"سوريا الحرائق - ملحمة سين"
/اللّوح الأول- حين بحرٍ وجبل وبيداء/
كان في البدء اسمها "سـين..." (تشوّهات في النص)
للبحر ووجهها المتعب سرابٌ واحد
تغرق فيهما ملايين النوارس
فأبقى معلّقاً بين عينها وزرقتهْ
(س)..
عشقٌ على جنبات الغيمْ
زهرٌ في طلوع الصحارى الغانياتِ
وهبوب السنينْ..
العشق جرحٌ على حنايا الأجساد
وشمٌ إن هَبّ للعناق يناجي "سيــــن..."
لعينها جوع الأغنيات والشهوة الكبرى
كروم من النهود الغافيات
تمتصني حتى الزوال
تنثرني صوراً للوقت والمكان
(س)...
حين تُسلّم الجسدَ ـ الأمَّ
وحين تحلّق حتى الجذور
تتقمصني حيث لا شعور إلا بها
وباللمسات الفارغة..
تمتشقني من قرار الرغبة
إلى اللذة العارمة
تُفرغني من قمّتي لأغوص فيها
أنا التائه في ظلها
وأنوثتها الغابرة..
(س).. (تشوهات في النص)
هبوب جسدها المشتعل
في انعدام الجاذبية
يلتصق في متاهات التعبد..
وركوع قبلاتها على ربعي الخالي
رسمٌ للنياشين..
***
/اللوح الثاني – الخراب وشتات الفرات/
...(تشوهات في النص)
للموت ووجهها المحمول على ناصية الزمان
ألقي بذكراي وأمضي..
لنيسان والزهر المُحمّل ببقايا الخصب التموزي
أخطُّ طريقاً للخلود
فوق جنبات الفرات
وأسلّم الروحَ المخضّبة باسمها إليها
وأمضي..
للألق الضائع
والبنفسج الزائف
وللعيون المكدسة برائحة الأفول
أعلّق سراج خاتمتي وأمضي..
(س)..
الأيقونة الثكلى
والدرب السجين..
عمر الأغنيات الغافيات..
سنابل أرضنا العطشى
والأفق الحزين..
صوت الجسور المتكسرة
وانهزام العصور..
تلف بكفرها كَونَ التائبين..
تبني على المجد قروحاً للهَدادْ
"سين".... عنوان الشياطين!
***
/اللوح الثالث- سِفر العالم السفلي/
...(تشوّهات في النص)
دعي القبور تعري نفسها
وتسكب فيكِ ريحها الآسنة
وانطلقي لتنشري بيانات السفك
على أوردة العشق
فأنا القطرة الأولى التي ذُبحت
وأنا البداية.. والنهاية
وأنت.. خاتمة الرواية
(س)..
سفح التراتيل البالية
دورة الخريف المتعثر
(سين) أكاذيب الأولين.. والآخرين!
***
اللوح الرابع:
الرحيل الطلق هنــــــــــــــاك
بعيداً عن بوابتها
يكرس معنى الهبوط إلى جحيمها
وإلى الحرية المقيدة..
(س)..
عبابُ المنفى الأزلي
عدمٌ في عالم الوجود..
اصفرارٌ لربيع الكلمات ونِسيانُ الورود..
حنظلٌ في أرض اليباس
وكومةُ شوكٍ
على جرح الياسمين..
(س)..
خصلات شعرها
أرجوحة لأبالسة الأرض والسماء..
أجساد لرؤوس مقطعة
تنزف أمطاراً من الوباء..
(س)..
ساحات الحروب المبعثرة
دوّامة القبور..
غِربانٌ تحوم على موتها
جموعٌ تسأل النشور
تَخطّ دربَ الغائبين..
(س)..
مراكبُ الرماد المتفسخة
موانئُ الضياع
بحورُ الآلهة الضّالة
جوعُ الشراع..
ترافق نحيبَ الليلِ لتمحو الضياء
وتَجرّ خيوطَ الهزيمة للفناء
(سين....) مِنَ الضّالين.