قبل ثماني سنوات من اليوم، خرجت بلدة تلدو الواقعة في سهل الحولة بريف حمص الشمالي في 25 من نيسان من عام 2012، في مظاهرة جمعة "دمشق موعدنا القريب"، لترد ميليشيات النظام الطائفية من القرى المجاورة بقصف البلدة لساعات ومن ثم اقتحامها وارتكاب واحدة من أبشع المجازر في سوريا.
انتفضت بلدات وقرى ريف حمص الشمالي كما مدينتها منذ بداية الثورة السورية للمطالبة بإسقاط نظام الأسد، إلا أن رقاب أطفال بلدة تلدو ونسائها في سهل الحولة كانت في الخامس والعشرين من عام 2012، على موعد مع سكاكين الحقد الطائفي الذي ضخه الأسد في قلوب شبيحته. ليُدفن في اليوم التالي وأمام أعين المراقبين الدوليين 117 شخصاً في مقبرة جماعية، بينهم 50 طفلاً دون العاشرة من العمر، و32 امرأة.
القصف الذي بدأ الساعة الواحدة ظهراً، استمر 14 ساعة وخلف 11 قتيلاً وعشرات الجرحى، وتبعه اقتحام عناصر النظام وميليشيات الشبيحة من قرى فلة والقبو، لعدد كبير من المنازل الواقعة على أطراف تلدو.
في الساعة السادسة والنصف مساءً، وصل خبرٌ لأهالي تلدو بأن ميليشيات النظام من القرى العلوية والشيعة المحيطة بالمنطقة قد ارتكبوا مجزرة مروعة بحق مدنيين في الجهة الجنوبية والغربية، وعندما أسرع شبان البلدة وتسللوا إلى هذه المنطقة ليتأكدوا من صحة الخبر، وسط القصف العنيف الذي لم يهدأ، فوجئوا بعشرات الجثث لأطفال ونساء مزّق الرصاص أجسادهم ورؤوسهم، كما عُثر على جثث أطفال ونساء ورجال مذبوحين بالسكاكين.
ووثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالأسماء، 107 قتلى بينهم 49 طفلاً دون العاشرة من العمر، و32 امرأة، في حين يزيد العدد على ذلك لأن بعض المنازل لم يستطع أحد الوصول إليها.
المشاهد المروعة التي بثها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت عوائل مذبوحة أو تم إعدامها ميدانياً بالكامل، غارقة بالدماء داخل منازلهم.
واتفق الأهالي على أن لا تُدفن الجثث حتى دخول وفد الأمم المتحدة ليكونوا شاهدين على "أبشع جريمة عرفتها الإنسانية"، على حد وصف شهود العيان من أهالي الضحايا.
وأكّد كل شهود العيان على المجزرة من الذين قدموا شهاداتهم بعد أيام من وقوعها، أو أولئك الذين قدموها بعد سنوات لاحقة، أن من ارتكب هذه الجريمة البشعة هم من أبناء القرى المجاورة ذات الأغلبية العلوية، والتي جنّد النظام معظم شبانها في صفوف الشبيحة.
وصرّح مراقبو الأمم المتحدة إثر زيارة للحولة في اليوم التالي للمجزرة، بوقوع عمليات قتل ودانوا ما حدث بوصفه "مأساة وحشية".
اقرأ أيضاً: مجزرة الحولة في ذكراها السابعة... ما زالت مستمرة
وقال حينها رئيس بعثة مراقبة الأمم المتحدة في سوريا، الميجور جنرال روبرت مود، لوسائل الإعلام، إن بعض القتلى لقوا حتفهم جراء القصف وبعضهم الآخر أُطلق عليهم الرصاص من مسافة قريبة، لكنه لم يعلن من برأيه المسؤول عن القتل بالرصاص من مسافات قريبة.
وفي كل عام مع ذكرى المجزرة المروعة، يذكّر الناشطون ومؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الحقوقية، المجتمع الدولي، بأن القاتل "ما زال طليقاً".
في مثل هذا اليوم قبل 8 سنين 25/5/2012 قتل جنود الأسد وشبيحته من قرى علوية مجاورة لمدينة الحولة في حمص 55 طفلاً و24 امرأة من بين 108 شهداء مدنيين من أبناء المدينة تم ذبحهم بسكاكين وفؤوس وأدوات حادة وبالرصاص#كي_لا_ننسى#أرشيف_الثورة #الثورة_السورية #امجزرة_الحولة #مذابح_نظام_الأسد pic.twitter.com/6exw1i91fp
— عمر إدلبي Omar Edlbi (@OmarEdlbi) May 25, 2020
اقتحمت مجموعات من شبيحة النظام السوري الطائفية في ٢٥-٥-٢٠١٢ عدة قرى في ريف حمص الشمالي في وادي الحولة لتنفيذ أعنف مجازر النظام الدموية، حيث نُحر قرابة ٤٩ طفلا و٣٤ امرأة
— محمد سرميني sarmini (@mohsarmini) May 25, 2020
نستذكر المجزرة اليوم في ذكراها الثامنة لنصرّ على تحقيق العدالة والمطالبة بحق المظلومين ودمائهم مهما طال الزمن pic.twitter.com/HFpqEackMY
وفِي مثل هذا اليوم من العام 2012، ذبح بشار الاسد وقواته 97 مدنيا في الحولة بريف حمص.. منهم 49 طفلا.. بشار الاسد استخدم السكين للقتل قبل ان تصل داعش الى سوريا #لن_ننسى #لن_نغفر pic.twitter.com/BV0DjrTMrk
— alia (@aliamansour) May 25, 2020