فرضت مجالس محلية عدّة في ريف حلب الشمالي قبل أيام، قراراً يمنع سفر الأهالي إلى مناطق سيطرة "نظام الأسد"، باستثناء الحالات الإنسانية "القصوى" وبموجب "إذن سفر" حصراً صادر عن تلك المجالس.
وأصدر المجلس المحلي في بلدة أخترين شمال حلب، أول أمس الثلاثاء، تعميماً يقضي بمنع السفر إلى المناطق الخاضعة لـ سيطرة "نظام الأسد" باستثناء الحالات الإنسانية "القصوى" وأن يحصلوا بذلك على "إذن سفر" مِن المجلس، مبرراً ذلك بـ"ضرورات أمنية".
وحسب تصريحات لـ"محلي أخترين" - أوردتها وكالة "سمارت" للأنباء -، فإن قرار منع السفر يأتي بسبب وجود أشخاص غير معروفين ولهم صلة بـ"نظام الأسد"، مضيفاً أن هذا القرار يعتبر "إجراءاً احترازياً لمنع تواصل النظام مع أولئك الأشخاص المجهولين".
ولفت "محلي أخترين"، أن "هذه الخطوة يمكن أن تمنع هؤلاء الأشخاص من العمل في المنطقة تحت ستار المصالحات"، مشيراً إلى أن منطقة أخترين تحوي 65 قرية ومزرعة، تديرها ستة مجالس محلية فرعية، وكل مجلس مسؤول عن منطقته والسكان الموجودين فيها".
كذلك، أصدر المجلس المحلي في بلدة مارع القريبة، تعميماً مماثلاً لـ "محلي أخترين"، يقضي بمنع سفر الأهالي إلى مناطق سيطرة "نظام الأسد" باستثناء الحالات الإنسانية "القصوى" بموجب "إذن سفر"، كما أصدر المجالس المحلية في بلدة صوران وقريتي كفرة ودابق المجاورتين، قرارات متطابقة تقضي بمنع السفر إلى مناطق سيطرة النظام أيضاً.
وبرّرت جميع المجالس المحلية تلك القرارات بـ"ضبط الوضع الأمني" في المنطقة، دون إبداء معلومات تفصيلية عن الإجراءات الواجب اتباعها للحصول على "إذن سفر"، أو طبيعة الحالات الإنسانية التي يُسمح بسفرها، إضافةً لـ الإجراءات التي ستُتخذ بحق المخالفين.
وفي تصريحات لـ مجلس محافظة حلب (الحرة) - لـ وكالة "سمارت" -، فإن إصدار هذه القرارات جاء بناء على قرار أصدره "نظام الأسد" يقضي بتجنيد الأشخاص الذين يتوجهون إلى مناطق سيطرته، مثل الطلاب والموظفين الذين يستلمون رواتبهم من مؤسسات "النظام".
وأوضح "مجلس المحافظة"، أن مؤسسات "النظام" تطالب الموظفين بالمرور على أفرع أمنية قبل استلام رواتبهم، ويُطلب منهم هناك الإدلاء بمعلومات عن أماكن تواجد الفصائل العسكرية ومقراتهم ومستودعات الأسلحة والذخيرة، مشيراً إلى أن المجالس المحلية بدأت تتخوف من نتائج ذلك، خاصة في ريف حلب الشرقي.
وتداول ناشطون قبل أيام، صورة وثيقة مُسربة ومنسوبة إلى "حزب البعث" تقضي بتفعيل دور المنتسبين إلى "الحزب" في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات "نظام الأسد"، في حين بدأ "المجلس العسكري في أخترين" مؤخّراً، حملة لـ ملاحقة الموالين لـ"النظام"، مهدّداً بترحيلهم إلى مناطق سيطرته، سبقتها حملات دهم واعتقال لـ "مروجي المصالحات مع النظام" نفذتها فصائل الجيش السوري الحر و"الكتائب الإسلامية" في ريف حلب ومحافظة إدلب المجاورة.
يشار إلى أن المناطق التي سيطرت عليها الفصائل العسكرية بدعم من القوات التركية خلال عمليتي "درع الفرات، وغصن الزيتون" شمال وشرق حلب، تشهد العديد من عمليات الاغتيال والخطف والتفجيرات، تقول الفصائل إن وراءها خلايا تابعة لـ"نظام الأسد" و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وتنظيم "الدولة" منتشرة في المنطقة.