سوري يصنف ضمن أفضل مئة شخصية عربية مؤثرة اجتماعياً

من رحلة لجوء السوريين إلى كل أقطار العالم، انطلقت فكرة منصة BEVOL الاجتماعية، في محاولة من مؤسس تلك المنصة، لتنظيم العمل التطوعي وتحفيز الناس على ممارسته، وصولاً إلى تحقيق الفائدة المعنوية والشخصية لهم.

وقد صنف مهندس الميكانيك، بشار الحراكي، سوري الجنسية ومؤسس منصة BEVOL، من قبل الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، ضمن قائمة المئة شخصية عربية الأكثر تأثيراً في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2019.

يسرد الحراكي لموقع تلفزيون سوريا، قصة نجاحه في تأسيس منصة التواصل الاجتماعي BEVOL، المتخصصة في العمل التطوعي الاجتماعي، والتي تشكل المنصة الأولى من نوعها على مستوى العالم، كونها تفاعلية متخصصة في طبيعة العمل التطوعي، وبخمس لغات، الأمر الذي يجعلها متفردة.

فيقول الحراكي، "جاءت فكرة BEVOL، بعد حالة لجوء السوريين في كل أنحاء العالم، فكانت لتحفيزهم على لعب دور إيجابي في المجتمعات التي هاجروا اليها من جهة، وخدمة مجتمعهم الأصلي عن بعد من خلال التحفيز بالتدريب وتقديم الخدمات من جهة أخرى، ومن ثم تطورت الفكرة لتشمل الناس والمؤسسات من أنحاء العالم".

ويوضح الحراكي أن المنصة ما تزال في طور المرحلة التجريبية منذ انطلاقها قبل عام، مرجعاً سبب إطالة المدة التجريبية إلى أخذ آراء المشتركين لتطوير المنصة ولتصحيح الأخطاء البرمجية في حال وجودها، وفي محاولة لاختبار عملية التنقل بين الصفحات ليتمكن العضو المشترك في المنصة من معرفة آلية التطوع بشكل أسهل.

ويتابع الحراكي "تم اعتماد منصة BEVOL المرخصة في فرنسا وبريطانيا، رسمياً من قبل العديد من المؤسسات والاتحادات الدولية، كواحدة من مواقع التواصل الاجتماعي، مثل منتدى شباب التعاون الإسلامي icyf))، والهلال الأحمر التركي".

ثلاث شرائح

وعن الشرائح المشتركة في المنصة، يبين مؤسس المنصة أنه يوجد ثلاث شرائح مشتركة فيها، الأولى هي فئة المتطوعين، إذ يتمكن أي شخص في العالم من فتح حساب على المنصة ويقوم بنشر مقالات وأخبار تتعلق بالعمل الاجتماعي والتطوعي، بعيداً عن الأمور السياسية والجنسية والدينية وأي شيء يثير الكراهية.

ويستطيع أي مشترك في المنصة أن يحدد المهمة المناسبة له بناء على أربع معايير حددتها BEVOL لتسهيل الوصول إلى العمل التطوعي الذي يرغب أن يعمل فيه، سواء حسب الجغرافية أو المجال التخصصي أو حسب الوقت والتاريخ المناسب له، وأخيراً يمكن أن يختار اسم المؤسسة التي يرغم بالتطوع فيها والعمل ضمنها، بحسب الحراكي.

ويضيف "الفئة الثانية تتضمن المؤسسات غير الربحية بكل أشكالها، من جامعات ومؤسسات حكومية ومنظمات مجتمع مدني، تعلن بدورها من خلال BEVOL عن مهام تطوعية إما بالعمل أون لاين أو بشكل شخصي مباشر".

وعن الفئة الثالثة يوضح الحراكي، أنها تتضمن الشركات الربحية في إطار المسؤولية المجتمعية، وتقدم هذه الشركات حسومات معينة للمتطوعين، وتستفيد هذه الشركات من جهتها من هذه المسؤولية المجتمعية أنها تحصل من الدولة المرخصة فيها على تخفيض من ضرائب الشركات.

