احتال لاجئ سوري يدعى (محمد ر.) مع مواطن تركي يدعى (بلال و.) على عائلات سورية في تركيا بملايين الليرات التركية عبر انتحالهما صفة دبلوماسي وادعائهما وجود صلات قوية مع دبلوماسيين آخرين من عدة جنسيات.
ونشرت صحيفة (Sabah) التركية تفاصيل حادثة احتيال تسببت بخسارة عائلات سورية مبالغ مالية قرابة 5 ملايين ليرة تركية، أو ما يوزاي 240 ألف دولار أميركي، إذ بدأت القصة عندما أتى اللاجئ السوري (محمد ر.) إلى تركيا عام 2016 وعمل لدى المواطن التركي (بلال و.) في محل لبيع الفواكه والخضراوات، ونشأت علاقة صداقة قوية بين الطرفين.
وبحسب الصحيفة، قدم السوري (محمد ر.) نفسه على أنه دبلوماسي إلى عائلات سورية، وعمل على كسب ثقتهم بطرق عدة، قبل أن يحتال عليهم، وذلك عبر ادعائه وجود علاقات وثيقة مع سياسيين ورجال أعمال مهمين في قطر وتركيا، ومن ثم وعد العائلات بالتشارك مع صديقه التركي (بلال و.) وتأمين مقاعد لدراسة الطب ليصبحوا أطباء بعد 6 سنوات، وبيعهم وثائق القبول بملايين الليرات التركية.
"جواز سفر أسود"
انتبه الأهالي الذين دفعوا الأموال من أجل تحصيل مقاعد في كلية الطب لأولادهم أنهم تعرضوا للاحتيال، وذلك بعد أن اختفى كلٌّ من السوري (محمد ر.) والتركي (بلال و.) عن الأنظار بعد حصولهما على الأموال، ممّا دفع أحد الضحايا ويدعى (مصطفى م.) والذي دفع 1.5 مليون ليرة تركية، إلى تقديم شكوى إلى المدعي العام في إسطنبول.
وأفاد مصطفى في الشكوى التي قدّمها إلى المدّعي العام: "قال لي إنه دبلوماسي في تركيا، ويحمل الجنسية السورية والتركية والقطرية، وأخبرني أيضاً أنه يستطيع تقديمي إلى رؤساء الأمن في تركيا، وبأنه يحمل جواز سفر أسود، وادّعى أنه يساعد الطلاب الراغبين في دخول الجامعات والقادمين من قطر؛ لذا وثقت به من أجل أن أضمن مستقبل ولدي، وبعد ذلك بدأ يتلاعب بنا".
وأشار (مصطفى م.) إلى أن المحتال أرسل له صور أسلحة ليقنعه بأنه دبلوماسي، وأضاف: "بعد أن حصل على أموالنا، بدأ بالقول أنه لم يبق مكان لولدي في الجامعة، وبعدها قال إنه سجله في جامعة خاصة، إلا أننا اكتشفنا كذبه عندما زرنا الجامعة وتأكدنا أن ولدنا غير مسجل في الجامعة".
"أعمل وسيطاً"
وبناء على تحقيق السلطات التركية، ألقي القبض على السوري (محمد ر.) الذي احتال على 9 أشخاص بنفس الطريقة وقدم إلى المحكمة، حيث نفى في إفادته جميع التهم الموجهة إليه عبر ادعائه بأنه يعمل وسيطاً في خدمات التعليم لمدة عامين: "أعمل على تسجيل الطلاب الأجانب في الجامعات الخاصة، إلا أننا في الفترة الأخيرة لم أستطع تسجيل الطلاب بسبب مشكلة في عدد المقاعد لدى الجامعات. بينما بلال يعمل معي في تأمين سكن للطلاب الأجانب عند قدومهم، لم نكن ننوي الاحتيال على أحد".
وقال التركي (بلال و.) المشتبه به في عملية الاحتيال أنه التقى (محمد ر.) عندما كانا في دكان الفواكه الذي يعملان فيه، واستطاعا التواصل معاً لأنه يعرف اللغة العربية بشكل جزئي، وأصبحوا صديقين مقربين مع مرور الوقت، وعملا معاً في تسجيل الطلاب السوريين في الجامعات التركية، إلا أنه لا يعرف بالضبط ما كان يفعله محمد.
وطالب الادعاء العام بمحاكمة الطرفين بتهمة "الاحتيال من خلال تقديم نفسه على أنه موظف عام أو موظف مؤسسة" مع المطالبة بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات على أن تبدأ محاكمة المشتبه بهم في محكمة الأناضول الجنائية بإسطنبول في الأيام المقبلة.