icon
التغطية الحية

"سيط الغنى" يزعج المغتربين.. الحوالات المالية مصدر دخل لكثيرين في سوريا

2024.06.21 | 19:08 دمشق

آخر تحديث: 21.06.2024 | 19:08 دمشق

77
صورة أرشيفية - AFP
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

اشتكى عدد من السوريين المغتربين في الخارج، من الضغوط المالية التي يعانون منها، بسبب اضطرارهم لإرسال حوالات مالية إلى بعض الأقارب والمعارف في سوريا، معتبرين أن "سيط الغنى" بات مصدر إزعاج بالنسبة لهم.

وقال الشاب السوري "فهد"، والذي يعيش في إحدى دول الخليج: "لا أرغب في التواصل مع أحد يعيش داخل سوريا، أغلب الحديث سيكون عن القلة والتلميح بالحاجة لمد يد العون، الجميع يظن أنني قادر على مساعدته".

وأضاف في حديث مع موقع "غلوبال" المقرب من النظام: "أنا أعيش في إحدى دول الخليج، ومن يقطن هناك يعلم جيداً بالغلاء وموجة ارتفاع أسعار كل شيء، ولا حاجة لأن يذكرني أحد بواجبي تجاهه في سوريا، لكن ما باليد حيلة، ويظن البعض أني أكذب أو أدعي عدم قدرتي على مساعدته، وبعد التسميع والتلميح، يصبح الطلب بشكل مباشر وفي حال لم ترسل الحوالة، سيعلن أقربائي وأصدقائي مقاطعتي".

أما المغترب "حبيب"، فيقول إنه لجأ إلى ألمانيا منذ العام 2015 وخاطر بحياته وحياة عائلته، ولديه أصدقاء من سوريا يعيشون حالياً بالقرب منه، وتربطهم صداقات مشتركة بأشخاص داخل سوريا، مضيفاً أنه "يتفاجأ بوجود من يطلبون المساعدة من عدة أشخاص ورغم حصولهم على الحوالات لكنهم يستمرون بطلبها بالطريقة ذاتها من باقي المغتربين".

الحوالات أهم مصادر الدخل للكثيرين

وذكر الخبير الاقتصادي ماهر معروف أن الحوالات أصبحت أحد أهم مصادر الدخل للكثيرين، وأن غالبية الشباب اليوم مصرون على أن الاغتراب هو الحل لمشكلاتهم المادية والضمان لمستقبلهم وذويهم.

وتحدث الخبير عن غياب الأرقام الرسمية لحجم الحوالات الداخلة إلى سوريا، لأن إرسالها يتم عبر طرق غير رسمية، بسبب الفارق الكبير بين سعر صرف الدولار الرسمي، وسعره في السوق السوداء.

ولفت إلى التقديرات التي صدرت خلال شهر رمضان الماضي بأن ستة ملايين دولار كانت تدخل سوريا يومياً، واتفاق عدد من المحللين على أن حجم الحوالات السنوي يقدر بأكثر من ملياري دولار.

بدوره، أشار الباحث الاجتماعي فؤاد عبد الله إلى قيام أشخاص (ذكور وإناث) بالتواصل مع مغتربين من الجنس المقابل، بحجة التعارف للارتباط، وبعد فترة يبدؤون بطلب الحوالات، وهذه أصبحت مهنة يمكن تسميتها بالتسول الإلكتروني.

وشدد على أن "الحرب الطويلة شكلت منعطفاً خطيراً على المجتمع السوري، الذي كان يمتاز بحيويته ونشاطه وإتقانه مهناً متنوعة تحقق له دخلاً يكفي احتياجاته، إضافة إلى فائض يدخره على شكل عقارات أو ذهب، أما اليوم فإن نسبة كبيرة منهم تحت خط الفقر".

طوق نجاة

ومنذ سنوات، باتت المساعدات المالية الفردية المحولة من الخارج تشكّل طوق نجاة تعتاش آلاف الأسر السورية عليه في الداخل، حيث يرسل أقرباء العائلات المغتربون مبالغ مالية للمساعدة في سد الاحتياجات الرئيسية للمقيمين في سوريا.

ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد السوريين المقيمين في دول اللجوء والذين حصل كثير منهم على جنسيات الدول التي لجؤوا إليها، وعدد العائلات التي ظلوا يعيلونها، لكنها طريقة عيش لعشرات آلاف من الأسر التي لم تخرج من سوريا لظروف متعددة، عبر حصولهم على مساعدات مالية ترسل شهرياً أو أسبوعياً.