باستثناء تركيا وكولومبيا والولايات المتحدة التي تحتل المراتب الأولى الثلاث في استقبال اللاجئين على مستوى العالم، ثمة شخص من بين كل ثلاثة أشخاص في بقية دول العالم يبالغ في مرتبة بلده الحقيقية بالنسبة لاستقبال اللاجئين بحسب ما كشفته بيانات صادرة عن المفوضية العليا للاجئين في عام 2021.
نتائج مهمة
- هناك شخص واحد من بين كل ثلاثة أشخاص يعتقد بأن بلده تحتل مرتبة بين المراتب الأولى الثلاث بالنسبة لاستقبال اللاجئين على مستوى العالم، ما يعني أن هناك مبالغات في تحديد المرتبة الفعلية للدولة في أغلب الأحيان، وثمة قلة قليلة تحدد وضع بلدها بشكل صحيح بما أنها من الدول التي تستضيف العدد الأكبر من اللاجئين على مستوى العالم.
- غالبية من شملهم البحث في معظم دول العالم يدعمون فكرة السماح للمزيد من اللاجئين الأوكرانيين بدخول بلادهم.
- ذكر شخص واحد من بين كل ثلاثة أشخاص بأنه ينبغي على كل الدول أن تشارك في مسؤولية مساعدة اللاجئين، بصرف النظر عن موقعها أو ثرائها، كما أن ثلاثة أشخاص من بين كل عشرة أشخاص ذكروا بأنه ينبغي على الدول الغنية أن تتحمل العبء الأكبر بالنسبة لمساعدة اللاجئين.
غالبية من شملهم المسح الذي أجرته منظمة Ipsos في 28 دولة بالغوا في تحديد مرتبة بلدهم من حيث المساهمة في استضافة اللاجئين، إذ يعتقد شخص واحد من بين كل ثلاثة أشخاص (أي 33% وسطياً في مختلف بلاد العالم) بأن بلده من بين الدول الثلاث الأولى التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين على مستوى العالم.
إذ باستثناء تركيا وكولومبيا والولايات المتحدة التي تحتل المراتب الثلاث الأولى، هناك ثلاثة أشخاص من بين كل عشرة أشخاص شملهم المسح في الدول الخمس والعشرين الأخرى يبالغون بشكل خاطئ في تحديد مرتبة بلدهم الحقيقية من حيث عدد اللاجئين، وذلك بحسب البيانات الصادرة عن المفوضية العليا للاجئين لعام 2021.
أين يعيش اللاجئون؟
عندما طُلب من المشاركين في المسح أن يحددوا الدول الثلاث الأولى التي استضافت أكبر عدد من اللاجئين خلال عام 2021، حددت قلة قليلة منهم تركيا وكولومبيا والولايات المتحدة، فأصابت في ذلك، إذ تستضيف تلك الدول مجتمعة 25% من النازحين على مستوى العالم (ويشمل ذلك اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين الفنزويليين).
وقد أظهر هذا المسح الذي أجري عبر الشابكة خلال الفترة الواقعة ما بين 22 من نيسان- 6 من أيار من عام 2022، وشمل 20505 شخصاً دون 74 من العمر في 28 دولة، ما يلي:
- كانت التصورات الخاطئة أكثر شيوعاً في السويد (بوجود 49% من السويديين الذين يعتقدون بأن بلدهم يحتل إحدى المراتب الثلاث الأولى بالنسبة لاستضافة أكبر عدد من اللاجئين على مستوى العالم، بالرغم من أن ترتيبها كان السادس والعشرين)، وإيطاليا (بوجود 48% من الإيطاليين يعتقدون أن بلدهم بين الدول الثلاث الأولى بالنسبة لاستضافة اللاجئين، في حين أن إيطاليا فعلياً تحتل المرتبة الخامسة والثلاثين)، وفي كندا (حيث يعتقد 46% من الكنديين بأنهم من بين الدول الثلاث الأولى، في الوقت الذي تحتل فيه كندا المرتبة الرابعة والثلاثين).
- في الوقت الذي يرى فيه ثلاثة أرباع الأتراك (أي 77% منهم) بأن تركيا من بين الدول الثلاث الأولى في استضافة أكبر عدد من اللاجئين، ذكر أقل من نصف الكولومبيين (أي ما يعادل 45% منهم)، وأقل من نصف الأميركيين (أي 42% منهم) أن بلدهم ضمن قائمة الدول التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين، في حين أن نصف الألمان تقريباً (أي 47% منهم) يعتقدون بأن بلدهم من بين الدول الثلاث الأولى، في الوقت الذي حلت فيه ألمانيا في المرتبة الخامسة على مستوى العالم بالنسبة لاستضافة اللاجئين.
