تراجعت أسعار العملات الرقمية المشفرة على مستوى عالمي بشكل حاد، وطالت عملات كبرى مثل بيتكوين وتيرا وتيثر، ما أدى إلى اضطراب الثقة في سوق العملات الرقمية.
وفي ظرف يوم واحد، خسرت هذه العملات نحو 200 مليار دولار من قيمتها في السوق العالمية، بحسب موقع "كوين ماركت كاب" (CoinMarketCap)، المتخصص بسوق العملات المشفرة.
وكانت البداية مع انهيار عملة "تيرا لونا" (Terra Luna)، التي انهارت قيمتها يوم الخميس 12 أيار، من 118 إلى 0.09 دولار، وتأثرت عملة "تيرا يو إس دي" (TerraUSD) بهذا الانهيار بشكل غير مباشر، على الرغم من ارتباطها بالدولار.
في اليوم التالي انخفضت قيمة بيتكوين، العملة الأشهر في سوق العملات الرقمية، من 60 ألفاً إلى 30 ألف دولار، وعلى هذه الخطى تأرجح سوق العملات الرقمية بفعل مسارعة المستثمرين للتخلص مما لديهم من عملات مشفرة، ما أدى إلى انخفاض قيمة هذه العملات إلى النصف مقارنة بقيمتها نهاية عام 2021.
وتبلغ القيمة الإجمالية لجميع العملات الرقمية الآن نحو 1.12 تريليون دولار، أي بما يعادل نحو ثلث قيمتها في تشرين الثاني الماضي، وفق ما نقل موقع "بي بي سي".
موجة ذعر
دفع انهيار عملة "تيرا يو إس دي"، المرتبطة بالدولار، مؤسسات كبيرة للاضطراب وإيقاف تداولاتها مثل شركة "تيرافورم" التي تقف وراءها، فضلاً عن بلبلة بين متداولي العملات الرقمية الذين صدموا بخسارات حادة.
ويسمي الخبير الاقتصادي فرانسيس كوبولا ما حدث بـ"موجة الذعر"، حيث تقوم مؤسسات كبرى ببيع أصول بكميات كبيرة، ويسارع العديد من المضاربين لبيع ما لديهم فوراً.
لكن ناتالي جانسون، الخبيرة المتخصصة بالعملات المشفرة في كلية نيوما للأعمال، أشارت إلى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تنهار فيها أسعار العملات بهذا الشكل قبل أن ترتفع مرة أخرى بشكل مدو.
إلا أن جانسون توضح بأن الأزمة هذه المرة ليست عابرة، لأنها مرتبطة بقرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي رفع أسعار الفائدة، وهو قرار رفع سوف يستمر طالما تراه الولايات المتحدة الأميركية ضرورياً لمواجهة التضخم، بحسب ما نقل عنها موقع "فرانس24".
ويوجد سبب آخر داخلي، مرتبط بآلية عمل أسواق العملة الرقمية، يتعلق بالانهيار المفاجئ وغير المفهوم لعملة "تيرا"، التي لا تعتمد في استقرارها على عملات أخرى مثل الدولار، بل تعتمد على خوارزمية معقدة تجعل قيمة كل قطعة منها مساوية لواحد دولار.
لكن قيمة "تيرا" انخفضت إلى نحو 20 سينتاً يوم الجمعة 6 أيار، بسبب انخفاض ودائع "تيرا" على المنصة الرئيسية المتعلقة بها، من 14 إلى 9 مليارات دولار، من دون معرفة السبب أو من يقف وراء هذه الفعلة.
انتبه باقي المضاربين والمستثمرين لحدوث شيء ما خطأ، فسارعوا إلى بيع ما يملكونه من هذه العملة، ما أدى إلى سقوطها بسرعة، وتبعها في ذلك جميع العملات الرقمية.
ويطالب مشرعون في دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية بوضع نظام صارم لعمل هذه الأسواق، تجنباً لاضطرابات حادة مثل هذه تؤثر على الاستقرار المالي.