تحت عنوان: "طريق المعرفة: ممر إنساني يفتح في سوريا لتلاميذ المدارس الخاضعين للامتحانات"، نشرت قناة تلفزيونية روسية تقريراً مصوراً، ضَمَّنته شهادات لطلاب مدارس خلال توجههم من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" إلى مناطق سيطرة النظام، لتقديم امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية في المدارس "الحكومية" التابعة للأخير.
وذكر التقرير أن طلاب المدارس المقيمين في مناطق تسيطر عليها "قسد" داخل ريف حلب الشمالي، بدؤوا بالتدفق إلى مناطق سيطرة النظام لتقديم الامتحانات، حيث "سيتعين على هؤلاء المراهقين اجتياز امتحانات (الدولة) في المنطقة التي توجد فيها (سلطة كاملة للدولة). وعلى هذا سيعتمد مستقبل كل منهم".
وأوضح التسجيل المصوّر أن الانتقال إلى مناطق النظام يتم تحت إشراف عناصر من القوات الروسية "لضمانة سلامة أطفال المدارس السوريين وهم في طريقهم لإجراء الامتحانات الرسمية" بحسب الوصف المرفق بالمقطع.
مداخلات الطلاب
يقول رامي: "أنا من منبج، سأجري الامتحانات لأني أريد أن أكون طبيبًا. لا يوجد أطباء في قريتنا. وسأعود وأتعامل مع جميع معارفي، فهم يسألونني عن ذلك دائماً، على الرغم من أنني لم أنجح في اجتياز الامتحانات حتى الآن".
يعيش جميع المراهقين في "مستوطنات" -بحسب وصف التقرير- في شمال شرقي سوريا، وقليل منهم لديه الفرصة لتلقي تعليم كامل. وفي بعض القرى، لا تعمل المدارس (الحكومية) بسبب البيئة الصعبة. إنهم يدرسون بأفضل ما في وسعهم، ولكن من أجل مواصلة تعليمهم في الجامعات السورية أو المدارس المهنية، فهم بحاجة إلى تأكيد مستوى المعرفة عبر الامتحانات.
من جهته، يقول الطالب "شكري نوري" إن جميع الطلاب السوريين "يجب عليهم اجتياز الامتحانات (تحت العلم السوري)، حيث يوجد التعليم ويتم تنظيم العملية التعليمية. وسيكون الخريجون قادرين على دخول جميع الجامعات في سوريا: دمشق، حمص، حلب، اللاذقية".
دور مركز "المصالحة الروسي"
ويتابع التقرير: في كل عام، من أجل جعل التعليم أكثر سهولة لسكان المناطق التي تشهد توترات، تنظم (السلطات السورية)، بالتعاون مع "المركز الروسي للمصالحة"، ممرات إنسانية. يتم تسليط الضوء على النقل والأمن والخدمات اللوجستية. وفي كل حافلة، يتم تأمين رعاية المراهقين.
ممثل "المركز الروسي للمصالحة"، سيرجي يسونين، يقول إن "العدد الإجمالي لتلاميذ المدارس الذين سيمرون عبر الحاجز هو 6 آلاف شخص. من المخطط نقل أطفال المدارس إلينا في غضون ثلاثة أيام. ويتم نقلهم بالتعاون مع مديرية النقل في حلب إلى المدارس المخصصة لسكنهم واجتياز الامتحانات".
وبعد اجتياز الاختبارات وحصول جميع هؤلاء الطلاب على الشهادات المناسبة، سيعودون إلى منازلهم بـ "مرح". لكن الذين قرروا دخول جامعتي حلب ودمشق سيبقون. حيث يقدمون امتحانات القبول وينتقلون إلى "حياة طلابية جديدة". ويختم التقرير بالقول إنه "من المخطط نقل ما يقرب من 22 ألف تلميذ عبر ست نقاط تفتيش".
منهاج التعليم بين "الإدارة الذاتية" والنظام
يذكر أن "الإدارة الذاتية" فرضت منهاجاً تعليمياً خاصاً بها في مناطق سيطرة "قسد"، وخصوصاً في محافظتي الحسكة والرقة، إلا أنها لم تتمكن من فرض المنهاج في ريف حلب الشمالي (منبج)، وكذلك في ريف محافظة دير الزور حيث يرفض الأهالي تدريس أبنائهم منهاج النظام أو منهاج "الإدارة الذاتية"، ويستمرون في المنهاج التعليمي المعدّل، أو ما يعرف بـ منهاج اليونيسيف، الذي حذفت منه جميع العبارات الخاصة بنظام الأسد.