كشفت صور أقمار صناعية جديدة عن خطة نفّذتها إيران، للتغطية على الأضرار التي سبّبتها الضربات الإسرائيلية الأخيرة على قاعدة جوية قريبة من منشأة نطنز النووية، في محاولة لـ "حفظ ماء وجهها"، وفق تقرير لمجلة "الإيكونوميست".
فبعد الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل بوساطة الطائرات من دون طيار والصواريخ في وقت سابق من هذا الشهر، والتي جعلت العالم يتوقع حدوث حرب شاملة في الشرق الأوسط؛ جاءت صور أقمار صناعية جديدة لتكشف الطريقة التي اتبعتها إيران لحفظ ماء وجهها وتبرير تراجعها عن المواجهة.
وبحسب المجلة، فقد أظهرت الصور بأن إيران استعاضت بكل بساطة عن رادار للدفاع الجوي جرى تدميره خلال الضربة الإسرائيلية برادار آخر جديد.
وقال مسؤولون غربيون وإيرانيون إن السلاح الإسرائيلي الذي استهدف أصفهان ألحق أضراراً بالدفاعات الجوية الإيرانية دون أن يتم رصده، في وقت أظهرت صور أقمار صناعية حصرية عدم حصول أي أضرار جسيمة في القاعدة الجوية الإيرانية التي كان يُعتقد أنها الهدف الرئيسي من وراء الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أفادت نقلاً عن مصادر إسرائيلية وإيرانية بأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت، الجمعة الماضية نظام الرادار التابع لمنظومة صواريخ "إس-300" الدفاعية التي حصلت عليها إيران من روسيا، والواقعة في قاعدة جوية في محافظة أصفهان حيث منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.
"إنكار وخداع إيراني"
ونقلت "الإيكونوميست" عن كريس بيغرز، محلل الصور الذي عمل سابقاً لدى الحكومة الأميركية، قوله إن الصواريخ الإسرائيلية حققت إصابة مباشرة بالرادار الإيراني. وتظهر صور الأقمار الصناعية التي شاركها بيغرز مع المجلة أن الهجوم الإسرائيلي استهدف الرادار 30N6E2 Tomb Stone المصمم لتتبع التهديدات الجوية والصاروخية الواردة ويسمح للصواريخ الاعتراضية استهدافها.
وأكّد بيغرز أن الإيرانيين نقلوا ما تبقى من البطارية المستهدفة لمكان بعيد وعمدوا بعدها بيوم إلى الاستعاضة عنها برادار مختلف من طراز 96L6E Cheese Board ووضعوها في المكان نفسه، كما أبقى الإيرانيون عبوات الإطلاق التي تطلق الصواريخ الاعتراضية في وضع مستقيم، وكأنها جاهزة للإطلاق.
ووصف بيغرز الخطة الإيرانية بأنها "حالة من الإنكار والخداع، للإشارة إلى أن الموقع لا يزال قيد التشغيل". وأشار إلى أن الأمر المؤكد هو أن الموقع لم يعد فعالاً، لأن الرادارين غير قابلين للتبديل ولن تعمل أنظمة البطارية في حال تلف أي من أجزائها أو تغييرها بواحدة من طراز مختلف.
وترى المجلة بأنه "من غير المرجح أن تتمكن إيران من خلال هذه الحركة من خداع الولايات المتحدة أو إسرائيل لأنهما تمتلكان أقماراً صناعية متطورة، وسوف تعرفان بسهولة أن البطارية مدمرة. وتضيف: "لكن الخطوة الإيرانية يمكن أن تكون بروباغاندا تسمح لها بالادعاء بأن كل شيء على ما يرام".