اندلع حريق داخل محل تجاري في إحدى حارات حيّ الأمين بدمشق القديمة، قبل أن تمتد النيران إلى المنازل المجاورة مسببة أضراراً مادية.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي صوراً وتسجيلات مصورة لنيران تلتهم أحد المحال التجارية وبعض المنازل المجاورة، بالقرب من مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حارة "القساطلية" بحي الأمين الدمشقي، من دون تفاصيل أخرى.
وفي حين أكدت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري اندلاع الحريق في المحل التجاري؛ زعمت وكالة أنباء النظام (سانا) بأنه "نشب ضمن غرفة بمنزل" في الحيّ المذكور، مشيرة إلى أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق وإخماده، وبأن الأضرار اقتصرت على الماديات.
حرائق دمشق القديمة.. من وراءها؟
وتتعرض أحياء دمشق القديمة منذ عدة سنوات لسلسلة من الحرائق التي تستهدف منازلها ومحالها وأوابدها التاريخية. ففي نيسان 2016 التهمت النار أكثر من 80 محلاً في سوق العصرونية خلف المسجد قرب مقام السيدة رقية، وكانت أرقام الأضرار تتحدث عن نحو ملياري ليرة سورية، والسبب حينئذ سجل على أنه ماس كهربائي في أحد المحال.
وفي كانون الأول من العام نفسه، اندلع حريق هائل بحسب الشهود في سوق الحميدية، ما أسفر عن أضرار مادية بلا أي خسائر في الأرواح، ورجحت الروايات الرسمية، أن يكون سبب الحريق ماساً كهربائياً في أحد المحال التجارية في سوق "مردم بيك" بالحميدية وامتد إلى تسعة محال أخرى.
وعادت الحرائق في 2017، مع اندلاع حريق بمنطقة باب الجابية (سوق الصوف) بدمشق، وبقي سببه مجهولاً. بالإضافة إلى حريق في المحال والمنازل الواقعة عند مدخل السوق العتيق أو "سوق الهال القديم"، في حي العمارة الدمشقي القديم، تبعه حريق آخر في سوق العصرونية جرى التعتيم عليه إعلامياً.
وفي عام 2019، توفي سبعة أطفال أشقّاء "حرقاً"، إثر اندلاع حريق في الطابقين الثالث والرابع بمبنى "المصري" في حي العمارة (سوق الحدّادين - المناخلية)، إضافةً إلى أضرار مادية كبيرة في المكان. وبعد عام، اندلع حريق في سوق البزورية الشهير في الحميدية بدمشق القديمة، مسبباً دماراً وخسائر مادية كبيرة.
وفي تموز 2023، اندلع حريق ضخم في حيّ ساروجة الدمشقي القديم، ليشمل العديد من المنازل "العربية" المبنية على الطراز الدمشقي العريق، والمحال التجارية. وفي مطلع العام الجاري، شبّ حريق هائل في مسجد العنابي الأثري في حي باب سريجة القديم، وسط شكوك بأن يكون الحريق مفتعلاً.
ويتهم ناشطون وصحفيون سوريون النظام السوري وإيران بافتعال الحرائق داخل أحياء دمشق القديمة، في محاولة لطمس المعالم القديمة والأثرية للعاصمة دمشق، ودفع أصحاب المحال والبيوت إلى بيعها بوساطة مكاتب عقارية تعمل لصالح طهران.