icon
التغطية الحية

صور أقمار صناعية تظهر ستائر دخانية فوق ميناء طرطوس لإخفاء أنشطة روسيا العسكرية

2021.11.11 | 11:34 دمشق

fdyy2v_x0aelhbg.jpg
تعتبر ستائر الدخان إجراءً مضاداً منخفض التقنية للغاية ضد التهديدات عالية التقنية وذات الصلة - Maxar
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

كشف موقع "وور زون"، المتخصص بالشؤون العسكرية، أن روسيا نشرت ستاراً دخانياً فوق قاعدتها البحرية، أمس الأربعاء، في ميناء طرطوس على الساحل السوري، لإخفاء أنشطتها العسكرية هناك، والحد من قدرات المراقبة.

وأشار الموقع إلى أن "الانطباع المباشر من صور الأقمار الصناعية لا تشير بالضرورة إلى أن هذه السحب فعالة جداً، إلا أنها مفيدة بالتأكيد في منع بعض أجهزة الاستشعار، والمراقبة المتطفلة ورؤية ما يحدث داخل القاعدة".

وتظهر الصور، التي نقلها الموقع عن أحد صحفيي "نيويورك تايمز"، سحباً متعمدة من الدخان الأبيض تتصاعد من عدة نقاط على طول الأرصفة البحرية في ميناء طرطوس، ومن حواجز الأمواج المحيطة بالميناء، ومن سفينتين على الأقل تبحران قبالة سواحل طرطوس، ومواقع أخرى مباشرة داخل الميناء.

 

 

وأوضح "وور زون"، أن نوع الدخان المستخدم قد يكون فعالاً في حجب مناطق في الميناء من الكاميرات الكهروضوئية، وبعض بصريات الأشعة تحت الحمراء، بما في ذلك أجهزة التصوير بالأشعة تحت الحمراء المستخدمة في مختلف الذخائر الموجهة بدقة، مثل بعض الصواريخ الذكية في الهجوم على أهداف ساحلية.

إلا أن هذا الدخان المستخدم لا يساعد في إخفاء التحركات في الميناء من رادارات التصوير، أو بعض الكاميرات متعددة الأطياف الموجودة على طائرات الاستطلاع المسيّرة من ارتفاع عالٍ، والتي تم تصميمها للمراقبة عبر الدخان والضباب والغبار وغيرها.

 

ليست المرة الأولى

ونفذ الجيش الروسي سابقاً تدريبات عدة على استخدام الستائر الدخانية للمساعدة في تمويه القواعد البحرية، ففي العام 2016، أجرى أفراد قوة "الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية" الروسية، المسؤولة عن أنشطة زرع الدخان، أحد هذه التدريبات في ميناء سيفيرومورسك شمال غربي روسيا، حيث يقع المقر الرئيسي للأسطول الشمالي للبحرية الروسية.

وذكرت تقارير إعلامية روسية حينذاك أن التمرين "يهدف إلى إظهار قدرة الستائر الدخانية جزئياً على حماية القاعدة من أجهزة استشعار العدو والأسلحة الموجهة بدقة".

وفي العام 2018، تحدثت تقارير أن نظام الصواريخ "S-300"، الذي مدّت به روسيا نظام الأسد لتعزيز قدراته في الدفاع الجوي، تم تفريغها في طرطوس تحت ستار من الدخان.

وأشار "وور زون" إلى أن "التدريب على توزيع الدخان بسرعة حول قاعدة بحرية استراتيجية مثل طرطوس أمر منطقي"، موضحاً أنه "قبل أو في أثناء الهجوم على تلك المنشأة، يمكن استخدام الدخان كما استخدم أمس، لإرباك أجهزة استشعار الصواريخ والحد من مراقبة المنشأة للاستهداف واحتياجات الاستخبارات العامة".

وأكد الموقع على أنه "إجراء مضاد منخفض التقنية جداً ضد التهديدات عالية التقنية وذات الصلة"، مشدداً على أنه "مهما كان ما حدث أمس في طرطوس، فإنه يعزز حقيقة أن الميناء لا يزال مركزاً حيوياً للوجود العسكري الروسي في سوريا، ولطموحات موسكو المستمرة في البلاد وشرق البحر الأبيض المتوسط بشكل أوسع".

 

القاعدة العسكرية الروسية في ميناء طرطوس

وتعتبر القاعدة العسكرية الروسية في ميناء طرطوس، من أبرز النقاط الاستراتيجية لموسكو، كونها ميناء المياه الدافئة الوحيد على البحر المتوسط، والمرفق البحري الوحيد الذي تسيطر عليه روسيا خارج حدودها.

وفي العام 2017، حصلت روسيا على عقد إيجار لميناء طرطوس، مدته 49 عاماً، يتضمن إمكانية التمديد لـ 25 عاماً إضافياً بعد انتهاء الفترة الأولى.

ومن غير الواضح كم ينفق الكرملين على تشغيل القاعدة وصيانتها، إلا أن تقريراً نشره موقع "ديفنس نيوز" المتخصص بالأخبار العسكرية في العام 2020، قال إن الكلفة السنوية لتشغيل الميناء تبلغ نحو 41.5 مليون دولار.

ومنذ التدخل الروسي في سوريا في العام 2015، استقبل ميناء طرطوس تدفقاً ثابتاً للشحنات العسكرية الروسية، في حين تراقب الأقمار الصناعية، وكذلك طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع الأجنبية عن كثب ميناء طرطوس من المجال الجوي فوق المياه الدولي في شرق البحر المتوسط.