أكد قائد "قوات سوريا الديمقراطية"، مظلوم عبدي، أن قواته "تتحلى بالصبر الاستراتيجي ولم تصعّد على الحدود مع تركيا رغم خرقها للهدن"، مؤكداً من جهة أخرى على أنهم "ماضون في الحوار الكردي - الكردي وبين المكونات".
وخلال ندوة افتراضية أقامها معهد الدراسات الأميركي "نيولاينز"، نقلها موقع "نورث برس"، قال عبدي إن أي تصعيد أو اختراق للحدود مع تركيا لم يحدث طوال تسع سنوات من سيطرة قواته على منطقة شمال شرقي سوريا، إذ لم تقم قسد أو أي جهة مرتبطة بها بأي هجوم معاد للأراضي التركية".
وأضاف أن قواته "تتحلي بالصبر الاستراتيجي وعدم التصعيد رغم قيام تركيا بخرق الهدن وخاصة الهدنة التي رعاها نائب الرئيس الأميركي السابق، مايك بنس، في عام 2019"، مشيراً إلى أن "أي تصعيد في المنطقة سيصب في النهاية في صالح تنظيم داعش، الذي يزيد من نشاط خلاياه النائمة اليوم في شرقي سوريا وعلى الحدود العراقية السورية".
وكشف عبدي عن معرفته بجهود وتحرّكات خاصة قامت بها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للضغط على الجانب التركي لوقف التصعيد والهجمات الأخيرة على المنطقة.
القوات الأميركية باقية حتى إرساء الاستقرار
وعن وجود القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا، قال عبدي "لا نريد للقوات الأميركية أن تبقى للأبد في سوريا"، مؤكداً أن قتال "تنظيم الدولة" في شمال شرقي سوريا "لن يتأثر بالوجود أو الغياب الأميركي".
وأشار إلى أن تفجير "داعش خرسان" في العاصمة الأفغانية كابل، "أحيا آمال تنظيمي داعش والقاعدة في سوريا للعودة إلى الهجمات الإرهابية"، معتبراً أن التنظيمان "استفادا معنوياً من انسحاب أميركا من أفغانستان"، ومشيراً إلى أن "تنظيم الدولة"، في مناطق شمال شرقي سوريا، "بدأت بإرسال تهديدات ورسائل للسكان لمحليين تتحدث عن أن التنظيم عائد والانسحاب الأميركي من سوريا بات وشيكاً".
لكن عبدي اعتبر أن "الحقائق تؤكد أن الوضع مختلف في حالتي سوريا وأفغانستان، رغم القلق الكبير الذي خلقه الانسحاب من أفغانستان في شمال شرقي سوريا، فشكل الوجود وأثره مختلف، بالإضافة إلى أن المسؤولين الأميركيين يؤكدون نيتهم الاستمرار بالبقاء في سوريا حتى إرساء استقرار أمني كامل في المنطقة".
وقف التصعيد شرط أساسي للحوار الكردي
وحول الحوار الكردي - الكردي في شمال شرقي سوريا، قال عبدي إن "الخلافات الداخلية سبب آخر يؤثر في زعزعة الاستقرار في المنطقة"، مشيراً إلى "استمرار القوى الكردية بالحوار الوطني بين مختلف المكونات، وتم قطع شوط فيه رغم استمرار الأزمات في إقليم كردستان العراق، والتي تؤثر سلباً في كل المناطق الكردية".
وأعرب قائد "قسد" عن "أمله في وقف التصعيد، لأنه شرط أساسي لنجاح الحوار الكردي، وهو أمر ملحّ في هذه الفترة".
وأشار إلى أنه "لأول مرة منذ 20 عاماً هناك مخاوف جدية من اصطدامات كردية - كردية كنا قد نجحنا طوال العقدين الماضيين في تجنّبها ومنعها".
وحث عبدي الولايات المتحدة على المشاركة في دعم الحوار الكردي - الكردي وسبل التقارب وإنهاء الخلافات.