خلال الأيام القليلة الماضية أكدت تقارير صحفية وتصريحات رسمية صادرة عن هيئة حماية الحدود اليونانية على وجود زيادة هائلة في أنشطة الهجرة غير النظامية في المياه الإقليمية اليونانية.
أتى ذلك بعد تكرر مزاعم كان آخرها خلال الشهر الماضي حول تورط اليونان في عمليات صد المهاجرين وإعادتهم إلى تركيا.
مطاردة زورق سريع واقتحام المرفأ
هذا وقد أعلن مسؤولون من خفر الحدود يوم الثلاثاء الماضي عن مشاركة اثنين من قواربهما في مطاردة زورق سريع خلال عملية تسيير دورية بالقرب من جزيرة كوندورز الصغيرة القريبة من جزيرة أكبر منها، ألا وهي سيمي.
أكدت السلطات بأن الزورق السريع كان ينقل مهاجرين ولم يستجب للإشارات الضوئية والصوتية التي أصدرها القاربان اللذان شاركا في الدورية، بل صار يناور بشكل خطير ليصطدم بمركبي خفر السواحل.
وفي النهاية توقف الزورق وتسبب ذلك بإلقاء القبض على أجنبيين لم تحدد جنسيتهما لكونهما من يقودا ذلك الزورق الصغير.
وعثر على متن الزورق على 23 مهاجراً فنقلوا إلى ميناء سيمي، وهناك ذكروا أمام الشرطة بأنهم انطلقوا من مدينة سياحية تركية قريبة تعرف باسم داتكا، وبأن كلاً منهم دفع للمهربين مبلغاً قدره ستة آلاف يورو.
وفي هذه الأثناء عثر في اليونان على مهاجر مصاب لا يحمل أوراقاً رسمية داخل مرفأ إيغومنيتسا القريب من جزيرة كورفو ومن الحدود مع ألبانيا.
وهذا المهاجر البالغ من العمر 35 عاماً حاول القفز فوق سور الميناء فأصيب بجروح في طرفه السفلي، ولهذا نقل إلى المشفى العام حتى تجرى له مزيد من الفحوصات بحسب ما ورد في البيان الرسمي.
ويوم الثلاثاء أيضاً، جرى اعتقال مواطنين أجنبيين في مدينة باتراس في شمالي بيلوبونيز، وقد وجهت إلى هذين الشخصين اللذين يبلغ أحدهما من العمر 34 عاماً والثاني 26 عاماً تهمة دخول البلد عبر الاستعانة بوثائق مزورة.
عملية إنقاذ يعقبها احتجاز
جرى إنقاذ ما لا يقل عن 55 شخصاً يوم الإثنين وصلوا إلى جزيرة صخرية قريبة من ميتيلين في ليسبوس، حيث عثر على شخص واحد متوف على الأقل في حين ظل شخص آخر في عداد المفقودين.
وقد تحدث تقرير مراكب بحر إيجة عن غرق شخصين في الحادثة، بيد أننا لم نتمكن من التأكد من صحة هذه المعلومة.
وفي بيان صادر عن خفر السواحل اليوناني ورد بأن من تبقى من طالبي اللجوء يتمتعون بصحة جيدة وقد نقلوا إلى الجزيرة حيث أودعوا في مركز كارا تيبيه في ليسبوس.
توسع مركز كارا تيبيه عقب الحريق المدمر الذي شب في مخيم موريا، لكنه معروف بعدم تمتعه بما يكفي من المرافق، إلى جانب ضعف الكهرباء فيه والقيود الصارمة المفروضة على طالبي اللجوء المقيمين هناك وذلك بالنسبة للخروج والدخول إليه.
ما تزال جزيرة ليسبوس نقطة العبور البرية الرئيسية أمام المهاجرين الذين يعبرون بحر إيجة قادمين من تركيا، بيد أن أعداد الواصلين إلى ليسبوس وإلى اليونان عموماً هبطت خلال العام الفائت.
من كريت إلى كوس
في يوم الأحد الماضي نفذت عملية إنقاذ شملت 74 شخصاً بينهم ما لا يقل عن عشرين قاصراً قبالة الساحل الشمالي لكريت، وجرى نقلهم إلى الجزيرة.
وعصر اليوم نفسه، عثر على شخص فاقد للوعي قبالة شواطئ جزيرة كوس، وهي إحدى الجزر اليونانية القريبة من تركيا، فجرى إبلاغ سلطات الميناء في كوس بشكل فوري عن الأمر حتى تقوم بتنسيق عملية الإنقاذ.
نقل بعد ذلك هذا الشخص إلى المشفى العام في كوس حيث تم الإعلان عن وفاته إثر وصوله، وصدر أمر بتشريح الجثة.
كما وردت تقارير حول عدة حوادث برية تعرض لها مهاجرون ومهربون في نهاية عطلة الأسبوع الماضي، غير أن السلطات أعلنت بأنه لا توجد حالات وفيات ضمن تلك الحوادث.
تبرئة عمال الإغاثة في ليسبوس
في هذه الأثناء، برأت محكمة يونانية في ليسبوس يوم الثلاثاء الماضي مجموعة مؤلفة من 16 عاملاً ومتطوعاً في الإغاثة اتهموا بالتورط في أنشطة غير قانونية شملت إنقاذ مهاجرين قدموا على متن قوارب صغيرة من الجارة تركيا، وقد وجهت إلى المتهمين تهم خطيرة كان على رأسها التجسس. إلا أن منظمات حقوقية عديدة ذكرت بأن اليونان استهدفت المتهمين فقط لأنهم يقومون بعمل إنساني، إذ ذكر أحد محامي الدفاع في مؤتمر صحفي بأن: "هذه التهم يجب ألا توجه إليهم أبداً"، وأضاف بأن النيابة لم تتمكن من إثبات تورط أي متهم بأي شيء غير قانوني، وقد وافقته المحكمة في ذلك.
مصائب أخرى
لكن تهماً جنائية أخرى، تشمل تسهيل الهجرة غير القانونية وغسل الأموال قد توجه إلى المتهمين الستة عشر بالإضافة إلى اثنين من المتطوعين الأجانب في هذه القضية والذين حصلوا على البراءة من تهم تتصل بارتكاب جنح قبل عام من الآن، بيد أن محاميهم ذكر بأنه واثق من أنهم سيحصلون جميعاً على البراءة من كل تلك التهم.
المصدر: Info Migrants