياق لم شمل الأسرة، بالإضافة إلى ذلك تم استقبال أكثر من 2000 أفغاني ممن تم إجلاؤهم.
كما أنه يوجد عدد كبير من اللاجئين في مراكز استقبال اللجوء، وتقول الوزيرة الهولندية إن 12000 حامل تصاريح إضافية يجب أن ينتقلوا إلى منزل في البلديات كما أنه من الصعب أيضاً ترحيل الأشخاص الذين لا يحق لهم الإقامة في هولندا.
في الأثناء، وجهت مؤسسة مساعدة اللاجئين VWN نداءً عاجلاً إلى البلديات "لتحمل مسؤوليتها والمساهمة بشكل ملموس في استقبال اللاجئين الذين يطلبون الحماية في هولندا"، مضيفة في بيان لها بأن "الحاجة ما زالت كبيرة".
ودعت مؤسسة VWN إلى إسكان اللاجئين الحاصلين على تصاريح إقامة في منازل، معتبرة أن هذه "مهمة مجلس الوزراء الجديد".
وخلال الأسابيع الماضية، دفع تدفق الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذي تشهده هولندا البلديات إلى استقبالهم في مرافقها السياحية الفخمة كالفنادق والسفن السياحية بسبب امتلاء مراكز الإيواء.
وخلال السنوات العشر الماضية وصل إلى هولندا عشرات آلاف اللاجئين السوريين وحصل عدد كبير منهم على الجنسية الهولندية فيما ينتظر البقية الحصول عليها.