أعلنت شركة "ووترجين" الإسرائيلية تنفيذ مشروع تركيب مولدات مياه الشرب في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، بالتعاون مع منظمة "Multifaith Alliance" (تحالف الأديان من أجل اللاجئين السوريين) الأميركية.
وذكرت صحيفة "إسرائيل أوف تايمز" أن الشركة الإسرائيلية قامت بتركيب جهاز لإنتاج مياه الشرب من رطوبة الهواء، في محافظة الرقة في نيسان/أبريل الماضي.
ومن المقرر أن يتم تركيب 9 أجهزة أخرى قبل نهاية هذا العام.
وقالت "جيروزاليم بوست" في تقرير نشرته، الثلاثاء الماضي، أن التقنية المبتكرة التي طورتها "ووترجين" (Watergen) لإيجاد حل لنقص مياه الشرب، تستخدم لمد السوريين بمصادر المياه.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن المدير التنفيذي لمنظمة "تحالف الأديان"، شادي مارتيني، أن منظمته اشترت أجهزة ووترجين" وسيتم تركيبها في المدارس والمستشفيات والمنشآت الطبية في سوريا في المناطق التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الحليفة للولايات المتحدة.
وأشار مدير "تحالف الأديان"، إلى أن هناك أزمة مياه خطيرة في سوريا تعود جذورها إلى ما قبل الحرب، لكنها تفاقمت خلال المعارك بسبب الدمار الذي لحق البنية التحتية للمياه.
وبحسب مارتيني، سيتم نصب عشر أجهزة من الشركة الإسرائيلية لحل مشكلة المياه للشعب السوري.
في المرحلة الأولى، تم تركيب جهازين من "ووترجين"، يعملان بالطاقة الشمسية، ينتج كل منهما 1000 لتر من مياه الشرب النقية المعدنية يومياً.
وفي المرحلة الثانية سيتم تركيب ثماني أجهزة أخرى، في المرافق الطبية والمدارس، لتزويد السكان بـ 10000 لتر من الماء من الهواء يومياً.
ويصف مارتيني المشروع بأنه "ناجح" ومكسب سياسي يقرّب بين سوريا وإسرائيل من الناحية الدبلوماسية.
يشار إلى أن منظمة " Multifaith Alliance"، هي منظمة أميركية يهودية، تطلق باقة من الحملات لدعم اللاجئين والنازحين السوريين، وتعرف عن نفسها باسم " تحالف متعدد الأديان من أجل اللاجئين السوريين".
وتذكر المنظمة على موقعها الإلكتروني بأنها تحاول تسخير القوة الجماعية للشركاء الدينيين والعلمانيين لتقديم المساعدة للسوريين الذين تعطلت حياتهم بسبب الحرب.
وتوفر "تحالف الأديان" المياه النظيفة لآلاف العائلات النازحة في سوريا، ولا يقتصر دعمها على شمال شرقي سوريا وإنما يمتد إلى إدلب أيضاً، ووفقاً لما ذكرته في موقعها الإلكتروني
"تحالف الأديان" والتعاون مع إسرائيل
يوضح مدير المنظمة شادي مارتيني، المعروف بعلاقاته مع الإسرائيليين، أسباب التعاون مع شركة "ووترجين" بقوله، "لأن إسرائيل ليس لديها حدود مباشرة مع المناطق الأكثر تضرراً خلال الحرب، كان علينا أن نجد حلاً لا سيما أنها دولة متطورة جداً من الناحية التكنولوجية وتواجه نفس التحديات والظروف المناخية مثل سوريا، لذلك اخترنا أجهزة ووترجين" بعد الكثير من التفكير".
ويذكر مارتيني في التقرير أنه كان مديراً لمستشفى في حلب، واضطر لمغادرة سوريا بعد اندلاع الثورة السورية في عام 2012، واستمر في العمل على تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين.
وقال مدير "تحالف الأديان"، خلال عملي التقيت مراراً بإسرائيليين ومسؤولين كبار، مثل الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، والرئيس رؤوفين ريفلين والرئيس الحالي إسحاق هرتسوغ.
وأضاف مارتيني، كان هدفي هو تعزيز العمل المشترك والعلاقات بين الإسرائيليين والسوريين.
وقال مارتيني، عندما تم الاتصال بي للانضمام إلى فريق "تحالف الأديان من أجل اللاجئين السوريين"، ظهرت الفكرة لتشجيع إسرائيل على فتح حدودها بشكل أكبر وتقديم المساعدة الإنسانية.
وأضاف، حدث التعاون مع إسرائيل بالفعل في 2016 من خلال مشروع مشترك مع جيش الإسرائيلي، الذي قدّم المساعدات الإنسانية عبر إسرائيل إلى سوريا، مشيراً إلى أن هذا الأمر أدى إلى تطوير علاقات إيجابية بين المدنيين على جانبي الحدود.
وأوضح مارتيني أنه بعد انتهاء الحرب في سوريا عام 2018، واصلت منظمة "تحالف الأديان" العمل والتعاون مع إسرائيل، بغض النظر عن الخلافات السياسية بين البلدين.
"ووترجين" هي شركة تجارية إسرائيلية، أُسِّست في 2009، تقدّم بدائل عملية لحل جزء من نقص المياه عالمياً، طوّرت تقنية لإنتاج مياه شرب نظيفة وغنية بالمعادن من رطوبة الهواء، تعمل بالطاقة الشمسية زهيدة الكلفة مقاربة بالكهرباء.
تعد تقنية إنتاج مياه الشرب من الرطوبة في الهواء (AWG) أحد الحلول المبتكرة لاستخراج المياه، وتستخدم لمعالجة المشكلة المتزايدة لاستنفاد مستويات مياه الشرب في العالم، في ظل تقارير تحذر من أن نصف سكان الأرض سيعانون من نقص مياه الشرب النظيفة والعذبة والآمنة في غضون عقد.