تداولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الشهر الماضي تقارير تتحدث عن زيارة مجموعة من اليهود العاصمة السورية دمشق.
وتعددت الأقوال التي تدور حول الزائرين، منها من اعتبر أن النظام في سوريا هو من دعاهم، أو أن زيارتهم كانت بغرض الدعاية، أو أنها مرتبطة بإسرائيل، أو حتى أنهم ذهبوا للحصول على علاج أسنان مخفض، بحسب ما أوردت صحيفة "تايمز أف إسرائيل".
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم السبت، إن الحرب المستمرة في سوريا، والاضطهاد السابق لليهود في البلاد، والعلاقات المشحونة مع إسرائيل، جعلت الزيارة تبدو غير محتملة.
إلا أن "جو جاجاتي" وهو أحد أفراد المجموعة اليهودية التي زارت دمشق، والمكونة من 12 شخصاً، كشف حقيقة الزيارة للصحيفة قائلاً إن الرحلة كانت عبارة عن "إجازة عائلية لسوريا ولم تكن مرتبطة بأي جهة".
وكانت عائلة جاجاتي السورية الأصل قد انتقلت من دمشق إلى نيويورك في 1996 بعد تضاؤل عدد أفراد الجالية اليهودية في البلاد. ووصل "جو" إلى نيويورك طفلاً صغيراً، وقال إنه نشأ في عائلة تتحدث العربية وتتذكر دمشق دائماً، بحسب الصحيفة.
وزار جاجاتي سوريا صغيراً في 2010 وفكر في زيارتها مع عائلته مرة أخرى لكن اندلاع الحرب جعل ذلك صعباً. ونقلت عنه الصحيفة أنه بدأ يهتم بجذوره السورية قبل بضع سنوات، وقام بتنزيل تطبيق لتعلم اللغة العربية، وبات متمكناً منها، إذ يقرأ ويكتب بها.
وبعد تقارير عن سيطرة نظام الأسد على جزء كبير من البلاد، قرر زيارة سوريا وظل فيها لمدة 21 يوماً برفقة صديق له، ويقول إنه زار دمشق 10 مرات حتى الآن، وآخرها مع عائلته المؤلفة من 12 شخصاً، إذ أقنعهم بالزيارة الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة أن جو ما يزال محتفظاً بجنسيته السورية، ولا يجد صعوبة في الدخول إلى البلاد، إذ يطير من دبي إلى بيروت قبل أن يقود السيارة لساعات إلى العاصمة السورية.
وفي أثناء وجودها في دمشق، زارت العائلة المواقع اليهودية فيها، بما في ذلك كنيس الفرنج حيث تزوج والداه، والتقوا باليهود القلائل المتبقين في المدينة. ونفى جاجاتي أن تكون الزيارة بدعوة من نظام الأسد.
من جانب آخر، نقلت الصحيفة عن الصحفي السوري عصام خوري تعليقه على الزيارة بالقول إن النظام يحاول جذب الاستثمارات لإعادة الإعمار، لذلك هو حريص على السماح بزيارة الأجانب، بمن فيهم اليهود، للبلاد.
ويضيف خوري أن النظام يحاول بعث رسالة إلى العالم مفادها أنه أفضل من "المتمردين الإسلاميين" من خلال السماح بدخول البلاد لأي شخص مهما كانت ديانته. وقال إن قوات أمن النظام راقبت على الأرجح مجموعة اليهود خلال زيارتهم.
الزيارة الأخيرة
وكانت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية قد ذكرت في تشرين الثاني الماضي أن 12 يهودياً من بروكلين الأميركية ينحدرون من أصول سورية زاروا دمشق خلال الأيام الأخيرة، بعد عقود من رحيلهم.
ونقلت القناة عن أحد اليهود الذين زاروا دمشق أن الهدف من زيارتهم في الأساس هو إجراء فحوصات وعلاج لأسنانهم، كون ذلك "أرخص في سوريا عن الولايات المتحدة".
وقال إنهم تلقوا طلبا للقاء مسؤولين حكوميين كبار في دمشق، لكنهم رفضوا ذلك، لأنهم لم يرغبوا في أن تتحول زيارتهم إلى زيارة سياسية، وفق المصدر ذاته.