رفضت عائلة لونا الشبل، مستشارة رئيس النظام السوري، استقبالها في مسقط رأسها في السويداء لدفنها، بعد أن لقيت حتفها يوم أمس الجمعة جراء تعرضها لحادث سير.
وأكدت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن النظام اختار مقبرة الدحداح في دمشق لدفن لونا الشبل، بعد أن رفضت عائلتها استقبالها في مسقط رأسها في قرية عرى بريف السويداء الغربي، بسبب خلافات معها.
وأشارت المصادر إلى "عدم مشاركة أي سيارة رسمية في الجنازة، مؤكدة عدم إرسال "الرئاسة" للورود كما تجري العادة في مثل هذه المناسبات الرسمية، خاصة وأن الشبل كانت مستشارة بشار الأسد".
وأوضحت المصادر أن الشبل كانت على خلاف مع أشقائها (من زوجة أبيها)، وبناء على ذلك رفضت العائلة دفنها في القرية أو إقامة مجلس عزاء لها، لا سيما أن والدها العميد المتقاعد عادل أسعد الشبل كان قد تبرأ منها قبل وفاته.
وتعود جذور الخلاف إلى عشرات السنوات حين انفصل والد ووالدة الشبل، حيث قررت والدتها السفر إلى مصر مع لونا وشقيقها ملهم، وبعد أن عادت إلى سوريا استمرت في مقاطعة أشقائها في السويداء، ووصل بها الحال إلى عدم التعرف عليهم.
وأوضحت المصادر أنه بعد اندلاع الثورة السورية في آذار 2011 تعمقت الخلافات بين الجانبين بسبب مشاركة شقيقها أسعد بالمظاهرات المناهضة للنظام، وتوجيهها تهديدات له، ما دفع العائلة إلى التبرؤ منها.
مراسم تشييع محدودة
تناقلت صفحات مقربة من النظام السوري ورقة نعوة للشبل، ذكرت فيها أن التشييع سيجري ظهر اليوم السبت من مشفى الشامي بدمشق، وسيتم الدفن في مقبرة الدحداح في شارع بغداد.
واللافت في الإعلان هو تحديد مدة العزاء بساعتين فقط وليوم واحد، حيث جاء في النعوة أن "التعازي تقبل للرجال والنساء يوم غد الأحد في صالة دارة السعادة الكائنة في المزة من الساعة السادسة وحتى الثامنة مساء".
ولم يحدد إعلام النظام ما إذا سيتم التشييع بموكب رسمي كما جرت العادة حين وفاة المسؤولين على رأس عملهم، أو سيتم الدفن دون مراسم رسمية.
وفاة لونا الشبل
أكدت مصادر تلفزيون سوريا يوم أمس الجمعة، وفاة لونا الشبل، مستشارة رئيس النظام السوري، نتيجة إصابتها في حادث مدبر ونقلها إلى مشفى الشامي في دمشق.
وكشفت المصادر أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري أوقفت عمل جميع كاميرات المراقبة في مشفى الشامي بدمشق، مشيرة إلى فرض الأجهزة الأمنية حظر دخول وخروج على كافة أفراد الكادر الطبي في المشفى.
وفي وقت لاحق، أعلنت رئاسة النظام وفاة الشبل نتيجة الإصابات التي تعرضت لها، وأشارت إلى أنها كانت مستشارة خاصة لبشار الأسد.
وكان موقع تلفزيون سوريا نشر تفاصيل الحادث المدبر الذي تعرضت له الشبل، حيث صدمت سيارة مصفحة سيارتها على أوتوستراد دمشق يعفور، مما أدى إلى إصابتها بنزيف دماغي حاد.
كذلك تحدثت مصادر تلفزيون سوريا عن فرض مجموعات مسلحة يُعتقد أنها تتبع لـ"الحرس الثوري" الإيراني طوقاً أمنياً قرب مشفى الشامي بدمشق، ومنع أي شخص من الدخول، بما في ذلك عمار ساعاتي، زوج لونا.
يشار إلى أن تصفية الشبل جاءت بعد جملة من القرارات التي استهدفتها، بداية من استبعادها من "اللجنة المركزية" لحزب البعث من قبل بشار الأسد، وصولاً إلى توقيف شقيقها ملهم الشبل وزوجته بتهمة التخابر مع جهات أجنبية.