شهدت الأيام الماضية انتشار صور لمجموعة من مرتزقة "فاغنر" الروسية في بادية تدمر وفي بلدات من ريف حمص، حيث تولي روسيا أهمية كبيرة للمنطقة منذ إخراج تنظيم الدولة منها في آذار عام 2017.
ومنذ مطلع شهر آب الجاري، رصد موقع تلفزيون سوريا في مجموعة "صائدو الدواعش" التابعة للمرتزقة الروس، على "تلغرام"، صوراً لانتشار هؤلاء المرتزقة بشكل مكثف في مناطق متفرقة من بادية تدمر وحتى في قلب المدينة.
ومجموعة "فاغنر" هي الاسم الرسمي للشركة العسكرية الخاصة "فاغنر"، التي تجند المرتزقة الروس وتدربهم ثم ترسلهم للقتال في سوريا ودول أخرى.
ويفسر ازدياد نشر صور المرتزقة في تدمر، بسبب تكرار التنظيم لهجماته على مواقع قوات نظام الأسد في البادية السورية، وإصداره مؤخراً عدة تسجيلات توضح قيامه بعمليات إعدام بحق عناصر النظام، إضافة إلى شنه هجمات مباغتة على المحارس والحواجز المنتشرة في المنطقة.
وظهر مرتزقة "فاغنر" وهم يقودون آلية عسكرية لهم في قرية مران الفويرة المدمرة والمهجورة على بعد حوالي 40 كلم شرقي حمص.
Wagnerites driving through the destroyed and abandoned village of Murran al-Fuwairah, about 40km east of Homs https://t.co/3sFasLq2uV pic.twitter.com/3dmv8K9olu
— Samir (@obretix) August 15, 2020
في حين أظهرت الصور وجود حاجز خاص بـ"فاغنر" عند البوابة الشمالية لمدينة تدمر، إلى جانب عدد من الصور للمرتزقة عند الآثار وفي النقاط المتقدمة من البادية، حيث يشن تنظيم "الدولة" هجماته.
وتشهد منطقة البادية السورية التي تشمل مدينة تدمر الأثرية نشاطًا ملحوظًا لتنظيم “الدولة”، الذي يستهدف قوات النظام والموالين لها منذ آذار الماضي بشكل شبه يومي، وفق ما تنشره وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم.
وأمام هذه الهجمات، استقدمت ميليشيا "الدفاع الوطني" الرديفة لقوات نظام الأسد مئات العناصر خلال الأشهر الأخيرة الماضية، إلى منطقة البادية ضمن حملة ملاحقة خلايا التنظيم.
روسيا مهتمة بتدمر
تولي روسيا اهتماماً كبيراً على عدة أصعدة، سواء في مجال حراسة مناجم الفوسفات وبعض آبار الغاز والنفط، إلى جانب حراسة الآثار.
و في تشرين الثاني 2019، وقع مدير متحف "إرميتاج" الروسي، ميخائيل بيتروفسكي، مع "هيئة المتاحف والآثار السورية" التابعة للنظام مذكرة تفاهم، لترميم بعض المنشآت التاريخية والقطع الأثرية في تدمر.
وفي حزيران الفائت، ظهر عدد من عناصر القوات الخاصة الروسية بين آثار مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا، وعلقت حينها مجموعة "صائدو الدواعش" بالقول إن "موظفي القوات الخاصة الروسية أصبحوا في مدينة تدمر السورية".