استعادت طاجيكستان 50 طفلاً وامرأة من مواطنيها المحتجزين في مخيمات "قسد" شمال شرقي سوريا.
وقالت "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" في بيان إنها استقبلت يوم الخميس الماضي، وفداً من طاجيكستان يرأسه سفيرها في الكويت زبيد الله زبيدوف، في مقر دائرة العلاقات الخارجية في مدينة القامشلي.
وبحسب البيان فقد جرى خلال اللقاء تسليم 17 امرأة و33 طفلاً من عوائل مقاتلي تنظيم "داعش" المحتجزين في المخيمات التي تديرها "قسد".
30 ألف طفلاً محتجزبن شمال شرقي سوريا
أكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة وجود نحو 30 ألف طفل سوري وأجنبي، محتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا، ومحرومين من حريتهم بسبب صلتهم المزعومة أو علاقة عائلاتهم بتنظيم داعش.
وقالت اللجنة في تقرير يوم أمس الجمعة إن هؤلاء الأطفال محتجزون في معسكرات اعتقال ومراكز احتجاز مغلقة تديرها "قسد" في محافظة الحسكة، مؤكدة أنهم "ضحايا الصراع، ومع ذلك ما زالوا عالقين في أكبر موقع لاحتجاز الأطفال لأغراض مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم".
وأضافت اللجنة أن الأطفال المحتجزين "ليسوا متهمين بارتكاب أي جرائم، ومع ذلك يتم احتجازهم في ظروف غير إنسانية ومهينة، وعرضة للصدمات والتطرف، إلى تصاعد العنف الإقليمي وأنواع متعددة من الانتهاكات الأخرى التي فصلها التقرير".
وعلى الرغم من إحراز بعض التقدم نحو إطلاق سراحهم وإعادتهم إلى أوطانهم بعد ست سنوات من مطالبات اللجنة، إلا أن العديد من البلدان بما في ذلك النظام السوري نفسه لا تزال ترفض أو تؤخر بذل الجهود للاعتراف بحقوق هؤلاء الأطفال وحمايتهم وإعادتهم إلى ديارهم، وفقاً للجنة.
جرائم حرب في مخيمات "قسد"
أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً في 17 الشهر الجاري عن أوضاع المحتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا، أكدت فيه تعرضهم لانتهاكات منهجية، وظروف احتجاز غير إنسانية أدت إلى مقتل عدد منهم.
وقال التقرير إنه "بعد مرور أكثر من خمس سنوات على هزيمة تنظيم الدولة، لا يزال عشرات الآلاف من الأشخاص محتجزين تعسفياً وإلى أجل غير مسمى".
وأضاف أن "العديد منهم محتجزون في ظروف غير إنسانية ويتعرضون للتعذيب، بما في ذلك الضرب المبرح، والأوضاع المجهدة، والصدمات الكهربائية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي في حين اختفى آلاف آخرون قسراً، وتم فصل النساء بشكل غير قانوني عن أطفالهن".
وأكدت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، إن "سلطات الإدارة الذاتية ارتكبت جرائم حرب تتمثل في التعذيب والمعاملة القاسية، ومن المرجح أنها ارتكبت جريمة حرب تتمثل في القتل".
كما أشارت إلى أن "الأطفال والنساء والرجال المحتجزين في معسكرات الاعتقال والمرافق هذه يعانون من القسوة والعنف الصادمين"، لافتة إلى أن "نظام الاحتجاز هذا ينتهك حقوق الأشخاص الذين يُعتقد أنهم ينتمون إلى داعش، وفشل في تحقيق العدالة والمساءلة للضحايا والناجين من جرائم التنظيم".
جدير بالذكر أن "قسد" تحتجز أكثر من 56 ألف شخص بتهمة الانتماء لتنظيم "داعش" من بينهم 11.5 ألف رجل، و14.5 ألف امرأة، و30 ألف طفل، في 27 منشأة ومخيمي احتجاز هما الهول وروج.