icon
التغطية الحية

زلزال يهز اليمين المتشدد بالبرلمان الأوروبي بعد فضائح حزب "البديل"

2024.05.27 | 11:21 دمشق

آخر تحديث: 27.05.2024 | 15:17 دمشق

56756757
ماكسيمليان كراه
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

يشهد حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني أزمة غير مسبوقة، قبل أسبوعين فقط من الانتخابات الأوروبية. وذلك بعد تعرضه لسلسلة من الفضائح سيكون لصداها ارتدادات على وضع الحزب في ألمانيا وعلى تحالفاته مع اليمين المتشدد في أوروبا.

ويذكر تقرير لـ "دويتشه فيله" DW الألمانية أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتشدد، يواجه ما وصفه عدد من المعلقين بـ "كارثة حقيقية" قبل أسبوعين فقط قبل الانتخابات الأوروبية المقرر إجراؤها في التاسع من حزيران المقبل. فقد اضطرت قيادة الحزب إلى منع مرشحها الأول ماكسيميليان كراه من الظهور العلني في الحملة الانتخابية. كما اضطر كراه للتخلي عن منصبه "طواعية" في المجلس التنفيذي الاتحادي للحزب.

غير أن هذه الإجراءات الاستعجالية قد تكون متأخرة لإصلاح الضرر السياسي الذي لحق بالحزب الشعبوي قبيل الاستحقاق القاري. ويواجه حزب "البديل" المتشدد مشكلات بالجملة وعلى جبهات متعددة، فقد قرر الرجل الثاني في قائمة الحزب للانتخابات الأوروبية، بيتر بيسترون، بدوره التخلي عن المشاركة في الحملة الانتخابية. وأشار بيسترون إلى "أسباب عائلية" عندما سئل عن هذه الخطوة قبل عدة أيام. وقال: "لقد وقع أقرب أفراد عائلتي مرة أخرى ضحايا لتفتيش المنازل ومضايقات وسائل الإعلام... أي شخص لا يفهم أنني يجب أن أعتني بهم أولاً ليس لديه قلب" ويخضع بيسترون حالياً للتحقيق بتهمة غسيل الأموال والرشوة. وتم تفتيش منزله في برلين يوم الثلاثاء الماضي.

وجاء إعلان بيسترون بعد عدة أيام من مطالبة رئيسي حزب البديل من أجل ألمانيا أليس فايدل وتينو شروبالا له بالامتناع عن الظهور العلني مرة أخرى في الحملة الانتخابية الأوروبية حتى يتم توضيح المزاعم ضده. وليس من الواضح ما إذا كانت الأزمة الحالية مجرد سحابة صيف، أم أنها ستكون لها تداعيات على نتائج الاقتراع الأوروبي وربما شعبية الحزب المتنامية في الفترة الأخيرة؟

وعُرف ماكسيميليان كراه كإحدى الشخصيات الأكثر إثارة للجدل في اليمين الألماني المتطرف على المستويين الداخلي والخارجي. فقد اشتهر على سبيل المثال لا الحصر، بإعجابه بالديكتاتوريات الاستبدادية مثل الصين، ولكن أيضاً كمدافع عن مجرمي الفترة النازية. ويحاول قادة الحزب الآن خلق انطباع بأنه ذهب إلى أبعد مما هو مسموح به، ليس بالضرورة من منطلق القناعة، ولكن ببساطة لأن الأمر مرفوض بالمطلق خارج الحزب. ذلك أن مغازلة القومية النازية لا تزال من المحرمات، حتى بين مجموعات الناخبين التي يسعى "البديل" لاستقطابها.

التداعيات على الانتخابات الأوروبية

ويشير محللون سياسيون إلى أن الفضائح الحالية يمكن أن تضر بشكل دائم بمصداقية "البديل". وبينما استفاد الحزب في الماضي من احتجاجات الناخبين التي نبعت من عدم الرضا عن الأحزاب التقليدية في الساحة الألمانية، فإن الوضع الحالي قد يؤدي إلى تراجع شعبيته. وقد يتراجع الناخبون المعتدلون على وجه الخصوص إذا لم يتخذ الحزب موقفاً واضحاً ضد القوى الأكثر تطرفاً داخله.

تتكون القاعدة الانتخابية لحزب "البديل" من مجموعات مختلفة: منها الناخبون الممتنعون السابقون الذين دأبوا على مقاطعة الانتخابات، والمحبطون من الأحزاب الأخرى، والمواطنون ذوو وجهات النظر المحافظة والقومية القوية، والأشخاص الذين يشعرون أنهم غير ممثلين بشكل كاف في الأحزاب التقليدية. إن ما يوحد هذه الفئات الانتخابية غير المتجانسة هو الشعور بعدم الرضا والرغبة في التغيير السياسي، إلا أن فضيحة كراه قد تكشف عن تصدعات في هذا التحالف. بالنسبة للعديد من ناخبي الحزب فإن الاتهامات الحالية ضد كراه تمثل اختباراً لنزاهة الحزب ومصداقيته. وفي حين قد يرفض بعض المؤيدين الفضيحة باعتبارها هجوماً له دوافع سياسية ويظلون موالين للحزب، فإن آخرين، وخاصة الناخبين الأكثر اعتدالاً ومحافظة، قد يعيدون النظر في دعمهم. وقد تشعر هذه المجموعة من الناخبين بالنفور من الاتجاهات المتطرفة.

زلزال يهز اليمين المتشدد بالبرلمان الأوروبي

في تطور مثير طُرد حزب "البديل من أجل ألمانيا" في الـ23 من أيار الحالي من تكتل "الهوية والديموقراطية" اليميني المتشدد داخل البرلمان الأوروبي. ولعب حزبا "التجمع الوطني" الفرنسي بزعامة مارين لوبان و"الرابطة" الإيطالي دوراً رئيسياً في هذا الطرد.

"الهوية والديموقراطية" هو سادس أكبر تكتل في البرلمان الأوروبي والأصغر بين التكتلات اليمينية، بعد تكتل "المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين" الذي يضم حزب "فراتيلي ديتاليا" بزعامة جورجيا ميلوني وحزب "فيدس" لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

وسبق لحزب مارين لوبن أن عبر عن رفضه الاستمرار في التحالف مع حزب "البديل". وجاء في بيان: "لم يعد تكتل الهوية والديموقراطية يرغب في أن يكون مرتبطاً بالحوادث التي تورط فيها ماكسيميليان كراه"، فيما أعلن القيادي في "الجبهة الوطنية" الفرنسية جوردان بارديلا أن كراه قد تجاوز "الخط الأحمر".

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين حذرت من السقوط في فخ الاعتقاد بوجود اختلاف بين الحزب الألماني وباقي الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا. وقالت بهذا الصدد: "أسماء مختلفة – ولكن كلها متشابهة... إنهم دمى بوتين ووكلاؤه، وهم يدوسون على قيمنا".