هاجم يفغيني بريغوزين زعيم المجموعة العسكرية الروسية المخصصة للمرتزقة (فاغنر) يوم الأربعاء الماضي إدارة الكرملين وذلك لفشلها في حجب منصة يوتيوب الأميركية.
وكتب بريغوزين في تصريح له نشره على قناته عبر منصة تيليغرام قائلا "يوتيوب وباء على المعلومات في زمننا"، وزعم بأن 40% من الفيديوهات التي تنشرها تلك المنصة "مسيسة وموجهة ضد روسيا" دون أن يقدم أي دليل على ذلك.
"الخونة" للشعب الروسي
وذكر بريغوزين بأن هنالك سببين لعدم حجب يوتيوب في روسيا التي فرضت قيوداً على الإعلام الغربي منذ غزوها لأوكرانيا في شباط الماضي، وهو عدم قدرة المواطن الروسي العادي الاستغناء عن تلك المنصة، أما السبب الثاني وهو الأهم فهو معارضتها لإدارة فلاديمير بوتين، حيث قال: "لدينا الكثير من الأشخاص في ساحة ستارايا في الإدارة الرئاسية ممن يفكرون بشيء واحد فقط ألا وهو إن خسرت روسيا الحرب في أقرب وقت ممكن، فسيأتي الأميركيون لينظموا لنا حياتنا في أسرع فرصة ممكنة".
وأضاف: "إن من يقفون ضد حجب يوتيوب برأيي هم خونة للشعب وللأجيال السابقة والقادمة من الروس، فهم يعيشون في الخارج ويقضون عطلاتهم وإجازاتهم في الخارج، ويربون أولادهم في الخارج، ويدعون أنهم يتمسكون بقيم رفيعة، ويدعمون الغرب بكل وسيلة ممكنة".
إنكار ثم اعتراف
يذكر أن التوتر بين بريغوزين والحكومة وصل إلى المستوى العلني يوم الجمعة الماضي، وذلك عندما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استيلائها على مدينة سوليدار الأوكرانية، دون أن تأتي على ذكر الدور الذي لعبته فاغنر في تلك العملية، بما أنها ميليشيا مسلحة تعمل خارج نطاق الجيش وتسلسل القيادة فيه، وقد سبق لها أن نشرت صورة لبريغوزين ومقاتليه بالقرب من منجم للملح في سوليدار.
ولذلك تذمر بريغوزين على الملأ من المحاولات الساعية للتقليل من شأن الدور الذي لعبته فاغنر والإنجازات التي حققتها، ما دفع وزارة الدفاع الروسية لإصدار تحديث على البيان السابق ورد فيه إطراء وثناء على "العمليات الجسورة والمتفانية" التي قام بها مقاتلو فاغنر، في الوقت الذي أنكر فيه الكرملين حدوث أي شقاق.
حتى الخريف الماضي، بقي بريغوزين، الذي يشار إليه أحياناً باسم طباخ بوتين نظراً للعقود التي حصلت عليها شركته الخاصة بتأمين الوجبات من قبل الكرملين، ينكر أي صلة تربطه بفاغنر التي أعلن مسؤولون روس عن توقيعها لعقود تتصل بأمور عسكرية وأخرى تتعلق بالمناجم في أفريقيا مع الحكومة الروسية، إلى جانب نشاطها في سوريا.
ولكن بعد غزو أوكرانيا، وتكرر المحاولات الفاشلة التي نفذها الجيش الروسي في حملته التي مضى عليها حتى اليوم 11 شهراً، كل هذه الأمور شجعت بريغوزين على دخول المعترك العام الذي تقوم فيه السلطات بإسكات معظم الأصوات المعارضة، فقدم نفسه كشخصية وطنية فعالة لا تخشى لومة لائم.
لا ضربة قاضية حتى الآن
بوجود نحو 90 مليون مستخدم روسي بالشهر، تحولت يوتيوب التي تتبع لشركة ألفابيت -مثلها مثل غوغل- إلى منصة رائجة كثيراً تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد الرقمي، وعلى الرغم من وجود منصات محلية أخرى لوسائل التواصل الاجتماعي في روسيا، فإنه لم يظهر أي بديل عن يوتيوب قابل للحياة والاستمرار هناك حتى الآن.
اقرأ أيضا: غيراسيموف يعود لقيادة الحرب على أوكرانيا.. هجوم جديد أم صراع مع فاغنر؟
الجدير بالذكر أن روسيا حظرت وسائل التواصل الاجتماعي الأجنبية الأخرى مثل إنستغرام وفيس بوك، ولكن على الرغم من مرور أشهر من الغرامات والعقوبات والتهديدات التي وجهتها حكومة بوتين ليوتيوب بسبب عدم حذف تلك المنصة للمحتوى الذي تعتبره موسكو مخالفاً للقانون، ولتقييد وصول بعض وسائل الإعلام الروسية إلى يوتيوب، لم توجه الحكومة الروسية أي ضربة قاضية لتلك المنصة التي تقدم محتوى قائما على فيديوهات.
المصدر: U.S. News