icon
التغطية الحية

شل المطارات رسالة للأسد.. لماذا استهدفت إسرائيل مطار حلب مرتين؟

2022.09.07 | 14:48 دمشق

4
آثار القصف الإسرائيلي على مطار حلب الدولي، 31 آب/أغسطس 2022 (AP)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

اعترفت إسرائيل رسمياً، على غير عادتها، بمسؤوليتها عن ضرب مطار حلب الدولي للمرة الثانية في أقل من أسبوع، ما أدى إلى خروج المطار الدولي الثاني في سوريا عن الخدمة نهائياً.

وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، رام بن باراك، اليوم الأربعاء، في مقابلة مع "راديو يديعوت أحرونوت" الرقمي المنطلق حديثاً، إن الهجوم الثاني خلال أسبوع على مطار حلب هو لنقل رسالة إلى بشار الأسد.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي، لن أشير إلى هجوم بعينه، ولكن الهجوم الأخير شلت حركة الهبوط في المطار، والهدف إيصال رسالة تحذير للأسد.

وتابع بن باراك، أن على الأسد أن يأخذ بحسبانه أن أي طائرة تهبط في سوريا وتحمل "تهديداً إرهابياً"، فمن المحتمل أن تتضرر قدرة الملاحة الجوية الدولية لسوريا.

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن استراتيجية إسرائيل هي إفشال التموضع الإيراني على حدودها، وإبلاغ الجانب السوري في نفس الوقت بهذه الاستراتيجية، محذراً الأسد من أن "مشاركته في تنفيذ المخطط الإيراني قد تضر به على الأرجح".

 
الآن | تغطية مباشرة: غارات إسرائيلية تضرب عدة مواقع للنظام في سوريا

#الآن | تغطية مباشرة: غارات إسرائيلية تضرب عدة مواقع للنظام في #سوريا #سوريا_اليوم #تلفزيون_سوريا

Posted by ‎Syria TV تلفزيون سوريا‎ on Tuesday, September 6, 2022

وجاءت تصريحات المسؤول الإسرائيلي بعد أقل من نصف يوم من تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة جوية على مطار حلب الدولي، الليلة الماضية.

وجرت العادة أن تعتمد إسرائيل سياسة "الغموض" حيال ضرباتها في سوريا، وتمتنع عن إعلان مسؤوليتها بشكل مباشر عن مئات الهجمات التي شنتها خلال السنوات الأخيرة في سوريا، في إطار ما تطلق عليه "المعركة بين الحروب" لاستهداف الوجود الإيراني.

السبت الماضي، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، لأول مرة، عن وجود اتصال مباشر بين نظام الأسد والجيش الإسرائيلي، بعثت من خلاله تل أبيب رسائل طمأنة للأسد بعدم استهداف قواته ورسائل تحذير للضغط على إيران.

وقالت الصحيفة إن تل أبيب سلمت مسؤولين في نظام الأسد والقوات الروسية في سوريا رسالة مباشرة، عقب الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مطار حلب ومواقع بالقرب من العاصمة دمشق.

استراتيجية شل المطارات

بدوره، أوضح الجنرال الإسرائيلي عاموس يادلين، رئيس شعبة المخابرات العسكرية "آمان" السابق، أن سبب اختيار مدرج المطار الدولي هو لتجنب المواجهة الجوية مع الطائرات المستهدفة عملاً بـ "آلية منع التصادم" مع موسكو.

وقال يادلين، خلال مقابلة مع "إذاعة يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل حريصة على عدم حدوث تصادم مع الطائرات الروسية في الجو خلال ضرباتها، وفي نفس الوقت على منع تموضع الميليشيات الإيرانية في سوريا أو نقل الأسلحة الدقيقة إلى لبنان.

وأضاف الجنرال الإسرائيلي، كان من الأفضل مهاجمة المدرج حتى لا تهبط الطائرات، وتعطيل حركة هبوط الشحنات الإيرانية مسبقاً، واصفاً الهجوم بأنه "تصعيد دراماتيكي".

في أيلول/سبتمبر 2018، كاد إسقاط طائرة روسية "إيل-20" في سماء اللاذقية، ومقتل 15 جندياً روسياً كانوا على متنها، بصواريخ الدفاع الجوي لنظام الأسد، عن طريق الخطاً ظناً من قوات النظام بأنها طائرة إسرائيلية، أن يشعل أزمة بين موسكو وتل أبيب. 

يشار إلى أن عاموس يادلين، ترأس في السابق معهد أبحاث ودراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب "INSS"، وهو مركز أبحاث استراتيجي في إسرائيل.

وكانت وكالة أنباء النظام "سانا" أعلنت، أمس الثلاثاء، تعرض المطار الدولي في حلب لهجوم إسرائيلي ما أدى إلى خروجه عن الخدمة نتيجة تدمير مهبط الطائرات بالكامل.

في حين أشارت تقارير إعلامية إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة خمسة آخرين، وتدمير مستودع للأسلحة الإيرانية وأضرار جسيمة في المطار.

الأسبوع الماضي، استهدفت إسرائيل في هجوم مزدوج مطاري حلب ودمشق الدوليين في أقل من ساعة ونصف، أعلن بعدها النظام إغلاق مطار حلب للصيانة. 

وتشهد الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا تطوراً جديداً يستهدف المطارات الدولية، لمنع خط تهريب جوي لـ "الحرس الثوري" لمعدات تدخل في صناعة الصواريخ ذات الدقة العالية، وفقاً لتقارير إسرائيلية.

وتأتي استراتيجية "شل المطارات" الدولية وفرض عزلة جوية لسوريا، للتضيق على الأسد وإحراج حلفائه الروس للضغط على الإيرانيين.

وتمتلك سوريا أربعة مطارات دولية هي، دمشق وحلب، ومطار القامشلي الذي يقع في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أميركياً، والرابع مطار "باسل الأسد الدولي" في اللاذقية المعروف باسم مطار حميميم والذي تحول إلى أكبر قاعدة عسكرية روسية على مياه المتوسط.

ويتزامن التصعيد الإسرائيلي مع اقتراب الولايات المتحدة وإيران من التوقيع على اتفاق نووي، يمر إنجازه بمرحلة اللمسات الأخيرة، الأمر الذي ترفضه تل أبيب وتحاول ثني واشنطن والغرب عن الاتفاق المتبلور.