اعتذر الشاعر الأردني حسين جلعاد عن المشاركة من "مهرجان جرش الشعري" 2024، احتجاجاً على دعوة وجهت إلى الشاعر السوري- الفرنسي "أدونيس" للمشاركة في الفعالية الشعرية التي يضمّها مهرجان جرش للثقافة والفنون في الأردن.
وتقام فعاليات الدورة الـ38 من مهرجان جرش الثقافي والفني، خلال الفترة ما بين الـ24 من تموز الجاري و3 من آب المقبل تحت شعار "ويستمر الوعد"، وذلك دعماً للقضية الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ تشرين الأول الفائت.
وأصدر حسين جلعاد بياناً اليوم الخميس، أوضح فيه أن اعتذاره عن المشاركة في المهرجان الشعري، يأتي رداً على مشاركة "أدونيس" الذي وصفه الشاعر الأردني بأنه أحد رموز "التطبيع والشعوبية والطائفية".
وقال جلعاد في بيانه: "علمت مصادفة أمس، أن اسمي مدرج للمشاركة في مهرجان جرش الشعري. ورغم امتناني لإدارة المهرجان وقيادة رابطة الكتاب الأردنيين، فإنني أؤكد أنني لم أستشر ولم أبلغ مسبقاً بهذه الدعوة".
وأضاف: "لقد راجعت الجدل الدائر لدى مثقفي الأردن بين من يدعو للمشاركة ومن يدعو إلى الانسحاب أو المقاطعة. إن قلبي يذهب إلى حيث يقف الزملاء والرفاق المنسحبون من المشاركة في المهرجان، فما يجري في غزة من إبادة وقتل وتشريد يهز أرواحنا بعنف، ولا يمكن لنا أن نتغاضى عن صرخات أمهاتنا وأطفالنا في فلسطين تحت أي ظرف".
وأردف: "لكنني من جهة أخرى أرى أن المسؤولية التاريخية التي طالما حملها مثقفو رابطة الكتاب الأردنيين تحتم علينا أن ننظر في السيرورة الدائمة للنضال. لقد كانت كلماتنا طوال الوقت رديفا لفعل المقاومة، وكنا في مقدمة الجماهير التي تدافع عن ثوابت الأمة، وعليه فإنني كنت أفضل أن نعتلي منابر المهرجان لنجعل منه مهرجانا للمقاومة. تحتاج منا غزة أن نصل الليل بالنهار، وأن نخوض معركة الصمود دفاعا عن الشعب المناضل ومستقبل هذه الأمة من مواقعنا ككتاب وشعراء ومثقفين، وهذا موقف يحتم على نخبة المثقفين أن تتقدم الصفوف لا أن تنسحب أو تنأى وتكتفي من الغنيمة بالإياب".
"الشام لا تقل قداسة عن فلسطين"
وتابع جلعاد بيانه قائلاً: "كان سيسعدني لو أن القبضات الملوحة قد ارتفعت أيضا ضد الشعوبية وأقنعة الطغيان، فهذه الأمة العظيمة تحتاج منا أن نقف ضد تزييف الوعي وتغريبه، وأن نتحد ضد رموز التطبيع وعوامل الهدم الشعوبي المتمثلة في دعوة ومشاركة البروفيسور الفرنسي أدونيس، والذي كان قد طرد من اتحاد الكتاب العرب عام 1995 لشبهة التطبيع مع العدو الإسرائيلي في إسبانيا آنذاك".
ولفت إلى أن "الطائفية المقيتة والوعي المنشق لا مكان له بين صفوف الأمة المناضلة في سبيل التحرر من العدو الخارجي والانعتاق من الطغيان الداخلي. كان بودي لو انصرفت جهود الجدل والنقاش إلى تفكيك اللغم الذي وضع في قلب الثقافة الأردنية، فلا يعقل أننا فيما نحتفل برمز النضال محمود درويش، فإننا نسكت عن (مثقف/ أدونيس) صمت عن دماء غزة ولم يذكر عذابات الفلسطينيين ولو بكلمة، وكان قبلها قد صمت عن عذابات شعبه، بل وأنكر عليه شوقه للحرية".
وأكد على أن "الشام لا تقل قداسة عن فلسطين، فدمشق في قلوب الاحرار هي الوجه الأول لنابلس وغزة. إنها شام الله ففيها بقية المؤمنين والماء".
وختم الشاعر الأردني بيانه بالقول: "أؤكد أنني منقطع عن المشاركة في مهرجان جرش الشعري، فأنا في حداد، والهواء بطعم الرماد".
فعاليات جرش الأدبية والفنية
يحتضن مهرجان جرش للثقافة والفنون هذا العام العديد من الفعاليات والأنشطة التي تحمل رسائل فنية وثقافية تدعم صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفق ما ورد في بيان لإدارة المهرجان.
وتشمل الفعاليات أيضا أمسيات شعرية يشارك فيها شعراء من العالم العربي، بالإضافة إلى معارض في الفن التشكيلي والنحت، وجائزة خليل قنديل للقصة القصيرة، وملتقى آلة الناي، ومهرجان مسرحي للمونودراما.
وسيشارك في المهرجان أكثر من 40 دولة، منها 25 فرقة تقدم الفلكلور والتراث الوطني، إضافة إلى برامج مخصصة للأطفال ومسرحيات تركز على قضاياهم، فضلاً عن مشاركة قطاع كبير من الشباب.
ومن بين الفنانين المشاركين في إحياء حفلات المهرجان هذا العام، سناء موسى من فلسطين، ومارسيل خليفة، وأميمة الخليل، وهبة طوجي، وهيام يونس من لبنان، وفايا يونان من سوريا، وعمر العبد اللات، وحسين السلمان، ويحيى صويص، وديانا كرزون، ونداء شرارة من الأردن، وعفاف راضي من مصر.