icon
التغطية الحية

سفينة من طرطوس محملة بنترات الأمونيوم تُقلق موانئ أوروبا

2024.09.26 | 17:05 دمشق

آخر تحديث: 26.09.2024 | 17:05 دمشق

سفينة الشحن "روبي"
سفينة الشحن "روبي"
The Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

قبالة ساحل كينت بالمملكة المتحدة ترسو سفينة تابعة لروسيا محملة بأسمدة تحتوي على مواد متفجرة قدرتها التفجيرية أقوى بسبع مرات من تلك المواد التي تسببت بانفجار مرفأ بيروت المدمر، وذلك بعد أن منعت من دخول مرافئ أخرى لاعتبارات ومخاوف تتعلق بالسلامة.

تعرف هذه السفينة باسم روبي وهي سفينة شحن ترفع علم مالطا وتحمل 20 ألف طن من سماد نترات الأمونيوم، وقد قدمت من أحد موانئ روسيا، لكن طُلب منها مغادرة ميناء ترومسو النرويجي كما استبعدت من المياه الإقليمية الدنماركية.

واليوم، ترسو هذه السفينة خارج المياه الإقليمية البريطانية شمالي منطقة مارغيت، ويبدو أنها تنتظر الإذن لدخول مضيق دوفر، كما أنها تتحرك بمساعدة قاطرة بحرية.

بحثت هذه السفينة عن مرفأ لترسو فيه بهدف الخضوع لإصلاحات، بما أن هيكلها تصدع إثر جنوحها في وقت سابق.

لا أحد يريد "روبي" ولا يمكن لأحد التخلص منها

ولدى السؤال عن سبب عدم تلقي السفينة لأوامر بالعودة إلى روسيا، يجيب ينس وينزل كريستوفرسن وهو محلل متخصص بشؤون الدفاع لدى مركز تحليل الدفاع النرويجي وضابط بحرية سابق بأن الوضع السيء للسفينة والشحنة التي تحملها يمثلان خطراً كبيراً على البيئة، وهذا ما دفعه للتصريح عبر الإعلام الدنماركي بالقول: "هنا يحق للمرء أن يتساءل عن المبررات التي سمحت بإبحار السفينة أصلاً، وهنالك أسباب متعددة لذلك، بما أن هيكلها يعاني من صدوع كثيرة، وثمة مشكلات في دفة القيادة لديها، أي لم يعد بوسعها أن تبحر وحدها، ولهذا لابد من سحبها، أي إنها سفينة لم يعد أي أحد يريدها، وليس بمقدور أي أحد التخلص منها".

واليوم، تقف روبي على مسافة ثلاثة كيلومترات خارج المياه الإقليمية البريطانية، شمالي مارغيت وشرقي مصب نهر التايمز، وحتى تدخل مضيق دوفر وتواصل رحلتها المعلن عنها إلى مالطا، يتعين عليها أن تبلغ السلطات عن مكان وجودها، ووضعها، وعن الشحنة التي تشتمل على مواد خطيرة التي تحملها.

في عام 2020، تسبب 2750 طناً فقط من هذا السماد بتفجير مرفأ بيروت بلبنان، ما أسفر عن مقتل 218 شخصاً وجرح أكثر من سبعة آلاف آخرين.

وعلى الرغم من أن وجهة هذه السفينة هي مالطا بحسب بيانات التعقب البحري، صرح للصحافة أحد الناطقين باسم وزارة النقل بمالطا بأن السفينة لن يسمح لها بدخول المياه الإقليمية المالطية من دون إفراغ شحنتها من نترات الأمونيوم.

غير أن القاطرة التي رافقت سفينة روبي من النرويج ترفع هي أيضاً علم مالطا.

عيوب ومخالفات قاتلة

وبالأصل، أبحرت السفينة من كاندالاكشا في شبه جزيرة كولا الروسية، ومن هناك حملت بالأسمدة كما تعرضت لحالة جنوح في المنطقة نفسها.

ثم لجأت لمدينة ترومسو النيرويجية بهدف الخضوع لإصلاحات، فعثرت السلطات إثر عملية تفتيش لها على ستة عيوب فيها بينها تصدعات في هيكلها، ووقود مخالف للقانون، ومشكلات عديدة تهدد السلامة، ووثائق منتهية الصلاحية لطاقمها، كما جرى الإبلاغ عن وجود مشكلات في محركها ودفة القيادة.

غير أن السلطات في ترومسو نقلت السفينة من مرساها بالقرب من مشفى وجامعة مهمين، بسبب مخاوف تتصل بشحنتها المتفجرة التي تمثل خطراً يهدد المدينة، ومنذ ذلك الحين، أبحرت نحو الجنوب ورست بشكل مؤقت بالقرب من قاعدة أندويا الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي.

وعندما طلبت الإذن بالتوجه نحو كليبيدا في ليتوانيا من أجل الخضوع لعمليات إصلاح، أعلن وزير الخارجية الليتواني غابرييليوس لاندسبيرجيس عن عدم وجود أي دليل حالياً على أي تصرف خبيث أبدته السفينة، وأضاف: "لكننا عندما نتعامل مع روسيا أو غيرها من العناصر الفاعلة الدولية التي لا تعاملنا بمودة أو صداقة، فإننا نبقي هذا الاحتمال في ذهننا على الدوام، أي بمعنى أصح، علينا أن نكون على استعداد أكبر، وأن نتجهز بشكل أفضل، وأن نتحلى بحيطة أكبر مما نفعله عندما نتعاطى مع أي دولة أخرى".

هذا ولقد أعلنت السلطات الليتوانية بأن السفينة لا يمكنها أن ترسو في ليتوانيا قبل أن تفرغ شحنتها من الأسمدة.

على الرغم من أن نترات الأمونيوم هي عبارة عن مواد متفجرة، إلا أن قدرتها الانفجارية أقل بكثير من قدرة مادة تي إن تي، كما أنها تحتاج إلى مادة محفزة قوية حتى تنفجر، ما يجعل عملية نقلها آمنة ومستقرة عموماً، إذ يقول دان كاسزيتا وهو خبير بشؤون الدفاع متخصص بالأسلحة الكيماوية: "تحتاج هذه المادة لوجود قدر كبير من الظروف الاستثنائية حتى تصبح خطيرة، وهذا ما حدث عندما خُزنت في ظل ظروف سيئة ببيروت إلى جانب مجموعة من الألعاب النارية".

لم تتضح خلفية سفينة الشحن هذه، إذ تعود ملكيتها لشركة تدير سفن الشحن مسجلة في دبي، ويبدو أنها تعمل في ميناء طرطوس السوري، كما تشير السجلات إلى أن شركة أخرى مسجلة في دبي لديها ما يربطها بروسيا قد استأجرت تلك السفينة.

في وقت سابق، حذر ناشطون من ناقلات النفط الروسية غير الصالحة للإبحار والتي تقطع مضيق دوفر، وذلك لأنها أوشكت على التسبب بأضرار بيئية تؤدي إلى خسارة المليارات من الجنيهات الإسترلينية، بما أن معظم تلك السفن لا تحقق المعايير الصناعية المطلوبة بالنسبة لنقل النفط، كما أنها تعمل على التهرب من العقوبات المفروضة على النفط الروسي الخام والالتفاف عليها، لكنها مع ذلك نفذت نحو 400 رحلة بحرية عبر بحر المانش خلال العام الماضي وحده.

هذا وقد جرى التواصل من أجل التعليق على الموضوع مع خفر السواحل البريطاني ووزارة الداخلية البريطانية، من دون التمكن من الحصول على أي رد منهما حتى الآن.

 

المصدر: The Times