ويوضح أن BEVOL تمنح هذه المؤسسات غير الربحية ميزانية سنوية تكون عبارة عن نقاط تقدمها المؤسسات بدورها للمتطوعين، بشرط أن تكون تلك المؤسسة مرخصة من أي دولة، مقابل الاستفادة من خدمة المتطوعين الذين ينفذون لها مهامَّ بالمجان، وفي حال انتهت هذه الميزانية ستدفع المؤسسة اشتراكاً رمزياً، والذي سيخصص للمنصة لتفعيلها بشكل أكبر ويضمن لها الاستمرار.

ويؤكد مدير BEVOL، أن المتطوع المشترك يمكنه أن يحصل على بطاقة المتطوع الدولية فور اشتراكه في المنصة، تضاف إليها نقاط له تكون بحسب التزامه بالعمل التطوعي في المؤسسة التي قبل للعمل بها، وهنا يأتي دور الشركات الربحية التي تعلن عن حسومات خاصة للمتطوعين، بحسب عدد النقاط التي تحددها كل شركة بما يتناسب معها.

شهادة توثيق

وتتميز BEVOL بأنها تمنح المتطوع الذي عمل في أي مؤسسة مشتركة ضمن المنصة على شهادة توثيق بشكل أتوماتيكي، تشمل معلومات تخص المتطوع وعمله، يوجد عليها ما يعرف بـ(كيو آر)، ليتمكن المتطوع بهذه الطريقة من إرسال تلك الشهادة إلى أي جهة في العالم عبر الإنترنت، لتتمكن الأخيرة من الدخول على حسابه ومعرفة معلوماته وخبراته بشكل أسرع وأسهل.

يتم تفعيل عمل BEVOL التي تضم 26 ألف مشترك من 150 دولة في العالم، وتشارك فيها 770 مؤسسة غير ربحية من دول عديدة، و220 شركة ربحية، من خلال 9 موظفين، بحسب مدير المنصة.

ويرى الحراكي أن اختياره ضمن قائمة المئة شخصية عربية الأكثر تأثيراً في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2019، هو ثمرة لنجاح BEVOL، وهذا الأمر سيكون دافعاً لتطوير المنصة، وبالفعل هناك تحديثات جديدة ستكون مع بداية انطلاق المنصة رسمياً والتي ستكون في بحر عام 2020، آملاً أن يتم اختياره كأكثر شخصيات مؤثرة في العالم عن قريب.

تجارب مع BEVOL

من جهته يعتبر محمد الحسن، أحد المتطوعين في BEVOL، أن هذه المنصة ذات فائدة بعيدة المدى، خاصة أنها تمكن المشترك فيها من الحصول على شهادة خبرة، يمكن أن يقدمها لأي جهة يتقدم للعمل فيها.

ويتابع الحسن "ما جذبني إلى BEVOL أنها منصة تفاعلية في مجال العمل التطوعي ويمكن الحصول من خلالها على فرصة عمل جيدة، إضافة إلى وجود حوافز سواء من حيث التوثيق وحصولي على شهادة بعملي التطوعي الذي قدمته، إضافة الى التقدير المجتمعي والذاتي الذي سأشعر به"

ويشيد الحسن بالخصومات التي تخصصها الشركات الربحية للمتطوعين في المنصة، والتي تمكن الشباب من الحصول على حسوم كبيرة لا سيما في مجال الجامعات.

ويستطرد "لقد اشتركت في BEVOL من خلال تصفحي على الإنترنت، أعجبتني فكرة التطوع واكتساب الخبرات، ومن ثم أخبرت أصدقائي عنها وشجعتهم للاشتراك بها، فهي قد تفتح لنا آفاقاً للعمل في مؤسسات لم نكن نتوقع أن نعمل بها".