وصل سعر بطاقة اليانصيب إصدار رأس السنة 2021 إلى 7000 ليرة سورية في دمشق، مع اقتراب موعد السحب. في حين شهد الإقبال على شراء البطاقات تزايداً كبيراً مقارنة مع العام الماضي بحسب أحد الباعة في شارع الثورة، الذي أرجع ذلك إلى زيادة نسبة الفقر وانعدام أفق إيجاد حلول مالية للأسر الفقيرة المنهكة نتيجة تراكم ديونها وتدهور وضعها المادي.
وأكد البائع الذي باع كل ما لديه من بطاقات منذ الأسبوع الماضي، ويعمل الآن بالسوق السوداء، أن "العام الحالي شهد إقبالاً كثيفاً من المواطنين حيث نفدت البطاقات مبكراً، وبتنا نشتري ونبيع من بعض الذين اشتروا أكثر من بطاقة مبكراً ليتاجروا بها لاحقاً".
وتابع "هناك من اشترى أكثر من بطاقة أو حتى دفاتر كاملة بسعر 2500 ليقوموا ببيعها قبل السحب بأسبوع بسعر مرتفع حيث يتراوح السعر اليوم بين 5000 – 7000 ليرة سورية للبطاقة، أي أن الرغبة بالمتاجرة بأوراق اليانصيب والتربح بشكل سريع منها نتيجة انعدام مصادر الدخل، رفع من سعرها إلى مستوى قياسي هذا العام.
وأضاف "عادة يرتفع سعر البطاقة في هذه الأوقات نحو 1000 – 1500 ليرة، بينما ارتفعت هذا العام بين 2500 – 4500 ليرة سورية".
اقرأ أيضا: دمشق القديمة.. عمق حضاري وحاضر مُنفلت
الربح المضمون
بدوره قال أبو عدنان وهو في الـ60 من عمره، إنه اشترى 3 بطاقات بسعر 2500 للواحدة،ـ وباع اثنتين بسعر 6 آلاف للواحدة، وبقيت لديه واحدة فقط، مشيراً إلى أنه احتفظ بها ليستمتع فقط بالأحلام التي ترافقه حتى تاريخ السحوبات، بينما ضمن أنه حقق ربحاً مسبقاً عندما باع البطاقتين بسعر 5 بطاقات تقريباً.
بدوره، قال سامر وهو موظف حكومي في البلدية (عامل نظافة)، إنه اشترى بطاقة كما كل عام، لكنه اضطر لبيع نصفها بسعر 3500 مؤخراً لأنه اضطر لمبلغ مالي، حيث استطاع إرجاع ثمن البطاقة كاملة مع مربح 1000 ليرة، وبقي لديه نصف بطاقة.
"أشتري أحلاما"
وتابع "أشتري أحلاماً فقط، هو شعور جميل أن أتخيل أنني اشتريت منزلاً خاصاً وسيارة بدلاً من عربة القمامة التي أجرها يومياً، أو أنني أعمل عملاً خاصاً يدرّ علي الأرباح ويجعلني أعيش حياة كريمة مع عائلتي، ففي كل عام أدفع ثمن أحلامي فقط، ومن 10 أعوام لم أربح ولا واحدة منها ولا حتى جائزة ترضية".
اقرأ أيضا: عرض أزياء في دمشق مستوحى من "الأزمة" (صور)
ليس إقبال بعض المواطنين على بيع ما سحبوه بالسعر الرسمي في السوق السوداء وتحقيق شيء من الربح هو سبب ارتفاع ثمن البطاقات مؤخراً، وإنما الباعة المعتمدون أيضاً، الذين يقومون باحتكار بعض الأوراق أو الدفاتر لبيعها قبل رأس السنة بأيام بأسعار مرتفعة يتحكمون بها، بحسب ما أكده بعض الباعة الجوالين.
مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام، أكد انتشار ظاهر السوق السوداء لبطاقات اليانصيب بشكل كبير هذا العام، مشيراً إلى قيام بعض الباعة الموسميين غير المرخصين بشراء دفاتر كاملة ومن محافظات مختلفة لبيعها قبل السحب بأيام وتحقيق مرابح معينة.
اقرأ أيضا: أكثر من 80 ألف ليرة سورية كلفة تشغيل ضوءين وراوتر في دمشق
83 ألف دولار
وأشار إلى أن الشكاوى التي ترد إلى الوزارة بهذه الخصوص قليلة، لأن الشاري غالباً يعلم أنه يشتري من السوق السوداء، وأن البطاقات إما نفدت أو تعرضت للاحتكار من قبل البعض.
وأكدت مديرية يانصيب معرض دمشق الدولي عبر صفحتها على فيس بوك، أن إصدار رأس السنة الأول رقم (1) ليانصيب معرض دمشق الدولي 2021 ستكون جائزته الكبرى 250 مليون ل.س، وإجمالي قيمة الجوائز 923 مليون ل.س، وعدد جوائز الإصدار 189 ألف جائزة.
بينما حددت المديرية سعر بطاقة اليانصيب لإصدار رأس السنة بـ2500 ليرة سورية فقط، على أن يكون تاريخ السحب في الخامس من كانون الثاني 2021 القادم.
اقرأ أيضا: أسعار الأسماك في سوريا ترتفع 400%
وتساوي الجائزة الكبرى نحو 83.3 ألف دولار بسعر السوق السوداء، وهي تكفي لشراء منزل في مناطق شعبية وسيارة جيدة، بينما لا تكفي لتجعل شخصاً فقيراً فاحش الثراء كما يتخيل البعض.