كشف مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى عن تواطؤ قوات الأمن العراقي مع عناصر ميليشيا "كتائب حزب الله" المرتبطة بإيران، في الهجوم الذي استهدف المتظاهرين في ساحة الخلاني وسط بغداد أمس الجمعة.
ونقل موقع قناة الحرة عن المسؤول الذي يعمل في قيادة عمليات بغداد قوله إن مجموعة من ميليشيا كتائب حزب الله يستقلون مركبات صغيرة تحمل أسلحة خفيفة ومتوسطة دخلت إلى ساحة الخلاني في وقت متأخر من ليلة الجمعة.
وأضاف المسؤول والذي أفادت الحرة أنه ضابط برتبة عالية، أن عناصر المجموعة كانوا يحملون هويات صادرة عن الحشد الشعبي لتسهيل تحركهم داخل العاصمة، مؤكداً أن وزارة الداخلية كانت على علم بتحرك هذه المجموعة التي مرت عبر نقاط التفتيش الأمنية وهم يتجهون لساحة الخلاني.
وأشار المسؤول إلى أن انقطاع الكهرباء في الساحة وجسر السنك بالتزامن مع الهجوم كان مدبراً وبالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد، لضمان توقف كاميرات المراقبة.
وكشف المسؤول الأمني عن أن المتظاهرين تمكنوا من إلقاء القبض على شخص يدعى بشار حسن البيضاني ومعه مسدس وسلاح رشاش ينتمي لكتائب حزب الله وقد اعترف بأنه مكلف بمهمة قتل المتظاهرين وإطلاق النار عليهم في الرأس.
وبلغت حصيلة المجزرة في ساحة الخلاني بحسب مصادر طبية وأمنية عراقية 25 قتيلاً و130 مصابا، وتعتبر من أكثر الهجمات دموية ضد المتظاهرين في العاصمة بغداد.
وفي تعليقه على هذه الهجمات قال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو "في نفس يوم فرضنا عقوبات على 4 عراقيين لاستهدافهم المحتجين وسرقة ثروة العراق العامة، نشاهد تقارير عن هجمات عنيفة في بغداد ضد المحتجين".
وأضاف أنه يتعين على قادة العراق وحكومته التحقيق مع المسؤولين عن هذه الهجمات وملاحقتهم.
يذكر أن آلاف العراقيين تدفقوا اليوم إلى ساحتي "التحرير" و"الخلاني" وسط العاصمة بغداد، للانضمام إلى المعتصمين، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش نشر قواته في العاصمة، وتعرض منزل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لهجوم بطائرات مسيرة.
وانتشرت قوات الجيش صباح اليوم، في ساحة "الخلاني" وصولاً إلى جسر "السنك"، بهدف تأمين الحماية للمتظاهرين، وذلك بعدما اتهم المتظاهرون قوات الأمن العراقية بـ"التواطؤ" مع المهاجمين الملثمين، عبر فسح المجال لهم للدخول والتجول بكل حرية في منطقة الاعتصام.