أظهرت دراسة حديثة أن ضغوط العمل المرتفعة، إلى جانب غياب المكافآت المالية المناسبة، قد تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بحالات قاتلة من عدم انتظام ضربات القلب.
ووجدت الدراسة، التي أجريت في جامعة "لافال" الكندية ونشرتها مجلة جمعية القلب الأميركية، أن الموظفين الإداريين الذين يواجهون مستويات عالية من الإجهاد الوظيفي دون مكافآت مالية مقابل جهودهم، يتعرضون لخطر متزايد بنسبة تصل إلى 97% للإصابة بحالة "الرجفان الأذيني"، مقارنة بزملائهم الذين لا يواجهون نفس الضغوط.
دراسة تحذر من "خطر مميت" للإجهاد الوظيفي
وقد شملت الدراسة متابعة نحو 5900 موظف إداري في كندا على مدى 18 عاماً، حيث تبين أن 19% منهم تعرضوا لضغوط وظيفية عالية، بينما شعر 25% منهم بعدم التوازن بين الجهد والمكافأة. ومن بين هؤلاء، تم تشخيص 186 شخصاً بالرجفان الأذيني، مع العلم أن أكثر من ثلث المشاركين كانوا يعانون من أمراض قلبية مسبقة.
وكشفت الدراسة أيضاً أن التوتر الناتج عن ضغوط العمل يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 83%، في حين عدم التوازن بين الجهود والمكافآت وحده مرتبط بزيادة الخطر بنسبة 44 في المئة.
وأشار المسؤول الرئيسي عن الدراسة الجديدة، الدكتور كزافييه ترودل، إلى أهمية تضمين العوامل النفسية والاجتماعية المرتبطة بالعمل في استراتيجيات الوقاية الصحية، مشدداً على أن التعرف إلى هذه الضغوطات ومعالجتها يعد أمراً حيوياً لتعزيز بيئات العمل الصحية التي تحمي صحة الأفراد والمؤسسات.
وأوضح ترودل أن هناك حاجة لدراسة فعالية التدخلات في بيئة العمل للحد من الضغوط النفسية والاجتماعية في الجهود البحثية المستقبلية، والتي قد تساهم أيضاً في تقليل خطر الإصابة بالرجفان الأذيني.
الجدير بالذكر أن جميع المشاركين في الدراسة كانوا من العاملين الإداريين، بما في ذلك المديرون والمهنيون وموظفو المكاتب في كندا، وبالتالي قد لا تكون النتائج قابلة للتطبيق على فئات أخرى من العمال أو على الموظفين في دول أخرى، وفقاً لفريق البحث.
ما هو "الرجفان الأذيني"؟
يُعد "الرجفان الأذيني" أحد أكثر أشكال عدم انتظام ضربات القلب شيوعاً، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية أو فشل القلب، وعلى الرغم من أن هذه الحالة يمكن أن تصيب الأشخاص في أي عمر، إلا أنها أكثر شيوعاً بين كبار السن وتؤثر على الرجال بنسبة أعلى من النساء.
وتشير تقديرات جمعية القلب الأميركية إلى أن أكثر من 12 مليون شخص في الولايات المتحدة قد يُصابون بالرجفان الأذيني بحلول عام 2030.