أثار اللباس المدرسي الذي طرحته "حكومة الإنقاذ" في إدلب موجة من الانتقادات والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي مع انتشار الصور الأولى لمجموعة من التلاميذ يرتدونه.
وعلى الرغم من أن توحيد الزي المدرسي أمر ضروري وله إيجابيات كثيرة أبرزها أن الطفل من أبناء العائلات الفقيرة وذات الدخل المحدود لا يشعر بالحرج والنقص أمام أقرانه من أبناء العائلات الغنية والذين يأتون كل يوم بلباس مختلف؛ لكن الانتقادات تعلقت بتصميم اللباس والذي اعتبره المعلقون يعيد السوريين إلى حقبة الثمانينيات والتسعينيات عندما كان اللباس المدرسي في سوريا والمعروف باسم (الصدرية) يحمل ذات اللون وذات التصميم، والبعض الآخر شبهه بلباس ما يعرف باسم "طلائع البعث"، معتبرين أن وزير التربية لم يواكب التطور الحاصل في سوريا.
الشيخ محسن الغصن أحد أبرز الخطباء في إدلب نشر حول الزي المدرسي الجديد قائلاً: "صاحب التصميم كأنه يحنّ للأيام الخوالي!! " في إشارة منه إلى اللباس المعتمد على زمن الأسد الأب قبل عشرات السنوات.
وقال عمر نزهت في منشور على فيسبوك إن هذه الألوان تعيد الطلاب إلى حقبة حزب البعث
وكتب بلال موسى ساخراً على صفحته في فيسبوك: "معقول في حدا اشترى شروة قماش وما نفقت معو؟"
ومن جانب آخر، يرى البعض أن الزي الموحد الذي طرحته "الإنقاذ" مناسب للأطفال، فهو لا يحتاج للغسل بشكل دوري، كما أن البقع لا تظهر عليه كالألوان الزاهية.
في علم النفس يشير اللون البني إلى الالتزام والثبات في الأرض، ومنه استوحي لون الزي المدرسي في سوريا خلال حكم البعث. بينما يعتبر المختصون في علم النفس أن اللون البني لا يناسب الطفولة، والتي يفضل أن تكون ألوان ملابس الأطفال زاهية ومشرقة لتمنحهم التفاؤل.
الأسعار بدءاً من 7 دولارات
وأعلنت وزارة التربية في "حكومة الإنقاذ" قبل أيام عن أسعار اللباس المدرسي:
- من الصف الأول إلى الصف الرابع: (7,20$) (130 ليرة تركية)
- من الصف الخامس إلى الصف التاسع للذكور: (10,70$) (195 ليرة تركية)
- من الصف الخامس إلى الصف التاسع للإناث: (11,30$) (210 ليرات تركية)
- من الصف العاشر إلى البكالوريا للذكور: (10,70$) (195 ليرة تركية)
- من الصف العاشر إلى البكالوريا للإناث: (12,50$) (230 ليرة تركية)
وقد نوهت الوزارة في قرارها إلى أن اللباس غير إلزامي والشراء على نفقة الطالب.
التمهيد لإلزامية اللباس
وأكدت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن شراء اللباس المدرسي الموحد سيكون إلزامياً في العام القادم، وقد تُرك شراؤه اختيارياً هذا العام بسبب تخوّف الوزارة من رفض الشارع له، خاصة مع الانحدار الكبير الذي تشهده العملية التعليمية في إدلب، ودفع التعليم نحو الخصخصة، وعجز كثير من الأسر عن دفع المبلغ الذي يندرج تحت اسم (تعاون ونشاط) وقدره 100 ليرة تركية عن كل طالب للمدرسة، وذلك بسبب وصول السوريين إلى أعلى درجات الفقر، حيث يعيش 87% منهم تحت خط الفقر بحسب فريق "منسقو استجابة سوريا".
احتكار جديد إلى القائمة
وكشفت المصادر أن صفقة اللباس المدرسي أُبرمت بين وزير التربية والتعليم في "حكومة الإنقاذ" إبراهيم سلامة وبين صاحب إحدى الورشات المقرب من معاون مدير التربية في حلب حمود قويدر، وبحسب المصادر فإن الصفقة تمت بشكل سري ومن دون أن يتم طرح مناقصات أو أن تطلب الوزارة عروض أسعار.
كما أن شروط الصفقة تتضمن احتكار الورشة لحياكة وتوزيع اللباس المدرسي في عموم مناطق "الإنقاذ"، وعلى الوزارة أن تضمن ألا يطرح منتج مماثل من حيث اللون والشكل والتصميم في السوق من قبل تجار أو ورشات أخرى.
عرض موقع تلفزيون سوريا صور الزي المدرسي على مالك إحدى ورشات حياكة وصناعة الملابس وأكد صاحب الورشة بأن كلفة القماش مع الحياكة لا تتجاوز 45 ليرة تركية، وهو ما يرجح صحة ما كشفته المصادر لموقع تلفزيون سوريا عن كون الصفقة ربحية احتكارية يشرف عليها وزير التربية بشكل خاص.
ووجهت انتقادات كثيرة لوزير التربية في "حكومة الإنقاذ" أبرزها إصدار قرارات تحذّر العاملين في القطاع التربوي من التعليق بشكل سلبي على ما يتعلق بالقطاع التربوي، وأخرى تتعلق بإصداره قرار يحيل مئات المعلمين للتقاعد بسبب تجاوزهم السن القانوني الذي يتجاوزه هو أيضاً.
أيضا يتهم الوزير إبراهيم سلامة بدفع العملية التعليمية نحو الخصخصة بسبب مشاركته الدورية في افتتاح المدارس الخاصة وعدم تقديم الدعم للمدارس العامة وطرح بعضها للاستثمار وتحويلها إلى مدارس خاصة ضمن صفقات استثمارية.