حصل عدد من اللاجئين السوريين في هولندا على لقب "أفضل القادمين الجدد" للعام 2024.
وأُقيمت النسخة الثالثة من المسابقة في العاصمة الهولندية أمستردام، يوم الأحد الفائت، بحضور المرشحين والعديد من الهولنديين بينهم عضو المجلس المحلي في بلدية أمستردام من أصول مغربية السياسية ثريا ملياني.
وجوائز الفائزين قدّمها الصحفي وصانع الأفلام الوثائقية سنان جان، والإعلامية الهولندية رجا فيلغاتا، وسيدة الأعمال نادية الزروالي.
وتهدف المسابقة التي بدأ تنظيمها لأوّل مرة، شهر كانون الأول 2021، لترويج قصص إيجابية عن اللاجئين في الدولة الأوروبية، بحسب موقع منظمة "أفضل قادم جديد" غير الربحية.
"أفضل القادمين الجدد"
عن فئة "رواد الأعمال"، فازت اللاجئة السورية هناء مكية (29 عاماً) بلقب "أفضل قادمة جديدة"، وعبّرت عن سعادتها بالحصول على اللقب قائلةً: "أنا فخورة بنفسي".
ونصحت اللاجئة السورية كلّ القادمين الجدد إلى هولندا بإعداد خطط لحياتهم ومواصلة العمل والمثابرة بجدية لتحقيق تلك الخطط.
ودرست هناء التي وصلت إلى هولندا، عام 2015، كمساعدة طبيب وعملت في عيادة "فان دير ليندن"، كما أسّست شركتها الخاصة "Bee Candy Shop" لبيع العسل الطبيعي بمختلف أنواعه مثل العسل مع نبات الجينسينغ أو العسل مع المكسرات أو العسل مع الزنجبيل، مع إلهام كثيرين بوصفات لذيذة، مثل كيفية صنع البقلاوة وتحظى منتجاتها بتقييمات جيدة.
وعن فئة المبدعين فاز بلقب "أفضل قادم جديد"، المصوّر الصحفي السوري منيب تيم، الذي يصنع قصصاً صحفية مصوّرة يركز خلالها على القضايا الاجتماعية.
وبدأ منيب حياته المهنية في سن الثانية عشرة كمصور فوتوغرافي علّم نفسه بنفسه، مستخدماً معدات شقيقه الصحفي الذي قضى في سوريا إثر قصف للنظام السوري.
وكان منيب ناشطاً صحفياً، عام 2014، حيث غطّى الأوضاع تحت الحصار في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ثم غطّاها في إدلب وحلب، كما وثّق يوميات الحرب.
وحصل اللاجئ السوري سابقاً على العديد من الجوائز الأوروبية واستخدمت عدد من وسائل الإعلام العالمية والهولندية صوره، كما شاركت أعماله في عدة معارض حول العالم كمعرض روما الدولي للفنون في إيطاليا، عام 2023، ومعرض آخر في ألمانيا.
أما عن "فئة الرياضة"، فقد فازت اللاجئة السورية منى داهوك (28 عاماً) التي وصلت إلى هولندا، عام 2019، وبدأت منى ممارستها رياضة الجودو في دمشق عندما كانت في السادسة من عمرها، وكان والدها هو مدربها.
وبعد وفاة والدها خلال الحرب في سوريا، قرّرت منى اللجوء إلى هولندا، وعقب وصولها، واصلت شغفها حيث كانت جزءاً من فريق اللاجئين التابع للاتحاد الدولي للجودو، خلال سباق الجائزة الكبرى في بودابست لعام 2019.
كذلك شاركت اللاجئة السورية في العديد من البطولات الأوروبية، ومؤخراً شاركت ضمن الفريق الأولمبي للاجئين خلال دورة الألعاب الأولمبية 2020 في العاصمة اليابانية طوكيو، كما درست التربية البدنية في هولندا، وهي من خرّيجي المعهد المصرفي التجاري في سوريا.
وعن "فئة النجوم" فازت مجموعة لاجئين أنشؤوا منصة "RefugeeHelp" التي توفّر للقادمين الجدد معلومات مفيدة وموثوقة بلغتهم كي يتمكنوا من العثور على طريقهم إلى هولندا بشكل سريع.
وتوفّر المنصة معلومات حول الاندماج والرعاية الصحية والمسائل القانونية والتعليم، ويتكون الفريق من هادي حسن ودانا فلوح ومجد شيخ وجلال نجار.
وبالإضافة إلى المعلومات، تقدّم المنصة محتوى اجتماعياً يربط "القادمين القدامى" مع "الوافدين الجدد" ويشاركون فيها قصص نجاحهم، ويعملون على تصوير اسكتشات كوميدية وصناعة "بودكاست".
بالنسبة للقب أفضل قادم جديد بالنسبة لـ"فئة التكنلوجيا" فقد فازت به اللاجئة الأفغانية شفيقة بويا، في حين فازت اللاجئان السودانيان عبد ورانيا باللقب عن "فئة الطعام".
أكثر من 8600 صوتوا للمتنافسين
وتقدّم للفوز باللقب 25 مرشحاً معظمهم سوريون ومقسمون إلى فئات: المبدعون، رواد الأعمال، الطعام، التكنولوجيا، النجوم والرياضة.
وفي شهر كانون الثاني الفائت، جرى التصويت للوافدين الجدد "الملهمين"، وصوت للمتسابقين ما مجموعه 8,671 شخصاً، وكان الوافد الجديد الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في كل فئة هو "الفائز".
والعام الفائت، أقيمت النسخة الثانية من المسابقة وفاز حينذاك أربعة سوريين عن فئات مختلفة هم: اللاجئة السورية تيسار إيسكريه عن "فئة النجوم"، ومهاب الكاتمة عن "فئة التكنولوجيا"، وزينة عبود عن فئة "ريادة الأعمال"، وإسلام رياشي عن "فئة الطبخ".
ومنذ العام 2011، وصل آلاف السوريين إلى هولندا بحثاً عن مستقبل لهم ولأطفالهم، ويقدّر عددهم بنحو 150 ألفاً، حصل معظمهم على الجنسية الهولندية، في حين ينتظر البقية الحصول عليها بعد استيفاء الشروط اللازمة وأبرزها: تعلّم اللغة الهولندية وإقامتهم لمدة خمسة أعوام.