توجه مئات السوريين إلى رواندا البلد الأفريقي ضمن الهجرة المكثفة التي تشهدها سوريا، منذ أكثر من عشر سنوات بسبب الحرب والأزمات الاقتصادية المتتابعة التي تعاني منها مناطق سيطرة النظام السوري على وجه الخصوص.
وقال موقع "صوت العاصمة" المحلي إن مئات من السوريين سافروا إلى رواندا شرق أفريقيا في الآونة الأخيرة، بعدما ضاقت بهم الحياة في سوريا وأُغلقت أمامهم معظم بوابات اللجوء والعمل.
وتسمح رواندا للقادمين إليها بدخول البلاد والإقامة فيها لمدة 90 يوماً من دون الحاجة إلى تأشيرة سفر، ويستطيع الوافد فيها التقدم بطلب إقامة حرة أو عمل أو دراسة أو علاج وحتى كلاجئ من دون إجراءات معقدة.
ونقل الموقع عن أحد السوريين الواصلين من دمشق إلى رواندا، قوله إن متوسط الأجور في البلاد بين 300 -500 دولار أميركي، مشيراً إلى إمكانية الحصول على الجنسية الرواندية بعد الإقامة لعدد محدد من السنوات.
ونصح المصدر بعدم التقدم بطلب الإقامة كلاجئ في رواندا لأن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تمنع الدولة من تشغيل اللاجئين إلا بعد إخضاعهم لبرامج التأهيل المتفق عليها بين المفوضية والدولة المضيفة، مما يستغرق عدة أشهر أو سنوات يمكن للمقيم بصفة عامل خلال تلك الفترة أن يوفر فرصة عمل لنفسه أو يبدأ بمشروعه الخاص.
وعن فرص العمل والأجور التي يتقاضاها العمال، قال المصدر إنّ متوسط الأجور للعاملين في قطاعات الإنشاءات والمصانع والمطاعم وقطاعات السياحة والترجمة تتراوح بين 300 و500 دولار أميركي، في حين تصل مرتبات الحاصلين على شهادات جامعية إلى 800 دولار أو أكثر بحسب درجة الخبرة ومدة العمل.
ونقل الموقع عن صاحب مطعم صغير لتحضير الوجبات السريعة في عاصمة راوندا كيجالي قوله إن تكاليف المعيشة تتراوح بين 100 و200 دولار أميركي يضاف إليها 150 دولاراً أجرة استوديو سكني أو أجرة منزل صغير بنحو 200 دولار.
شروط الحصول على الجنسية الرواندية
ويحق للمقيم بالدولة الأفريقية أكثر من خمس سنوات التقدم للحصول على الجنسية الرواندية، شرط أن يكون المتقدم عضوًا منتجًا بالمجتمع، ويجيد اللغة الرواندية ويجتاز اختبار المواطنة، وأن يكون لديه خلفية عن التاريخ الرواندي وأن لا يكون لديه أي عقوبة جنائية، إضافة إلى بعض الإجراءات الروتينية، بحسب ما أورده "صوت العاصمة".
بريطانيا ترحّل طالبي اللجوء إلى رواندا
وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون أعلن في نيسان الماضي أن بعض المهاجرين الذين وصلوا من دون "ترخيص" سيتم إرسالهم إلى رواندا حيث ستجري هناك معالجة طلبات لجوئهم، وسيعرض على من فشلت محاولاتهم في تقديم طلب لجوء في رواندا فرصة للتقديم من أجل الحصول على تأشيرات للسفر عبر طرق أخرى للهجرة في حال رغبتهم في العودة إلى بريطانيا.
بيد أن سياسة جونسون قوبلت بانتقادات واستنكار كبير من قبل شريحة واسعة من السياسيين والجمعيات الخيرية والمنظمات الحقوقية، ومن المتوقع لها أن تخلف آثاراً كبيرة على الفارين من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بسبب القمع والاضطهاد.
إلا أن جونسون رد على تلك الانتقادات بقوله: "لا يمكننا الإبقاء على نظام مواز مخالف للقانون، إذ قد نتعاطف ونشفق عليهم إلى أبعد الحدود، إلا أن قدرتنا الاستيعابية على مساعدة هؤلاء الأشخاص ليست كذلك".