نشرت الصحافية الهولندية "آنا فان إيس" في إحدى كبرى صحف هولندا (فولكسكرانت)، أمس الأربعاء، مقالاً انتقدت فيه ما أطلق عليه "مؤتمر عودة اللاجئين" الذي عقده نظام الأسد بتوجيه من قبل روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.
المقالة عنونتها الصحافية "إيس" بـ "دول الاتحاد الأوروبي تغيب عن قمة روسيا حول اللاجئين السوريين"، وجاء فيها بحسب ما ترجمه موقع تلفزيون سوريا عن الهولندية:
قاطعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك هولندا، مؤتمرًا حول عودة اللاجئين السوريين يعقد حالياً في العاصمة السورية دمشق. ووفقًا للاتحاد الأوروبي، فمن "السابق لأوانه" تشجيع اللاجئين السوريين على العودة إلى ديارهم.
اقرأ أيضاً: بشار الأسد: أزمة اللاجئين مفتعلة للتدخل في سوريا وتفتيتها
اقرأ أيضاً: روسيا تربط بين "الهجمات الإرهابية" في أوروبا واللاجئين
المؤتمر الدولي تنظمه وزارة الدفاع الروسية وحكومة نظام الأسد، بعد أن فر ما يقرب من ستة ملايين سوري من بلادهم خلال الحرب المستمرة منذ تسع سنوات. ويرى رئيس النظام بشار الأسد وحليفه الروسي بوتين أن الوقت قد حان لعودتهما.
وقال الأسد في بيان رسمي هذا الأسبوع "نعلم أنهم يرغبون في العودة". أما الرئيس الروسي بوتين فقد قال إن معظم اللاجئين السوريين "مواطنون أصحاء" بإمكانهم المشاركة في "إعادة بناء بلدهم" ويجب عليهم ذلك. وتتزايد مخاوف روسيا علنًا بشأن عودة اللاجئين السوريين من لبنان المجاورة، من بين بقية الدول.
وتمت دعوة عشرات الدول لحضور المؤتمر، بما في ذلك هولندا التي ترى في توجيه الدعوة خياراً صعبًا، فعودة اللاجئين السوريين حلم سياسي بالتأكيد، ولكن السفر إلى دمشق وحضور المؤتمر يعني أيضًا إضفاء الشرعية على سلطة الأسد. ورئيس النظام متهم بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المواطنين.
اقرأ أيضاً: "مؤتمر اللاجئين".. عودتهم أم مكسب إعادة الإعمار وتعويم الأسد؟
الدول الأعضاء البقاء بعيدًا
أعلن الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء أنه لن يحضر أي من الدول الأعضاء المؤتمر. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان "الوضع في سوريا لا يصلح حاليًا لتشجيع العودة الطوعية". فاللاجئون الذين يُطلب منهم العودة هم ضحايا للتعذيب، والاختطاف، والسجن لفترات طويلة، والخدمة العسكرية الإجبارية، والتمييز في تخصيص السكن، كما يواجهون "خدمات أساسية سيئة أو غير موجودة" في سوريا.
متحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية قال عند سؤاله عن الموضوع: "إن الظروف في سوريا، كما أقرتها الأمم المتحدة، لا تسمح بالعودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين".
وبصورة واضحة، عارضت الولايات المتحدة في السابق المبادرة التي تقودها روسيا، إلى جانب فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية والأردن.
وتؤكد هذه الدول أن الأمم المتحدة وحدها هي التي يمكنها وضع شروط لعودة اللاجئين، وليس روسيا أو حكومة النظام في دمشق. وعلى الرغم من المقاطعة الدولية فإن الأمم المتحدة معنية بشكل رئيس بما يتعلّق بالمؤتمر.
ورفضت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الدعوة، لكن منسق الأمم المتحدة للمساعدات "عمران رضا" انضم كمراقب، حسبما أكدت عدة مصادر.
كما قال متحدث إن الصليب الأحمر الدولي سيشرح أيضًا "موقفه من العودة". كما أرسل لبنان وفدًا دبلوماسيًا، حيث يوجد لاجئ سوري واحد من بين كل أربعة من السكان.
وبينما يهدف المؤتمر إلى معالجة القضايا التي تعيق عودة اللاجئين، لم تتم دعوة منظمات الإغاثة الدولية في البداية. ومع ذلك وزعت دعوة يوم الأحد في الساعة الحادية عشرة من خلال المجموعة الاستشارية لمنظمات الإغاثة في دمشق.