تفاقمت معاناة المهاجرين المحاصرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا خلال الشهر الماضي، مع تضييق واعتداءات مستمرة عليهم من قبل حرس الحدود، وحصرهم في بقعة جغرافية يُمنع الخروج منها.
وكالة رويترز قالت إن انقطاع الاتصال مع المهاجرين دفع كثيراً من ذويهم إلى التوجه نحو الحدود البولندية "على أمل مساعدة أحبائهم على الفرار من أعمال العنف التي تُرتكب بحقهم"، ومن بين هؤلاء "أبو إلياس" الذي انطلق من السويد نحو بولندا للبحث عن ابنته الطبيبة هيلدا نعمان (25 عاماً) المحاصرة على الحدود.
وقال "أبو إلياس" إن ابنته أمضت آخر 25 يوماً على الحدود "جائعة وعطشى وتتعافى من الضرب الذي تعرضت له على يد حرس الحدود البيلاروسي".
وأضاف أن ابنته "لا تستطيع المشي بعد الآن، تم نزع أظافرها. جاء البيلاروسيون ليلاً وضربوهم بعصا كهربائية وطلبوا منهم الذهاب إلى بولندا"، مشيراً إلى أنها بالكاد كانت تستطيع الاتصال به بعد أن فقدت هاتفها.
وذكر أن ابنته قالت له، في إحدى المرات القليلة التي تحدث بها معها، أن السلطات البيلاروسية تطلب من المهاجرين دفع نحو 100 دولار لشحن 20 بالمئة من بطاريات هواتفهم فقط.
وبيّن "أبو إلياس" أن الشرطة البولندية أعادت ابنته ومهاجرين آخرين إلى بيلاروسيا مراراً وتكراراً، "إنها هنا، على بعد 40 كيلومتراً، يلعبون معنا، بولندا لا تسمح لهم بالدخول والأخرى (بيلاروسيا) لا تسمح لهم بالعودة، إنهم ليسوا بشراً، إنهم وحوش، وحوش، وحوش".
وتابع: "أنا ميت، ليس لدي أي عاطفة، أنا شخص ميت. إنهم يلعبون ضد بعضهم البعض، ذهاباً وإياباً، ومن الوقود؟ هؤلاء الناس، هؤلاء الفقراء".
أزمة اللاجئين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا
ويحاول العديد من طالبي اللجوء عبور الحدود البيلاروسية لدخول بولندا، حيث يوجد حالياً نحو 4000 طالب لجوء على حدود البلدين.
ووفق الاتحاد الأوروبي، حاول 7935 شخصاً دخول دول الاتحاد عبر حدوده مع بيلاروسيا خلال العام الجاري، في حين يتهم الاتحاد الأوروبي، رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، بتنسيق وصول موجة المهاجرين إلى أوروبا، وذلك رداً على العقوبات الأوروبية التي فُرضت على بلاده بعد "القمع" الذي مارسه نظامه بحق المعارضة.
ويحاول مئات المهاجرين العبور من بيلاروسيا إلى بولندا منذ أشهر، لكن التوتر ازداد الأسبوع الماضي بعدما صد حرس الحدود في بولندا محاولة منسقة للقيام بذلك.