"سلالة العجاج" بعنوانها الرئيس، وعنوانها الفرعي "وسم البدو وأنا، النهايات والساعة الإضافية"، هي سيرة مقاربة، تحرثُ في منطقة بكر وشفوية بدوية، وتكاد تكون وثيقة نفسية وإثنوغرافية لواقعِ حال في تلك الأماكن التي يتناهبها الغبار وحكايا الجنيات وأخبار الفرسان في زمن اقتتال القبائل.
يتم كلّ ذلك عن طريق لغة مكثّفة أقرب إلى لغة النصّ منها إلى لغة الراوي، ولكن في الوقت ذاته ثمة خطّان دراميان يتوازيان، الأول قصة هدار وسم البدو الضاربة في تاريخ مضى، قصة حبّ تنتهي بالقتل، والثاني قصة السارد/ المؤلف الذي يجد في نفسه قرينا لبطل قصته أو امتدادا بيولوجيا لسيرته، وهو بهذه المزاوجة بين الشخصيتين يتنقّل بقصصه ومروياته بين عالمين: بدوي محكوم بالغبار والتاريخ الشفهي لأناس لهم خصوصيتهم، وحضري يتمثل في الانتقال الصارخ إلى أرض مغايرة بطبيعتها ولغة أهلها وثقافتهم.
"سلالةُ العجاج" والتي صدرت طبعتها الأولى عن" المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت، وبما يقارب مئتي صفحة، وبعناوين داخلية، استطاعت تجزئة الحكاية إلى لوحات ومشاهد، تتماسك حيناً، وتتفارق حيناً آخر، لتشكلَ في النهاية سيرةً مقاربةً، في محاولة لتجنيس العمل قريباً من الراوية كما يظهرُ على غلافِ الكتاب.
والعمل الجديد للشاعر والناقد محمد المطرود، لا يكاد يخرجُ عن خطّ سيره المائل إلى اللغة إلى حد التشكيك بها وتجاوزها، سواء في كتبه الشعرية أو تلك السردية تحت مسمّى: "نصوص"، وكذلك تلك الروح التي تنتمي إلى البداوةِ بمفرداتها ومناخاتها.
عن المؤلف
محمد المطرود: شاعر وناقد سوري يكتب في الصحافة الثقافية العربية. مؤسس ومدير (جماعة حالة) للثقافة والأدب والإعلام.
يقيم في ألمانيا بعد تحصّله منحة هاينريش بول الثقافية عام 2013.
-
الكتب الشعرية:
ثمار العاصفة. 1997- سيرة بئر 2005- ما يقولهُ الولد الهاذي 2009- أسفل ومنتصف الحياة (مشترك مع الشاعر أديب حسن محمد) عام 2012- اسمه أحمد وظله النار 2014.
-
كتب نقدية ومقالات:
- الحساسية الجديدة في الشعر السوري 2011
- كتاب (أرباب أرضيون/ ارتكابات في الثقافة واللجوء والعطب) 2019
-
كتب سرد:
- آلام ذئب الجنوب2019
-
مساهمات مترجمة،
- كتاب سوريا نظرة من الداخل إعداد وترجمة الصحفية والمستشرقة الألمانية لاريسا بندر
- في أنطولوجيا شعرية بالإيطالية إعداد وترجمة د. كاصد محمد
- أنطولوجيا بالألمانية، صدرت عن مؤسسة بيت الفنانين إدنكوبين، ترجمة محمود حسنين وهانز تيل