icon
التغطية الحية

طبيب عيون يعمل "لصالح بوتين" أوقف قانون محاسبة الأسد في الكونغرس

2018.12.06 | 16:12 دمشق

السيناتور الجمهوري راند بول (رويترز)
تلفزيون سوريا - وكاع
+A
حجم الخط
-A

تنتهي فترة ولاية مجلس الشيوخ الأميركي آخر الشهر الحالي ولم يصوت على مشروع قانون "قيصر" لمحاسبة مجرمي الحرب في سوريا، والذي حصل على الموافقة من مجلس النواب ولجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وبقي أمامه خطوة واحدة ليصبح قانوناً.

ووفقا لصحيفة "وول ستريت" الأميركية أوقف السناتور الجمهوري راند بول التصويت على القانون هذا الشهر، وذلك بموجب إجراءات "الموافقة بالإجماع" التي تسمح لمشرّع واحد بمنع التصويت على مشروع قانون لأسباب روتينية.

وعلق إنجل، وهو نائب ديمقراطي بارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب على الخطوة قائلاً، إن أحد أعضاء مجلس الشيوخ منع مشروع القانون من الذهاب إلى مجلس الشيوخ. "إنني أحثه على رفع هذا القيد لكي يصبح هذا النص قانونًا".

السيناتور الذي أعاق القانون في اللحظات الأخيرة يدعى راند بول، وله تاريخ طويل في رفض تدخل الولايات المتحدة  في سوريا ضد الأسد، فضلاً عن مطالبته المستمرة بالتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

راند بول، يحمل دكتوراه في الطب، تم انتخابه كسيناتور في مجلس الشيوخ لأول مرة العام 2010، وهو من ولاية كنتاكي، ويمتلك عيادة خاصة لطب العيون عمل فيها لـ 18 عاماً.

في العام ،2016 أصبح من المرشحين المحتملين للرئاسة عن الحزب الجمهوري، وهاجم يومها ترمب قائلاً: "بقعة من التراب يمكن أن تكون رئيس، أفضل من رجل الأعمال المدمر".
 

دعم لقاء ترمب مع بوتين

عداء بول مع ترمب تحول بعد فترة وجيزة إلى دعم، وذلك عندما واجه الأخير ضغوط من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بعد قمة هلسنكي، ووصف بول أولئك الذين شككوا في جهود ترمب لبناء علاقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ "المجانين".

وظهر السناتور، كصوت فريد من نوعه يدافع عن ترمب، حيث أعلن في مقالة رأي نشرتها جريدة بوليتيكو إنه سيقوم بزيارة لروسيا "لمناقشة الأرضية المشتركة مع قادتهم" وسيتشاور مع الرئيس قبل الذهاب.

وزار بول موسكو بالفعل، وكشف نائب المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض عن إيصال السيناتور، "رسالة توصية من ترمب، حملت المواضيع ذات الاهتمام التي يرغب بول في بحثها مع بوتين".

وفي اجتماع مع أعضاء مجلس النواب في البرلمان الروسي، قال بول إنه سيعارض تمرير عقوبات روسية جديدة، اقترحها زملاؤه في مجلس الشيوخ. وشكا من "هستيريا العقوبات" في واشنطن.

في نفس الزيارة، تحدث السيناتور الجمهوري مع سيرغي آي. كيسلياك، السفير الروسي السابق في الولايات المتحدة، والذي أثارت اتصالاته مع كبار مساعدي الرئيس ترمب جدلا كبيرا في واشنطن، وتم اتهامه بالتجسس بغرض التأثير على السياسة الأمريكية.

دعم بول جهود ترمب لإغلاق التحقيق في العلاقات بين حملة الأخيرة الانتخابية والروس، واقترح أن يتم تجريد المسؤولين السابقين في المخابرات من تصاريحهم الأمنية، بما في ذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق جون أو. برينان، الذي وصف موقف ترمب في روسيا بأنه خيانة.

"يعمل لصالح بوتين"

في 2017، كان بول والسيناتور بيرني ساندرز، المعارضين الوحيدين لمشروع قانون يفرض المزيد من العقوبات على روسيا وإيران. وفي ربيع 2018، هدد السيد بول بالقيام بـ "كل ما يتطلبه الأمر" لإعاقة تعيين مايك بومبيو كوزير للخارجية، قائلاً إن أخير يدعم التدخل العسكري في العراق وإيران وسوريا وأفغانستان.

دفاع بول عن العلاقات مع روسيا، دفع السناتور الجمهوري الراحل جون ماكين لاتهامه "بالعمل لصالح لفلاديمير بوتين" وذلك بعد تصويته ضد قرار يسمح لجمهورية الجبل الأسود بالانضمام إلى حلف الناتو.

وقال ماكين في قاعة الكونغرس "إذا كان هناك اعتراض، فأنت تحقق أهداف فلاديمير بوتين.. إذا اعترضو، فإنهم الآن ينفذون رغبات وطموحات فلاديمير بوتين هذا أمر رائع حقا ... عضو في مجلس الشيوخ، يعترض معاهدة يدعمها 98 (من أصل 100) على الأقل من زملائه، عضو مجلس الشيوخ من ولاية كنتاكي يعمل الآن لصالح فلاديمير بوتين".

موقفه من سوريا

ليس لسناتور بول تصريحات مسجلة عن الشأن السوري لكن غرد ممراً ضد تدخل الولايات المتحدة لصالح الشعب السوري، وقال في نيسان الماضي معلقاً على هجوم خان شيخون الكيماوي "بينما ندين جميعاً الفظائع في سوريا، لم تتعرض الولايات المتحدة للهجوم".

وقال في تغريدة أخرى مخاطباً هيلاري كلينتون "حروبك في العراق وسوريا وليبيا عززت تنظيم الدولة وما زالت لديك الجرأة للحديث عن السياسة الخارجية؟".

قانون "Caesar Syria Civilian Protection Act of 2017" (قانون قيصر سوريا لحماية المدنيين)، والذي قدمه النائب إليوت إنجل ووافق عليه مجلس النواب في 2017، سيدخل في دورة تشريعية جديدة مع بداية العام القادم، ويعاد التصويت عليه من جديد وفق القوانين الأميركية، وذلك بعد جهود السناتور بول الذي عمل لصالح بوتين وحليفه الأسد في هذه الخطوة.