كشفت منظمة "مراسلون بلا حدود" في مؤشرها العالمي لحرية الصحافة للعام 2022، عن "زيادة مضاعفة في الاستقطاب الإعلامي المضخّم بفوضى المعلومات، الذي يغذي الانقسامات داخل البلدان، فضلاً عن الاستقطاب بين الدول".
وجاءت سوريا في مؤشر المنظمة، الذي يضم 180 دولة في المرتبة 171، متقدمة بمرتبتين عن تصنيف العام 2021، قبل العراق وكوبا وفيتنام والصين وميانمار وإيران وإريتريا وكوريا الشمالية.
تسلط النسخة العشرون من التصنيف العالمي لحرية الصحافة الضوء على الاستقطاب المزدوج الذي بات يطغى على المشهد الإعلامي العالق في متاهة الفوضى: ذلك أن العالم أضحى يرزح بين مطرقة الاستقطاب الإعلامي الذي ينخر المجتمعات من الداخل وسندان الاستقطاب السائد بين الدول على المستوى العالمي.
— مراسلون بلا حدود (@RSF_ar) May 3, 2022
وقالت المنظمة، إن الصحفيين السوريين "يُحرمون من الوصول إلى أجزاء كاملة من البلاد، ووسائل الإعلام مغلقة أمام التعددية وتنشر الفكر البعثي"، مشيرة إلى أن ذلك "دفع بالعديد من الصحفيين إلى المنفى".
وعن الانتهاكات بحق الصحفيين السوريين، أكدت "مراسلون بلا حدود" أنها تشمل "الاعتقال والخطف والتعذيب والاغتيالات"، مشيرة إلى أنه كثيراً ما يُجبر الصحفيون السوريون على النفي لتجنب سوء المعاملة أو الموت".
وأوضحت أن حكومة النظام "تبث عبر ثلاث وسائل إعلام، إذاعية وتلفزيونية ووسائل مطبوعة، وجميعها تبث دعاية للدولة"، مضيفة أن "الشبكات الاجتماعية الأداة الرئيسية لوصول المعلومات؛ إذ من الصعب التحكم بمحتواها، على الرغم من الرقابة عليها".
وأشارت "مراسلون بلا حدود" إلى أن "نحو ثلث الإعلام المستقل والمعارض حالياً موجود في المنفى".
تمويل وسائل الإعلام
وفيما يتعلق بتمويل وسائل الإعلام السورية، قالت المنظمة إن النظام السوري ومقربين منه يموّلون معظم وسائل الإعلام في مناطق سيطرته.
ولفتت إلى أن العقوبات المفروضة على النظام السوري تؤثر على قطاعاته السمعية والبصرية كبقية القطاعات، ما يجعل الصحفيين السوريين يجدون أنفسهم بلا نشاط إذا لم يحصلوا على الاعتماد".
أما وسائل الإعلام في المنفى، فقالت "مراسلون بلا حدود" إن تمويلها "يرجع إلى مثابرة الصحفيين الذين يريدون الاستمرار في تغطية الوضع في سوريا بحرية كاملة".