فاز الطفل السوري وليد الديار بكرلي بمنصب "عمدة الأطفال" الجديد لمدينة رينين التابعة لمقاطعة أوتريخت وسط هولندا، وسينصب "رسمياً" في اجتماع المجلس في 28 من أيلول، وسيكون تعيينه للعام الدراسي 2021-2022.
ويقول وليد (11 سنة) بعد سماعه عن التقديم لمنصب عمدة الأطفال "عدت إلى المنزل لمعرفة ما يفعله عمدة الأطفال (..) لقد أحببت تلك المهام، لذلك سرعان ما قمت بالتقديم للحصول على المنصب".
أحد معلمي وليد يقول إن منصب عمدة الأطفال يناسبه لأن وليد دائماً لديه أفكار جيدة وكان أيضاً عضواً في مجلس الطلاب.
تقدم ستة أطفال للحصول على المنصب وسُمح لثلاثة منهم بالحضور لإجراء مقابلة في البلدية، يقول رئيس البلدية هانز فان دير باس: "كان من الصعب جداً اختيار من يجب أن يصبح عمدة الأطفال الجديد، لكننا نظرنا إلى من روى قصة مختلفة، ولكن بنفس الحماس مثل عمدة أطفالنا الأول ميلا بيترسن".
ويدرس وليد الذي فاز بالمنصب في مدرسة إيريكا الهولندية وهو في الصف السابع ويقول: "أعتقد أنه من الأفضل أن أدرس في مدرسة هولندية حيث يمكنني أن أتعلم بشكل أفضل اللغة الهولندية، لأنك تسمعها وتتحدثها كل يوم".
هوايات وليد هي لعب كرة القدم والقراءة ورياضة الكاراتيه، ويعيش مع والديه وشقيقته منذ ما يقارب خمس سنوات في رينين.
وبحسب الصحيفة الهولندية يتميز الطفل بحماسه وطموحه ويريد الدفاع عن مصالح الأطفال.
يقول وليد: "كنت أرغب في أن أصبح رائد فضاء، لكنني الآن أعرف أنني أريد دخول مجلس النواب، أو أن أصبح قاضياً".
عمدة البلدية هانز فان دير باس قال: "أنا سعيد لأن وليد هو عمدة الأطفال الجديد لمدينة رينين"، مضيفاً "إنه لأمر رائع أننا وجدنا الآن شخصاً له خلفية مختلفة ولكن بنفس الحماس والالتزام مثل عمدة أطفالنا الأول ميلا".
في العام المقبل، سيركز وليد بشكل أساسي على أطفال رينين، يقول: "سنزور أربع مدارس لنرى ما يعتبره الأطفال مهماً"، بالإضافة إلى ذلك، سيهتم بموضوعات كبار السن وممارسة الرياضة.
وشكرت البلدية جميع الأطفال الذين تقدموا بطلبات ودعت جميع المتقدمين مرة أخرى هذا العام للحضور وإلقاء نظرة على مبنى البلدية ومقابلة رئيس البلدية والتعرف أيضاً على رئيس بلدية الأطفال وليد.
وتشجع "الجمعية الهولندية لرؤساء البلديات" البلديات على تعيين عمدة للأطفال ومجلس بلدي للأطفال، بهدف ترسيخ مشاركة الأطفال على نحو مستدام، وتدعو لتجهيز الأطفال للمشاركة في الأسرة والمدرسة والمنطقة والبلدية والمجتمع معتبرة ذلك "استثمارا مع عوائد إيجابية في وقت لاحق" لأن أطفال اليوم هم الكبار والمربون في المستقبل.
طفل سوري يبكي وحيداً في محطة قطارات
إلى ذلك وفي مفارقة، تواصل بعض العائلات السورية إرسال أطفالها "بمفردهم" إلى هولندا هرباً من جحيم نظام الأسد على أمل الحصول على مستقبل أفضل، حيث تم العثور على صبي يبلغ من العمر 13 عاماً قادمٍ من سوريا بمفرده في محطة تيلبورخ ليلة الإثنين الماضي.
وأفادت صفحة شركة القطارات الهولندية NS على فيسبوك أن موظفي الأمن استقبلوا الطفل السوري.
وسار الصبي في المحطة إلى موظفي شركة القطارات، وبحسب ما كتب موظفو الشركة على فيس بوك "بدأ يبكي على ذراع أحدنا.. كما أنه كان خائفاً (..) لذا حاولنا طمأنته".
وأوضحوا "لم نتمكن من التواصل بسبب اللغة. لحسن الحظ، في تلك اللحظة مرت امرأة تتحدث اللغة العربية ويمكنها بالتالي التحدث معه وأخبرتنا السيدة أن الصبي يبلغ من العمر 13 عاماً فقط وقد جاء إلى هولندا بمفرده من سوريا"، بحسب موظفي شركة " NS".
واشترى الموظفون له الطعام والشراب إلى أن جاءت الشرطة الهولندية لتتسلمه، وقال متحدث باسم الشرطة إنه سيرسله الى مكان استقبال الأطفال اللاجئين ثم سيبدأ بإجراءات اللجوء.
ويعتبر هذا الطفل الرابع خلال أقل من شهرين حيث وصل قبله ثلاثة أطفال وحدهم وسط تعاطف وصدمة في أوساط المجتمع الهولندي بحسب ما يتم رصده من تعليقات الهولنديين على مواقع التواصل الاجتماعي.