رافقه حب الرسم منذ كان في الخامسة من عمره، وعند دخوله المدرسة اكتُشِفت مواهبه أكثر، مما دفعه إلى التركيز على هذه المواهب وإعطائها معظم وقته ومحاولاته المستمرة لتطويرها وتنميتها.
عمل سعيد في بداية نزوحه شمال غربي سوريا متطوعاً يرسم على جدران المدارس والمؤسسات التعليمية لترغيب الأطفال في العودة إلى المدرسة في ظل انقطاع التعلم والنزوح وتشتت الطلبة، مؤكداً أنه كان يسعى لرسم ابتسامة على وجوه الأطفال من خلال فرشاته.
وتطورت موهبة سعيد إلى أن أصبح قادراً على رسم أي شيء يريده بدقة ممتازة، إلا أنه تطرَّق إلى تعلّم فن محروف ونادر؛ الرسم بالدبوس أو ما يُطلق عليه: (Scratch Art) وهو الرسم عن طريق الدبوس أو السكاكين أو أدوات حادة يتم من خلالها خدش الورق لتشكيل الرسومات.
يقول سعيد لتلفزيون سوريا: "تلقّيت الدعم من العائلة والمجتمع، وهذا ما دفعني لأنجز بشكل أكبر وأسعى لتحقيق ذاتي من خلال لوحاتي، لكن خلال تصفُّحي لمواقع التواصل اكتشفت مجال الرسم بالدبوس منذ سنتين تقريباً وصمَّمت على تعلّم هذا الفن، وهو فن صعب يحتاج الكثير من الوقت والتركيز والدقة".
بالتزامن مع نزوح سعيد وافتقار المنطقة إلى اللوحات والألبومات الجاهزة لخدش الدبوس اضطر سعيد إلى تصنيع هذه اللوحات بنفسه للنقش عليها بالدبوس، فأصبح سعيد مصنِّعاً للوحات ورساماً في آنٍ واحد.
يصنّع الرسام الشاب اللوحات من الكرتون وألوان الشمع ودهان الإكرليك الأسود والزيت.
ويضيف: "أواجه صعوبات بالحصول على المواد ذات الجودة العالية، إذ تفتقر مناطق شمال غربي سوريا إلى فراشي الرسم الجيدة، كما أن معظم المنتجات والأدوات الفنية في المنطقة لا تخدم الفنان بالشكل المطلوب".
ويفسِّر سعيد افتقار هذه المناطق للمواد ذات الجودة العالية بقلة المهتمِّين بهذه الأعمال، حيث تعاني المنطقة من مشكلات اقتصادية تشغل معظم الناس عن الاهتمام بمثل هذه المجالات الفنية ويقتصر اهتمام الغالبية بأساسيات الحياة.
لم تقتصر فنون سعيد على الرسم بالدبوس والرسم بالألوان والفرشاة؛ بل بات ينشئ مجسمات يدوياً من مواد بسيطة وبإمكانيات محدودة، ويتمنى سعيد أن يتم تسليط الضوء على مثل هذه الفنون النادرة التي نشأت في ظل الحرب والتهجير والمآسي السورية.