من المتوقع أن يضرب زلزال مدمر يكفي لحصد مئات الأرواح إسرائيل خلال السنوات القادمة، حسب تحذيرات أطلقها باحثون في جامعة تل أبيب يوم الثلاثاء الماضي، بعد كشفهم عن نتائج الدراسة التي أجروها في أعماق حوض البحر الميت.
إذ ذكرت الجامعة في تصريح لها حول تلك النتائج: "خلال السنوات القادمة، يحتمل وقوع زلزال مدمر قد يخلف مئات الضحايا".
وقد قدر الباحثون شدة ذلك الزلزال بحوالي 6.5 على مقياس ريختر، أي أنه يكفي لتدمير الأبنية المتهالكة، ولإحداث أضرار بالأبنية الأمتن، كما يمكن للناس على بعد مئات الكيلومترات أن يشعروا بحدوثه.
وقد خلصت الدراسة إلى أن زلزالاً بهذه الشدة يحدث في تلك المنطقة كل 130-150 سنة، إلا أن فترة السكون في بعض الأحيان لم تتجاوز عدة عقود.
وفي ذلك البيان، يقول البروفسور صموئيل ماركو رئيس كلية بورتر لعلوم الأرض والبيئة بجامعة تل أبيب: "إن السجل الجيولوجي لا يكذب والزلزال الكبير قادم إلى إسرائيل لا محالة. وبالطبع ليست لدينا أي وسيلة أو طريقة لنتوقع متى سيحدث ذلك الزلزال بالضبط، لأن هذا مجرد توقع مبني على إحصائيات، ولكن لسوء الحظ، بوسعنا أن نقول بإن زلزالاً سيخلف مئات الضحايا لابد وأن يضرب البلاد خلال القادم من السنوات. لا أريد أن أنشر الذعر بينكم، لكننا نعيش في فترة نشطة زلزالياً. لذا قد يحدث هذا الزلزال خلال عشر سنوات أو عدة عقود، لكنه قد يحدث أيضاً خلال الأسبوع القادم، لذا علينا أن نكون على استعداد دائم لوقوعه".
يذكر أن آخر زلزال بلغت شدته 6.2 على مقياس ريختر ضرب وادي البحر الميت في عام 1927 وتسبب بمقتل 500 شخص وجرح 700 آخرين في مدينة عمان بالأردن، وكذلك في القدس وبيت لحم ومدينة يافا الساحلية.
ولقد قام الباحثون بالحفر على عمق مئات الأمتار تحت سطح البحر الميت وعند دراسة طبقات الترسبات تمكنوا من تحليل تاريخ الزلازل في المنطقة على مدار 220 ألف سنة الماضية.
إذ يقع البحر الميت على الفالق السوري-الأفريقي، وهو ذلك الصدع في القشرة الأرضية الذي يمتد على طول الحدود الأردنية، ويشكل جزءاً من وادي الصدع الكبير الذي يمتد من الشمال السوري وحتى موزامبيق.
ولهذا تم نصب منصة حفر في مركز البحر الميت في عام 2020 وبدأت تلك المنصة بالحفر على عمق مئات الأمتار، الأمر الذي ساعد على تحليل جيولوجيا البحر الميت طيلة الفترة الممتدة على مدار 220 ألف عام، وذلك بحسب ما ورد في ذلك البيان الصادر عن جامعة تل أبيب.
وقد تمت عمليات الحفر برعاية برنامج الحفريات العلمية القارية الدولية، والذي يقوم بتنفيذ عمليات حفر عميقة في قاع البحيرات بمختلف بقاع العالم ضمن أبحاث المناخ القديم والتغير البيئي.
إذ تتشكل الطبقات الرسوبية التي تصل سماكة كل منها إلى ميليمتر واحد وتتناوب بالترسب كل سنة بفعل الفيضانات في الشتاء والتبخر خلال الصيف.
وقد شرح البيان تلك العملية بالقول: "بمجرد أن يحدث زلزال تختلط الطبقات الرسوبية ببعضها، مع الطبقات التي استقرت قبلها وذلك في تعاقب متكامل وتسلسل مثالي لمزج إحداها بالأخرى ثم العودة للتموضع والترسب بترتيب مختلف".
ويعتبر سجل الأحداث الذي سجلته تلك الدراسة أطول سجل من نوعه في العالم بحسب ما ذكره البيان.
زلزال أشد وأكبر يتوقع حدوثه خلال قرون
توصل الباحثون أيضاً إلى وجود تقاعس وتأخر في تقدير الفترات الزمنية الفاصلة بين الزلازل في منطقة البحر الميت.
إذ في الوقت الذي يمكن أن يحدث فيه زلزال مدمر للمباني خلال العقود القادمة، يتوقع أيضاً وقوع زلزال أقوى قد تصل شدته إلى 7.5 على مقياس ريختر أي أنه أقوى بعشرة أضعاف من سابقه وذلك خلال القرون القادمة.
إذ في السابق كان العلماء يعتقدون بأن الزلازل التي تبلغ شدتها 7.5 أو أعلى على مقياس ريختر تحدث كل 10 آلاف سنة أو أكثر، بيد أن الدراسة الجديدة تقدر أن الفترة الفاصلة بين الزلازل يمكن أن تكون أقرب أي قد تحدث تلك الزلازل المدمرة كل 1300-1400 عام. وقد كان آخر زلزال بلغ تلك الشدة وضرب تلك المنطقة قد وقع في عام 1033.
إذ ورد في البيان: "هذا يعني أنه خلال القرون القليلة القادمة، يمكننا أن نتوقع حدوث زلزال تصل شدته إلى 7.5 أو أعلى من ذلك".
المصدر: تايمز أوف إسرائيل