- أما وسطياً، فثمة شخص واحد من بين كل سبعة أشخاص في العالم (15%) يعرف بأن تركيا من بين الدول الثلاث الأولى من حيث استضافة اللاجئين، إذ في عام 2021، أصبحت تركيا دولة مضيفة لـ14% من النازحين في العالم، بالرغم من أنها الموطن الأصلي لـ1% فقط من سكان العالم. ولقد اختار 5% فقط من سكان العالم كولومبيا التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً، بالرغم من أن 26% منهم اختاروا الولايات المتحدة وأصابوا في ذلك (بما أنها تحتل المرتبة الثالثة عالمياً).
- وعموماً، اختار 40% وسطياً من سكان العالم واحدة من بين الدول الثلاث الأولى من حيث أكبر عدد للاجئين لديها، وكانوا محقين في ذلك. أما خارج تركيا وكولومبيا والولايات المتحدة نفسها، فقد كان من المرجح أن يختار الشعب المكسيكي (59% منه)، والبيروفي (54% منه)، والسعودي (53% منه) دولة واحدة من بين الدول الثلاث الأولى في استضافة أكبر عدد من اللاجئين، أما الشعب الإسباني (22%) والياباني (23% منه)، والبلجيكي (25% منه) فلم يرجح أي أحد أن تقوم تلك الشعوب بتحديد أي دولة من تلك الدول الثلاث الأولى من حيث استضافة أكبر عدد من اللاجئين.
ماذا عن اللاجئين الأوكرانيين؟
بعدما سجلت المفوضية العليا للاجئين دخول 4.9 مللاين لاجئ أوكراني إلى دول الاتحاد الأوروبي منذ بداية النزاع في شهر شباط من العام الجاري (حتى 13 من حزيران)، أيدت غالبية شعوب الدول الثمانية والعشرين الذين أجري المسح عليهم (أي بمتوسط بلغ 54% من سكان العالم) فكرة السماح للمزيد من اللاجئين الأوكرانيين بدخول بلادهم، إلا أن شخصاً واحداً من بين كل سبعة أشخاص (أي ما يعادل 15%) عارض تلك الفكرة.
- سجلت السويد (73%) والبرازيل (69%)، والولايات المتحدة (67%) أعلى المراتب بين الدول التي تؤيد فكرة السماح للمزيد من اللاجئين الأوكرانيين بدخول البلاد.
- دعم أقل من نصف الشعب في ثماني دول فقط من أصل 28 دولة فكرة السماح للمزيد من اللاجئين الأوكرانيين بدخول البلاد: وهي اليابان (48%)، جنوب أفريقيا (48%)، السعودية (44%)، هنغاريا (43%)، كوريا الجنوبية (40%)، تركيا (31%)، الصين (26%)، ماليزيا (18%).
- ولكن في تركيا التي تستضيف حالياً أكبر عدد من النازحين على مستوى العالم مقارنة بأي دولة أخرى، فهناك ثلاثة أشخاص فقط من بين كل عشر أشخاص (ما يعادل 31%) يؤيدون فكرة السماح للمزيد من اللاجئين الأوكرانيين بالقدوم إلى بلدهم، ومع ذلك فإن ذلك التأييد يتجاوز أي تأييد آخر في تركيا لفكرة السماح للمزيد من اللاجئين القادمين من دول أخرى بدخول بلدهم.
وقد رافق هذا الدعم للاجئين الأوكرانيين تحول إيجابي في المواقف تجاه اللاجئين عموماً في معظم البلدان التي أجري المسح فيها منذ السنة الماضية، بوجود أكثر من ثلاثة أرباع الأشخاص الذين أجري عليهم المسح (أي ما يعادل 78%) يوافقون من حيث المبدأ على وجوب إتاحة الفرصة للناس حتى يطلبوا اللجوء في دول أخرى من بينها دولهم.
دعم أقل للاجئين القادمين من دول أخرى
كانت نسبة الدعم والتأييد لقبول لاجئين من دول أخرى أقل من الدعم الذي حظي به اللاجئون الأوكرانيون، ما يشير إلى أنه في الوقت الذي يمكن أن تكون فيه الحرب في أوكرانيا قد خففت من حدة المواقف المتخذة تجاه اللاجئين، إلا أن ذلك ليس شرطاً، إذ ثمة مشكلات أخرى يمكن أن تؤثر في الآراء والأفكار تجاه اللاجئين القادمين من دول أخرى.
