أثارت حادثة الاعتداء على متظاهرين مناهضين لـ"هيئة تحرير الشام"، جدلاً في مدينة سلقين بريف إدلب الغربي، إذ أقدم شاب على صدم متظاهر بسيارته، ثم أطلق الرصاص في الهواء. ودفعت الحادثة الهيئة للتبرؤ من الفعل، قائلة إنّ العنصر لا يتبع لها.
وأفادت مصادر محلية، بأن مظاهرة خرجت في مدينة سلقين مساء يوم أمس، نادت بإسقاط زعيم "هيئة تحرير الشام"، أبي محمد الجولاني، وإخراج المعتقلين من السجون.
وفوجئ المتظاهرون بإقدام شاب على صدم متظاهر بالسيارة، ومن ثم إطلاق الرصاص في الهواء بواسطة مسدس، في محاولة منه لتفريق المتظاهرين، بدعوى أنهم يعرقلون السير.
لمن يتبع الشاب؟
ونفى مكتب العلاقات الإعلامية في "هيئة تحرير الشام" عبر مجموعات التواصل مع الناشطين، أن يكون الشاب تابعاً للفصيل، بينما نشرت "إدارة منطقة حارم"، بياناً قالت فيه: "على خلفية حادثة إطلاق نار في الهواء بمدينة سلقين بالقرب من إحدى المظاهرات، والتي كانت من جراء مشادة كلامية بسبب قطع الطريق، نؤكد في إدارة المنطقة أن هذا التصرف غير مقبول ومرفوض".
وأشارت إلى أنه سيتم توقيف الشخص من قبل الجهات المختصة وتحويله للقضاء أصولاً للكشف عن الملابسات.
من جهته قال قائد شرطة منطقة حارم الرائد "بلال الأسود": "بعد تلقينا بلاغاً بحادثة إطلاق نار وسط مدينة سلقين توجهت دورياتنا إلى المكان وبالتحقيقات الأولية تم التعرف على مطلق النار ودلت التحقيقات أيضاً على أن خلافاً حصل بينه وبين المتظاهرين بسبب قطع الطريق وجار البحث عن مطلق النار وسيحال إلى القضاء بعد إلقاء القبض عليه".
وتزامنت المظاهرة في مدينة سلقين مساء أمس، مع مظاهرات مشابهة خرجت في مخيمات أطمة شمالي إدلب، ومنطقة الجانودية في ريف جسر الشغور غربي المحافظة.
شهر على انطلاق المظاهرات ضد الجولاني
وتشهد مناطق سيطرة "تحرير الشام" مظاهرات منذ 25 شباط الماضي، على خلفية ما وصفها ناشطون بانتهاكات جهاز الأمن العام بحق المعتقلين، إذ طالب المتظاهرون بإسقاط الجولاني وإطلاق سراح المعتقلين، مرددين هتافات: "الشعب يريد إسقاط الجولاني"، و"جولاني ولاك.. ما بدنا ياك".
وبدأت شرارة الاحتجاجات بمقتل شاب تحت التعذيب في سجون الهيئة، إذ دعا المتظاهرون إلى محاسبة القائمين على الفعل، لكن المطالب توسعت لاحقاً، لتشمل إسقاط الجولاني، وتحييد جهاز الأمن العام عن الحياة العامة، وإطلاق سراح معتقلي الرأي من بقية الفصائل وغيرهم، وإنهاء المحاصصات في العمل التجاري، وإلغاء الرسوم والضرائب على البضائع.
واتخذت "هيئة تحرير الشام" و"حكومة الإنقاذ" التابعة لها إجراءات عقب الاحتجاجات، منها إصدار عفو عام عن بعض المساجين وفق شروط، إلا أن هذه الخطوات لم ترق لمطالب المتظاهرين، خاصة أن قرارات العفو هذه، تصدر كل عام تقريباً بشكل روتيني.
ويوم الجمعة الماضي، شهدت العديد من مدن وبلدات إدلب وريف حلب الغربي، تصاعداً في المظاهرات، ضمن نحو 20 نقطة تظاهر، شملت بشكل رئيسي مدن وبلدات إدلب وسرمدا وبنش وحزانو وجسر الشغور وطعوم وأريحا وكفرتخاريم ومعرة مصرين بريف إدلب، وبلدات دارة عزة، والأتارب، وأبين سمعان غربي حلب.