أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، فجر اليوم الثلاثاء، مقتل المذيعة صفاء أحمد، في أعقاب غارة جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة دمشق.
وبحسب وكالة أنباء النظام (سانا)، فإنّ طائرات حربيّة ومسيّرة انطلقت من الجولان السوري المحتل شنّت غارات بالصواريخ، نحو الساعة 02:05 فجراً، على نقاطٍ عدة في مدينة دمشق، بما فيها منطقة الفيلات في حي المزّة.
وأكدت مصادر محلية لتلفزيون سوريا أن الأحمد قتلت بشظية ناجمة عن صاروخ دفاع جوي اعترض صاروخاً إسرائيلياً بينما كانت تقف على شرفة منزلها، ونفت المصادر الرواية المتداولة بأن الأحمد قتلت أثناء تغطيتها للقصف في مكان الغارة الأولى في المزة.
المذيعة "صفاء أحمد" لم تكن في السيارة التي استُهدفت..
— تلفزيون سوريا (@syr_television) October 1, 2024
إليك تفاصيل القصف الذي استهدف حي #المزة في #دمشق #تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/KQXm3vUJMy
وقالت "سانا" إنّ الغارات تسبّبت بمقتل "ثلاثة مدنيين وإصابة 9 آخرين، إضافةً إلى وقوع أضرار كبيرة بالممتلكات الخاصة"، مشيرةً إلى أنّ المذيعة صفاء أحمد كانت من بين القتلى.
ونعت "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون" التابعة للنظام عبر معرّفاتها الرسميّة، وفاة المذيعة (صفاء أحمد) إثر الغارات الإسرائيلية التي تعرّضت لها العاصمة دمشق.
وانهالت عبارات التعازي، عبر حساب المذيعة السورية صفاء أحمد على منصّة "فيس بوك"، بعد انتشار خبر مقتلها، مشيرين إلى أنّها من "أبرز وجوه الإعلاميين" التي غطّت "الحرب السوريّة" إلى جانب قوات النظام وميليشياته.
مَن هي صفاء أحمد؟
تنحدر المذيعة صفاء أحمد من حي الزهراء في مدينة حمص، والذي يعدّ -بحسب ناشطين-أحد أكبر الأحياء الموالية للنظام السوري عند انطلاق الاحتجاجات الشعبية ضد النظام، منتصف آذار 2011.
ووفق ما أشارت في حسابها على موقع "فيس بوك"، فإنّ "أحمد" درست الأدب الإنكليزي في جامعة "البعث" بحمص، قبل أن تنخرط في العمل الإعلامي، خلال العام 2002، وقدّمت العديد من البرامج التلفزيونية والندوات الحوارية المباشرة.
وقدّمت العديد من البرامج في التلفزيون الرسمي التابع للنظام السوري، اتسم كثير منها بطابع اجتماعي وثقافي، مثل "حاضنة الحياة"، و"نجوم صغيرة"، و"صباح الخير" و"بلدي سوريا"، إلى جانب "حوارات في الحضارات السورية"، و"حلوة يا شام" وغيرها.
وككثير من الإعلاميين المؤيدين للنظام السوري وحربها ضد السوريين، التقت المذيعة صفاء أحمد برئيس النظام بشار الأسد، ضمن العديد من المناسبات، وهي التي نفت عبر حسابها في "فيسبوك"، أواخر العام 2022، الأنباء التي تحدّثت عن هروب بشار وعائلته.
وقالت "أحمد" إنّها التقت بشار الأسد مؤخّراً ضمن وفد إعلامي، وإنّ هذا اللقاء ينفي ما راج على مواقع الـ"سوشال ميديا" بأن "بشار الأسد هرب خارج الحدود السورية مع باقي أفراد عائلته، متخلياً عن مسؤولياته ضمن هذه الظروف الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد".
من جانبهم، استنكر ناشطون معارضون نفي المذيعة لأمر وصفوه بأنّه "غير موجود أصلاً"، حيث لم تنتشر أنباء بالأساس عن هروب بشار الأسد وعائلته، وأنّ هذا النفي يندرج ضمن محاولاتها في تعزيز ما يُقال عنها بأنّها "مثيرة للجدل".
وكانت صفاء أحمد تتابع الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا ولبنان، وكتبت عدة منشورات عبر حسابها في "فيس بوك" وشاركت مقطع فيديو عن الغارات مرفق بتعليق: "لحظة شن طيران الاحتلال غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت"، ثم أشارت في منشور آخر عن بدء دوي أصوات انفجارات تهزّ العاصمة دمشق.
جاء منشورها الأخير قبل دقائق من مقتلها بغارة استهدفت منطقة الفيلات في حي المزة غربي دمشق، حيث توجد القنصلية الإيرانية، التي سبق أن استهدفتها إسرائيل، بداية نيسان الماضي، ما أدّى إلى مقتل العديد من القادة الكبار في "الحرس الثوري" الإيراني.
يشار إلى أنّ القصف الإسرائيلي على العاصمة دمشق، يتزامن مع إعلان جيش الاحتلال بدء عملية برية "محددة الهدف والدقة" بغطاء جوي ومدفعي، ضد "حزب الله" في جنوبي لبنان، أّطلق عليها اسم عملية "سهام الشمال".