"طفولتي حتى الآن" عنوان رواية جديدة للأديب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، صدرت حديثاً عن "الدار العربية للعلوم- ناشرون" في بيروت ضمن سلسلة مشروع نصر الله الروائي "الملهاة الفلسطينية" الذي يضم روايات: "قناديل ملك الجليل"، و"زمن الخيول البيضاء"، و"طفل الممحاة"، و"طيور الحذر"، و"زيتون الشوارع"، و"أعراس آمنة"، و"تحت شمس الضحى"، و"مجرد 2 فقط".
جاءت الرواية في 512 صفحة، وتحكي سيرة كاتبها كجزء من سيرة شعبٍ على مدى 60 عاماً، عبر قصة حبّ فلسطيني مختلف غير عابئ بالحروب والفقر والقهر والمخيمات والشتات الفلسطيني.
وبالرغم من الواقع المؤلم والمرير من جراء الموت والحصار، يسرد الكاتب روايته لتعكس التمسّك بالأمل والجمال بكل أشكاله، والنضال والكفاح من أجل حماية هذا الجمال وتخليصه من الواقع القبيح والموحش.
وجاء في مقدمة الرواية التي خطّها الروائي والناقد الفلسطيني فاروق وادي: "على الرّغم من أنني قرأت جميع أعمال إبراهيم نصر الله الروائيّة، بلا استثناء، إلاّ أن سحر (قناديل ملك الجليل) ظلّ طاغياً في عقلي ووجداني، لم يزاحمها من أعمال إبراهيم السرديّة على هذه المكانة إلا رواية (طفولتي حتى الآن)، وهي عمل ساحر بمواصفات فنيّة إبداعيّة أخرى، جديدة ومختلفة. وفي مقارنة شفاهيّة بين العملين، قلت لإبراهيم: إذا كانت القناديل هي رواية عقلي التي نهضت على سرد إبداعيّ واستقصاء بحثي تاريخي لم يحُل دون بهاء التخييل بأجنحته المحلِّقة، فإن (طفولتي حتى الآن) هي رواية قلبي التي ارتبطت بها وجدانياً أكثر من غيرها، لما فيها من عناصر السيرة، أو شبه السيرة، بكل ألقها وحميميتها التي لم تحُل دون جنوح الخيال وانطلاقته الحرة".
إبراهيم نصر الله
روائي وشاعر ورسام فلسطيني الأصل من مواليد العاصمة الأردنية عمّان 1954. عاش طفولته وشبابه في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمّان. بدأ حياته العملية معلماً في المملكة العربية السعودية، ثم عمل في مجالَي الصحافة والثقافة، وفي عام 2006 تفرّغ للكتابة.
الأعمال الأدبية والجوائز
لنصر الله 15 ديواناً شعرياً و 22 رواية من ضمنها مشروعه الروائي (الملهاة الفلسطينية) المكون من 12 رواية تغطي أكثر من 250 عاماً من تاريخ فلسطين الحديث. تُرجمت له خمس روايات وديوان شعر إلى الإنجليزية، وأربعة كتب إلى الإيطالية. كما تُرجمت له رواية إلى الدنماركية وأخرى إلى التركية والفارسية. كما أقام نصر الله أربعة معارض فردية في التصوير. وأصدر كتابين في السيرة الذاتية والأدبية: كتاب الكتابة، والسيرة الطائرة.
نال نصر الله 9 جوائز، من بينها جائزة سلطان العويس للشعر العربي عام 1997؛ واختيرتْ روايته "براري الحُمّى" من قبل صحيفة الغارديان البريطانية كواحدة من أهم عشر روايات كتبها عرب أو أجانب عن العالم العربي. عام 2012 نال جائزة القدس للثقافة والإبداع التي تُمنح لأول مرة تقديرًا لأعماله الأدبية، كما نُشرت 10 كتب نقدية عن تجربته الأدبية، وتناولت أعماله عشرات رسائل الدكتوراه والماجستير في العالم.
في يناير 2014 تطوع للصعود إلى قمة كليمنجارو بمرافقة أطفال فلسطينيين فقدوا سيقانهم بسبب قوات الاحتلال الصهيونية، ووصلوا إلى القمة، وقد كتب رواية عن هذه التجربة بعنوان (أرواح كليمنجارو) 2015، وفازت هذه الرواية بجائزة كتارا للرواية العربية عام 2016. وفازت روايته (حرب الكلب الثانية) بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) عام 2018.