طالبت الطبيبة السورية، فريدة المسلم، أعضاء مجلس الأمن بوقف الانتهاكات بحق الأطباء في سوريا، مؤكدة أن على مجلس الأمن "متابعة المساءلة عنها".
جاء ذلك في مداخلة للدكتورة فريدة أمام مجلس الأمن، وهي طبيبة نسائية من حلب، قضت نحو 10 سنوات في العمل في المستشفيات في جميع أرجاء سوريا بدعم من الجمعية الطبية السورية الأميركية، وكذلك المنظمات الإنسانية الأخرى، وسخرت حياتها لمساعدة السوريات في أثناء حملهن، وساهمت في ولادة آلاف الأطفال، وفق موقع الأمم المتحدة.
وقالت الطبيبة إنها "شهدت مئات الفظائع التي لا تزال عالقة في ذهنها"، مؤكدة "لن أنسى أبداً دموع سيدة في الأربعينيات من عمرها كانت تتوسل إليّ لمساعدتها على الحمل مرة أخرى بعد أن فقدت أطفالها الأربعة في لحظة واحدة بسبب انفجار برميل متفجر".
المساعدات الإنسانية والصحة النفسية في سوريا
وركزت الطبيبة السورية في مداخلتها على ثلاث نقاط، أولها، الاحتياجات الإنسانية المتزايدة، مشيرة إلى أنه "في حين أن التمويل مطلوب بشكل عاجل لدعم الاستجابة الإنسانية، إلا أنه من الضروري أيضاً زيادة قدرة النظام الصحي في جميع أرجاء سوريا، ويجب بذل الجهود لتثقيف العاملين الصحيين الجدد، وخاصة الممرضات والقابلات".
والنقطة الثانية التي تحدثت عنها الطبيبة هي آلية إيصال المساعدات عبر الحدود، موضحة أن "الاحتياجات الإنسانية الهائلة في سوريا تتطلب وصول المساعدات الإنسانية من جميع الأشكال، لا سيما من خلال الآلية عبر الحدود".
وطالبت بـ "تحسين الوصول عبر الخطوط، من خلال زيادة التخطيط والتنسيق، والتأكد من توزيع المواد التي تمس الحاجة إليها"، مؤكدة على أنه "لا يمكن أن يحل العبور عبر الخطوط محل العملية الهائلة عبر الحدود الجارية حالياً، وبدلاً من ذلك، يجب النظر إلى هاتين العمليتين على أنهما مكملتان بعضها لبعض من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية في سوريا".
أما النقطة الثالثة، فتتعلق بحالة الصحة النفسية في سوريا، وقالت الطبيبة فريدة إنه "بعد أكثر من عقد من الصراع الوحشي، يعاني جميع السكان من جروح نفسية، بالنسبة لبعضهم، يمكن أن تكون هذه الصدمة كبيرة جداً".
وأشارت الطبيبة إلى انتحار إحدى صديقاتها المقربات التي كانت تبلغ من العمر 24 عاماً فقط، مضيفة أنها "فقدت الأمل ولم تستطع العثور على الدعم النفسي المناسب، وقصتها ليست فريدة من نوعها".
حماية الأطباء السوريين مسؤولية مجلس الأمن
وخاطبت الطبيبة السورية أعضاء مجلس الأمن بالقول إن "من واجبكم أن تدعموا الأطباء، ومن واجبكم التأكد من أنهم قادرون على أداء عملهم بحرية ومن دون تهديد بالاعتقال أو التعذيب أو القصف الجوي، وإذا حدثت هذه الحوادث، فأنتم من يجب عليه متابعة المساءلة نيابة عنهم".
وأضافت أنه "من واجبكم تجديد قرار عبور القوافل الإنسانية عبر الحدود، حتى يستمر الأطباء في الحصول على الأدوية والأدوات التي يحتاجون إليها لمساعدة مرضاهم، وتمويل هذا العمل بالكامل".
وأكدت الطبيبة على أنه "من واجبكم أن تطلبوا المراقبة والإشراف المناسبين، بحيث يتم استخدام الموارد التي تذهب إلى سوريا بشكل صحيح"، مشيرة إلى أنه "بينما يواصل الأطباء وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني عملهم في سوريا بشجاعة، فإنهم والأشخاص الذين يخدمونهم يحتاجون إلى دعمكم الآن أكثر من أي وقت مضى".