نشر شاب سوري مجموعة من الصور توثق دمار منزله الواقع بمنطقة التضامن في العاصمة دمشق، وما تعرض له من سرقة ونهب طوال سنوات الحرب.
ووثق الشاب مجد ناصر في مجموعة صور نشرها على حسابه في موقع فيس بوك بقايا منزله المدمر و"المعفّش" في حي التضامن بدمشق حيث ولد وترعرع، مشيراً إلى أن من وصفهم بـ"اللصوص والمجرمين" سرقوا كل شيء عدا "خمس ليرات معدنية" بقيت في المنزل.
وقال معلقاً: "آخر زيارة لي إليه منذ 11 عاماً واليوم لم أتعرف عليه"، وأضاف: "لربّما لا تعني تلك الخمس ليرات للّصوص والمجرمين شيئاً لكنّها كانت طفولتي.. أمّا نجمة الخمس حدود تلك فكانت قلب العائلة".
وعبّر عن تأثره بمشاهد الدمار بمنزل طفولته وما حلّ به من سرقة وهدم فقال: "بصراحة لم تؤثر بي رؤية أربعة طوابق تساوي مليارات الليرات متحطمة ومسروقة بالكامل، بقدر ما أثرت بي رؤية تلك الشظايا والرصاصات التي يغطيها الصدأ على السطح".
وختم منشوره بالتأكيد على "هول" ما شهده حي التضامن خلال السنوات الماضية، وبأن ما عاشه الأهالي "جرح لن يشفى"، وفقاً لتعبيره.
دمار وسرقة حي التضامن على يد قوات النظام
وتعرض حي التضامن الدمشقي حاله كحالي مختلف المناطق السورية للدمار والسرقة على يد قوات النظام وميليشياته، حيث هجر النظام السوري الأهالي خلال السنوات الماضية ومنعهم لاحقاً من العودة قبل "انتهاء تصنيف صلاحية منازل الحي" وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي عام 2020، سمح النظام السوري لمجموعة محدودة من الأهالي بالعودة إلى منازلها بشروط محددة.
وفي وقت سابق، أكد رئيس لجنة المسح التابعة للنظام فيصل سرور، أنّ 2500 منزل فقط صالحة للسكن في حي التضامن من أصل 10 آلاف منزل تمت زيارته في الحي الذي يضم نحو 25 ألف منزل.
مجزرة التضامن
وكانت صحيفة "غارديان" البريطانية قد نشرت في شهر نيسان الماضي، تحقيقاً يتحدّث عن مجموعة من قوات النظام السوري أعدمت 41 مدنياً بينهم نساء وأطفال، في 16 من نيسان 2013، ورمتهم في حفرة بحي التضامن، قبل إضرام النيران في جثثهم.
وذكر التحقيق، أنّ مقطع الفيديو عثر عليه عنصر في قوات النظام بعد إعطائه حاسوباً محمولاً لإصلاحه، فسرّب العنصر الفيديو إلى الناشطة السورية أنصار شحود والبرفيسور أوغور أوميت أوغور من مركز الهولوكوست والإبادة في جامعة أمستردام الهولندية، واستمرا بالعمل لمدة 3 سنوات في متابعة القصة والعثور على الشخص (أمجد يوسف) الذي يظهر وهو يقتل المدنيين ويحرق جثثهم.
وبحسب تحقيق "غارديان"، فإن ما جرى في حي التضامن جريمة حرب، نفّذها أحد أشهر فروع الاستخبارات التابعة للنظام السوري (الفرع 227 أو فرع المنطقة)، وهو فرع تابع للمخابرات العسكرية.