icon
التغطية الحية

ساحات العيد العشوائية بدمشق.. استثمار من دون رقابة أو رسوم

2024.04.07 | 06:27 دمشق

ساحة العيد
يستثمر سوريون ساحات عشوائية في دمشق قبل عيد الفطر ـ إنترنت
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

"من يسبق ومن له سطوة أكبر"، هكذا رد أحد مستثمري ساحات العيد العشوائية في ركن الدين بدمشق، عند سؤاله عن كيفية توزيع الأراجيح في الساحة، وكيف يمكن لصاحب أرجوحة أن يحجز مساحة له. المستثمر الذي التقيناه لديه أكثر من 4 أراجيح بأشكال مختلفة في مساحة صغيرة بعشوائيات ركن الدين، لا يدفع عنها أي رسوم إشغال للبلدية ولا يترتب عليه أي شيء سوى الربح.

ويبلغ رسم الإشغال للألعاب في الساحات المرخصة 1500 ليرة عن كل متر مربع، وقالت محافظة دمشق مؤخراً، إنه سيكون هناك رقابة مشددة لمنع وضع أي ألعاب من دون ترخيص مع حجز الإشغالات غير المرخصة. لكن بحسب المستثمر أعلاه، فإن هذه التصريحات دورية للمحافظة ولا تطبق على أرض الواقع، ولو طبقت يدم دفع رشى للدوريات لغض البصر.

الحجز منذ أسبوع

بدأ هذا المستثمر الذي فضل عدم الإشارة لاسمه، منذ أسبوع بزرع أراجيحه في الساحة العشوائية، وبعدها بدأ أصحاب الأراجيح الآخرين بحجز أماكن لهم تباعاً على مبدأ "من يسبق ومن له سطوة أكبر". في تلك الساحات العشوائية المنتشرة بدمشق وأحيائها، رغم تحديد محافظة دمشق لساحات العيد الرسمية لا يوجد أي ضوابط وتعتبر الأرجوحة مشروعاً موسمياً لبعض الأسر وهو فرصة عمل تعود عليهم ببعض الأموال في أيام العيد، لكن هذا المشروع أيضاً رغم صغره بحاجة رأسمال بأكثر من مليوني ليرة.

تشارك راغب مع معتز ورغيد لشراء أرجوحة تتسع لأكثر من 20 طفل رغم أن محافظة دمشق منعت رسمياً الأراجيح التي تتسع لأكثر من 10 أشخاص. اشترى الثلاثة أرجوحة (سفينة) بسعر 5 ملايين ليرة أي نحو 1.66 مليون ليرة لكل واحد منهم، ومن المتوقع بحسب الشركاء الثلاثة أن تكون أجرة ركوب الأرجوحة 1500 ليرة، ما يعني 30 ألف في كل جولة.

عضو المكتب التنفيذي لدوائر الخدمات في محافظة دمشق عبد الغني عثمان، قال أخيرا لموقع أثر برس المقرب من النظام إن أجرة اللعب في ألعاب العيد يتم تحديدها حسب العرض والطلب فيتراوح سعرها بين 2000-2500 ليرة، على حد تعبيره.

وأكدت محافظة دمشق في قرارها الأخير، ضرورة توفر شروط السلامة والمتانة للألعاب ومنع الألعاب الكبيرة التي يزيد ارتفاعها أكثر من أربعة أمتار ونصف المتر وتتسع لأكثر من عشرة أشخاص والألعاب ذات الدورة الكاملة. لكن في الساحات العشوائية لا يوجد من ينظم أي من تلك المخالفات.

مكاسب ممتازة

بحسبة بسيطة، ولو استطاع الشركاء تأمين 30 جولة بكامل ركابها خلال اليوم الواحد في العيد فإن عائدهم اليومي سيكون 900 ألف ليرة لو كانت الأجرة 1500 ليرة، ولو كانت الأجرة 2000 ليرة (ستحدد في أول يوم بحسب ما تفرضه ظروف العيد والمنافسة في العشوائيات بحسب الشركاء)، ستكون مكاسبهم 1.2 مليون ليرة في اليوم، أي أنهم قادرين على استعادة رأسمالهم والبدء في الربح الصافي لو استمرت الأراجيح العمل 5 أيام، بينما تكون مكاسبهم صافية مئة في المئة في عيد الأضحى.

وأصدر المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق مؤخراً، قراراً تضمن الموافقة على منح تراخيص لألعاب الأطفال في الساحات المرخصة لمدة خمسة أيام فقط بدءاً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة مساء إضافة لتحديد أماكن تموضع الألعاب وعددها في كل ساحة خلال فترة عيد الفطر.

هناك أراجيح تتسع إلى ما بين 8 إلى 10 أطفال، تباع بين 2 إلى 2.5 مليون ليرة مستعملة، وأغلب مبيع هذه الأراجيح يكون من المستعمل، لأن أسعارها جديدة تكون الضعف تقريباً، تستطيع هذه الأراجيح إدخال بين 450 ألف ليرة و600 ألف ليرة في اليوم، ما يجعلها مشروعاً جاذباً في فترة الأعياد.

بعض الأراجيح الصغيرة المخصصة للأطفال دون سن 3 سنوات، تتسع لطفلين أو 4 كحد أقصى، وسعرها لا يتجاوز الـ700 ألف ليرة، وهي مناسبة لأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة جداً، وتحقق عائد جيد للأسر في العيد.

استثمارات متعددة برأسمال بسيط

من الاستثمارات الصغيرة في العيد، والتي يلجأ إليها البعض لتحقيق مكاسب موسمية بظل تدني الأجور في القطاع الخاص والعام، هي الفيشة، والتي تراوح سعرها مستعملة بين 1 – 1.5 مليون ليرة، وهي تحقق مكاسب يومية تصل إلى 500 ألف ليرة بعض الأحيان، وهذا النوع من الاستثمارات قد يستمر حتى بعد فترة العيد لو استطاع صاحبها تأمين مكان مناسب لا يزعج الجوار.

وفي استطلاع حول نوعية الاستثمارات في العيد، كان هناك بعض الأفكار التي لا تحتاج رأسمال أكثر من 100 ألف ليرة، وتحقق مرابحاً كبيرة قياساً برأسمالها، مثل لعبة السلك الموصول بجرس وبطاريات، يستخدم بها الطفل حلقة مفرغة يجب أن يمررها في السلك دون أن تلمسه حيث يرن الجرس حينها معلناً الخسارة. هذه اللعبة وصل سعرها في السوق إلى 100 ألف ليرة، ويمكن صناعتها بأدوات بسيطة بنصف التكلفة، يدفع الطفل مبلغ 500 ليرة ليلعب بها وفي حال ربح يحصل على 1000 ليرة، بحسب أحد الأشخاص الذين سيستثمرون بها، ويعتمد الربح بهذه اللعبة على عدد الأطفال الخاسرين.

بسطات الطعام هي أكثر أنواع الاستثمارات الصغيرة في العيد، منها بسطات البطاطا المقلية والأندومي والفول المسلوق والبليلة والترمس، وجميعها تنتشر بساحات العيد سواء المرخصة أو غير المرخصة، وغالباً تكون هذه البسطات غير مرخصة كونها تبيع أطعمة مكشوفة وهي ممنوعة.

وأكدت محافظة دمشق أنه تم تكليف مديرية دوائر الخدمات وبالتنسيق مع مديرية الشؤون الصحية للقيام بجولات لمكافحة الأطعمة المكشوفة.