الآراء حول قبول لاجئين من دول أخرى
- في كل الدول التي شملها المسح، باستثناء دولتين فقط هما السعودية وماليزيا، دعم المزيد ممن شملهم المسح فكرة السماح للاجئين الأوكرانيين بدخول البلاد أكثر من غيرهم القادمين من دول أخرى، إلا أن دعم السعودية وماليزيا للاجئين السوريين كان أكبر (59% بالنسبة للسعودية و24% بالنسبة لماليزيا، والمقصود بذلك تأييد قبول المزيد من اللاجئين السوريين في البلاد).
- وسطياً، ثمة شخص واحد تقريباً من كل بقاع العالم، من بين كل ثلاثة أشخاص، يؤيد فكرة قبول المزيد من اللاجئين السوريين (32%)، وثمة نسبة مماثلة تعارض قبول المزيد من اللاجئين السوريين (وتعادل 30%). أما الدول التي تؤيد الغالبية فيها فكرة السماح للمزيد من اللاجئين السوريين بدخول البلاد فهي السعودية (59%) والبرازيل (58%).
- هنالك ثلاثة أشخاص من بين كل عشرة أشخاص يؤيدون فكرة قبول المزيد من اللاجئين الفنزويليين (ما يعادل 30% منهم مقابل 28% يعارضون تلك الفكرة)، كما أن ثلاثة أشخاص من بين كل خمسة في البرازيل (ما يعادل 60%) وأكثر من نصف الناس في الأرجنتين (ما يعادل 51%) يؤيدون تلك الفكرة. أما في كولومبيا التي تستضيف أكبر عدد من النازحين الفنزويليين خارج بلدهم مقارنة بأي دولة أخرى في العالم، فإن 34% منهم يؤيدون فكرة السماح للمزيد من اللاجئين الفنزويليين بدخول البلاد.
- هنالك ثلاثة أشخاص من بين كل عشرة يؤيدون فكرة السماح للمزيد من اللاجئين الأفغان بدخول البلاد (30% منهم مقابل 32% يعارضون تلك الفكرة).
- أكثر من ربع من شملهم المسح يؤيدون فكرة السماح للمزيد من اللاجئين القادمين من جنوب السودان (أي ما يعادل 27% منهم مقابل 30% يعارضون تلك الفكرة).
- عندما سئل المشاركون في البحث عن تأييدهم لفكرة قبول المزيد من اللاجئين القادمين من أي مكان في العالم حيث يوجد لاجئون، توقف الدعم عند حدود 36% (بوجود 22% يعارضون ذلك). أما أعلى نسبة لتأييد تلك الفكرة فقد سجلت في البرازيل (64%)، والسعودية (52%)، والأرجنتين (52%)، والمكسيك (50%).
إجماع حول المسؤولية الدولية عن دعم اللاجئين
تفاوتت الأراء حول الدول التي يجب أن تحمل أكبر مسؤولية بالنسبة لاستضافة اللاجئين، إذ إن نسبة الثلث (والتي تعادل وسطياً على المستوى العالمي 33%)، ذكرت بأنه ينبغي على جميع الدول أن تحمل العبء الأكبر بالنسبة لمساعدة اللاجئين، بصرف النظر عن موقع تلك الدول أو مدى ثرائها، إلا أن ثلاثة أشخاص من بين كل عشرة (ما يعادل 30%) يرون بأنه ينبغي على الدول الغنية أن تحمل العبء الأكبر في مساعدة اللاجئين.
- كانت المكسيك (41%) وجنوب أفريقيا (39%)، والولايات المتحدة والبرازيل (38% في كل منهما) من بين أكثر الدول التي وافقت على أنه ينبغي على جميع الدول أن تتحمل مسؤولية اللاجئين.
- في حين اتفقت كل من كولومبيا (42%) وتركيا (41%) وإيطاليا (41) على أنه ينبغي على الدول الغنية أن تتحمل عبء اللاجئين، والجدير بالذكر هنا هو أن تركيا وكولومبيا تستضيفان أكبر عدد من النازحين على مستوى العالم، بحسب تصنيفات عام 2021.
- ثمة قلة قليلة (تعادل 16%) ترى بأنه ينبغي على الدول الموجودة في القسم ذاته من العالم أن تتحمل أكبر مسؤولية تجاه اللاجئين، ونجد هذه الفكرة أكثر شيوعاً في كل من هولندا (30%)، والصين (29%) والسويد (29%) كما نجدها بنسبة أقل في تركيا (7%).
- هنالك فئة قليلة (تعادل 6%) ترى بأنه يجب ألا تتحمل أية دولة عبء مساعدة اللاجئين، ونجد ذلك الرأي سائداً في كوريا الجنوبية (15%) وفي اليابان (12%)، وفي تركيا (12%).
المصدر: Ipsos