أثار الممثل السوري عباس النوري الجدل بين موالين للنظام في سوريا، بين منتقد وداعم لتصريحاته في مقابلة إذاعية، قال فيها: "إن سبب تأخر الحريات في سوريا هو النظام، وإن الديمقراطية في البلاد أجهضت من لحظة استلام العسكر للحكم".
تهديد بـ "القضاء"
وطالب العديد من مستخدمي مواقع التواصل الموالين للنظام بمحاسبة النوري على تصريحاته وملاحقته في القضاء، فبرزت تصريحات حيدرة سليمان ابن بهجت سليمان سفير النظام السابق في الأردن، الذي تعهد برفع دعوى قضائية على النوري، بتهمة "الإساءة لأعضاء حزب البعث وتحقيرهم والسب والشتم" وذلك إثر انتقاد النوري لانقلاب البعث عام 1963 واستلامه السلطة.
بدوره، هاجم الإعلامي الموالي للنظام شادي حلوة، عباس النوري بسبب تصريحاته التي تناولت الحريات والوضع المعيشي في سوريا، زاعماً أن هناك عشرات آلاف الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد المسؤولين في حكومة النظام دون أن تتعرض للمحاسبة، في حين يُطرد الصحفيون في الدول الأوروبية عندما يشتمون المسؤولين في حكوماتهم.
وأضاف في حسابه على فيس بوك أن تصريحات النوري حول ما سمّاه في مقابلته "سيطرة العسكر على الحكم" تندرج ضمن ما وصفه بـ"جرم تحقير الجيش المنصوص عليه في المادة 123 من قانون العقوبات العسكرية".
"المتضامنون"
من جانب آخر، تضامن ممثلون سوريون وإعلاميون موالون للنظام مع عباس النوري ضد الهجوم العنيف الذي تعرض له على خلفية تصريحاته الأخيرة.
وقال الممثل السوري أيمن زيدان إن لـ "النوري" الحق في "التحدث عن قراءته السياسية لتاريخ وطنه، ولنا كل الحق في أن نتفق أو نختلف معه لكن لا يحق لأحد برأيي أن يشكك بوطنيته".
وأضاف في منشور على فيس بوك أن "سياسة التخوين والإقصاء وتكميم الأفواه لم تعد مجدية لأنها لا تعبر عن منطق الحياة التي ننشدها"، وفقاً لتصريحاته.
الممثلة السورية شكران مرتجى أعلنت تضامنها مع عباس النوري عبر خاصية "الستوري" بوسم (متضامن مع عباس النوري)، لتنشر توضيحاً لاحقاً قالت فيه إن تضامنها مع النوري جاء في مواجهة "حملة تخوين وتحريف لكلام النوري".
كما نفى الممثل الموالي للنظام فراس إبراهيم أن تكون تصريحات النوري "تورطاً في العمل السياسي"، مضيفاً أن السياسة لها رجالاتها ولا يحتمل الأمر أساساً أي زيادة في عددهم".
الإذاعة تتنصل من خطاب عباس النوري وتحذف المقابلة
بعد الجدل الكبير الذي أثارته تصريحات النوري، حذفت إذاعة "المدينة إف إم" المقابلة من جميع منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي من دون أن تدلي ببيان توضيحي بخصوص أسباب الحذف.
وكان عباس النوري ذكر خلال لقاء في برنامج "المختار" أنه "منذ عام 1963 (استلام البعث للسلطة في سوريا)، لم يعد هناك أي دور للمواطنين، واقتصر الدور بالكامل على النظام السوري.
وقارن النوري بين الدخل في سوريا وفلسطين المحتلة، إذ أكد أن دخل المواطن الفلسطيني داخل مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية أكثر من 10 أضعاف دخل المواطن السوري في مناطق سيطرة النظام.
وتطرق في مجمل حديثه عن سرقة البنك المركزي في سوريا (في إشارة إلى رفعت الأسد) وقال إن سوريا تحوي محامين ورجال قانون، إلا أنه لا أحد منهم تجرأ على الحديث عن هذا الموضوع أو رفع دعوى ضد من سرق البنك المركزي.
وانتقد من يصف الشعب السوري أنه لا يمكن أن يستوعب مفهوم الديمقراطية، كون سوريا كانت بلد الديمقراطيات بانتخاباتها وأحزابها، خصوصاً في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، إلى أن "جاء حكم العسكر وأطاح بالديمقراطية والدستور والثقافة".